بالصور.. عمال الملاعب بقطر يخربون الشركات احتجاجًا على وقف رواتبهم

بالصور.. عمال الملاعب بقطر يخربون الشركات احتجاجًا على وقف رواتبهم

أخرجت ممارسات تنظيم الحمدين في قطر، عمال بناء الملاعب عن صمتهم من جراء انتهاكات حقوق الإنسان التي تطالهم يوميًّا؛ فبعدما صبروا على الأحوال المعيشية والصحية المتردية، تعرضوا لتوقف الرواتب، لينتفضوا في وجه ظلم طال أمد حِلمهم عليه.

وتعرضت مقار الشركات التي يعمل بها عمال بناء الملاعب في قطر لتكسير بعضها، فضلًا عن محاولة العمال إتلاف السيارات، بعد أن أصمَّ تنظيم الحمدين آذانه عن مطالبهم المشروعة، فيما ظلت قناة الجزيرة في حالة غياب متعمد عن تناول حقوقهم كعادتها في عدم التعرض لأي ظلم بالداخل القطري، في الوقت الذي تكيل فيه الافتراءات لدول الجوار العربي بمزاعم مضللة؛ الأمر الذي جعله مغردون هدفًا لهجومهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتصدر هاشتاق «أعمال شغب في قطر» موقع التواصل الاجتماعي تويتر، في محاولة من مروجيه لإنقاذ حقوق العمال المهدرة، أو لفت أنظار المنظمات الدولية ذات الصلة بانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارس بحقهم؛ خوفًا من محاولات تنظيم الحمدين التنكيل بهم أو إخضاعهم لعمليات القمع المعروف بها.

وتداول مغردون مقاطع فيديو لاحتجاجات العمال الذين ضاقوا ذرعًا بإهمال حقوقهم؛ حيث بدؤوا تكسير حافلات مكتوب على إحداها «شركة الصرح للتجارة والمقاولات»، فيما أشارت تقارير إلى أن عددًا من المحتجين عمال آسيويون.

تأتي احتجاجات العمال في قطر بعد مرور عام من تقرير شركة «إمباكت» للاستشارات -ومقرها لندن- بشأن أوضاع العمال الذين يشاركون في بناء الملاعب في قطر استعدادًا لبطولة المونديال 2022؛ حيث أكد أن بعض العمال عملوا 148 يومًا دون انقطاع.

وذكرت الشركة، وقتئذٍ، أن ساعات العمل الطويلة، لا تزال تمثل مشكلة للعديد من العمال البالغ عددهم 18 ألفًا و500 عامل، بالمشاريع التي تشرف عليها اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية المشرفة على تنظيم كأس العالم.

وقالت الشركة التي تعاقدت معها اللجنة لإجراء مراجعة سنوية لظروف العمال؛ إن 13 من 19 من المتعاقدين في كأس العالم لكرة القدم، يطلبون من العمال ساعات عمل كثيرة، وأشارت إلى أن ثماني شركات من 19 شركة متعاقدة، سجلت فيها مخالفات كبيرة؛ لأن ساعات العمل تتجاوز 72 ساعة أسبوعيًّا و402 ساعة شهريًّا، وفي الحالات القصوى، كان العمل يستمر 14 ساعة في اليوم.

إلى ذلك دخلت بطولة كأس العالم لكرة القدم المزمع إقامتها في قطر عام 2022، نفقًا مظلمًا؛ من جراء تعثر جهود جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي «فيفا» الرامية إلى إيجاد شركاء للإمارة القطرية ليساعدوها على تنظيم البطولة.

وكان إنفانتينو يأمل أن يجد آذانًا صاغية في كل من سلطنة عمان والكويت، لتشاركا قطر تنظيم المونديال، غير أن السلطنة أعلنت بوضوح أنها لن تشارك في تنظيم البطولة بسبب عدم الجاهزية.

وكان يوسف بن علوي وزير الدولة للشؤون الخارجية في عمان، أكد لشبكة «CNN» الأمريكية الأسبوع الماضي، عدم جاهزية بلاده لاستضافة مباريات مونديال كأس العالم 2022.

وإزاء هذا الموقف، لجأ رئيس الاتحاد الدولي إلى الكويت التي زارها مؤخرًا لإقناع قادتها بقبول المشاركة في التنظيم، ففشل في مهمته؛ حيث ذكرت صحيفة «السياسة» الكويتية أنَّ الكويت باتت أبعد ما يكون عن دخول معترك تنظيم بطولة كأس العالم، رغم جهود إنفانتينو الذي عرض على مسؤوليها جملة شروط طالب بالموافقة عليها لتتمكن الكويت من مشاركة قطر تنظيم المونديال.

وأضافت أن هذه الشروط تتضمن موافقة الحكومة الكويتية على منح تأشيرات الدخول لمختلف الجنسيات، بما في ذلك الجنسية الإسرائيلية، كما طلب رئيس الاتحاد الدولي السماح لشركات المشروبات الكحولية بالترويج لمنتجاتها خلال مباريات المونديال، بالإضافة إلى بناء أربعة ملاعب؛ تحسبًا لاستضافة أربع مجموعات من البطولة.

ومثل الموقف الكويتي من مشاركة قطر تنظيم كأس العالم، تأكيدًا جديدًا لعزلة تنظيم الحمدين منذ صيف عام 2017، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة بسبب دعم نظامها للإرهاب.

والمعروف أن رئيس الاتحاد الدولي يسعى إلى زيادة عدد المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم 2022 إلى 48 منتخبًا، وهو القرار الذي سيتم التصويت عليه خلال اجتماع كونجرس «فيفا» المزمع عقده في يونيو المقبل، غير أنه يتعين على إنفانتينو توفير حلول عملية وواقعية وسريعة لمشكلة عدم قدرة قطر بمفردها على تنظيم بطولة بهذا الحجم.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Go up