أنفقت المملكة العربية السعودية أموالاً ضخمة لتصبح قوة خارقة في مجال الذكاء الاصطناعي؛ ما يضعها في وسط صراع نفوذ متصاعد بين الولايات المتحدة والصين من أجل الوصول لمكانة عالمية بالتفوق التكنولوجي.
صفقات بـ10 مليارات دولار
وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقريرها إلى أجنحة مؤتمر ليب التكنولوجي الذي انعقد في مارس 2024 بالرياض، حيث حضره المديرون التنفيذيون والمهندسون ومندوبو المبيعات من جوجل وأمازون وتيك توك وغيرهم.
وتجمع في المؤتمر أكثر من 200 ألف شخص، بما في ذلك آدم سيليبسكي، الرئيس التنفيذي لقسم الحوسبة السحابية في أمازون، الذي أعلن عن استثمار بقيمة 5.3 مليار دولار في المملكة العربية السعودية لمراكز البيانات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وتحدث آرفيند كريشنا، الرئيس التنفيذي لشركة آي بي إم، عما وصفه بـ”صداقة العمر” مع المملكة. وألقى مسؤولون تنفيذيون من شركة هواوي وعشرات الشركات الأخرى خطابات. وتم إبرام صفقات بأكثر من 10 مليارات دولار.
السعودية لاعب مهيمن في الذكاء الاصطناعي
وقال شو تشيو، الرئيس التنفيذي لـ TikTok، خلال مؤتمر ليب: “هذا بلد عظيم، ونتوقع نموًا كبيرًا لتطبيق الفيديو تيك توك في المملكة، كما نتوقع أن نستثمر المزيد”.
يبدو أن كل من يعمل في مجال التكنولوجيا يرغب في تكوين صداقات مع المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي، حيث ركزت المملكة أنظارها على أن تصبح لاعبًا مهيمنًا في مجال الذكاء الاصطناعي، ويتم ضخ مبالغ مذهلة للقيام بذلك، بحسب تقرير الصحيفة الأمريكية.
صندوق للذكاء الاصطناعي
أنشأت المملكة العربية السعودية صندوقًا بقيمة 100 مليار دولار هذا العام للاستثمار في الذكاء الاصطناعي. وغيرها من التكنولوجيا. وهي تجري محادثات مع أندريسن هورويتز، شركة رأس المال الاستثماري في وادي السيليكون، ومستثمرين آخرين لوضع 40 مليار دولار إضافية في الذكاء الاصطناعي.
وقالت الحكومة، في مارس/آذار الماضي، إنها ستستثمر مليار دولار في مسرع الشركات الناشئة المستوحى من وادي السيليكون لجذب رواد الأعمال بمجال الذكاء الاصطناعي إلى المملكة.
حملة إنفاق غير مسبوقة
تنبع حملة الإنفاق الغير مسبوقة على الذكاء الاصطناعي، من قبل رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والمعروفة باسم “رؤية 2030″، حيث تتسابق المملكة العربية السعودية لتنويع اقتصادها الغني بالنفط في مجالات مثل التكنولوجيا والسياحة والثقافة والرياضة.
تعيد المملكة العربية السعودية الآن توجيه ثرواتها النفطية نحو بناء صناعة تكنولوجية محلية، ما يتطلب من الشركات الدولية ترسيخ جذورها في هذا المجال.
مركز قوة جديد في صناعة التكنولوجيا
وسيضع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، المملكة العربية السعودية وسط منافسة عالمية متصاعدة بين الصين والولايات المتحدة ودول أخرى مثل فرنسا التي حققت اختراقات في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن خطة المملكة العربية السعودية لديها القدرة على إنشاء مركز قوة جديد في صناعة التكنولوجيا العالمية.
وبموجب الخطة، سيتم بناء مدن مستقبلية جديدة في الصحراء على طول البحر الأحمر، موجهة نحو التكنولوجيا والخدمات الرقمية. والمملكة، التي ضخت المليارات في شركات التكنولوجيا الناشئة مثل أوبر والأدوات الاستثمارية مثل صندوق رؤية سوفت بنك، سوف تنفق المزيد الآن، بحسب تقرير “نيويورك تايمز”.
المنافسة الصينية الأمريكية
وقال ماجد علي الشهري مدير عام الدراسات بالمركز السعودي للبيانات والذكاء الاصطناعي الهيئة، إن 70% من الأهداف الإستراتيجية الموضحة في رؤية 2030 تتضمن استخدام البيانات والذكاء الاصطناعي، بحسب “نيويورك تايمز”.
تقع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية على ساحل البحر الأحمر، وقد أصبحت موقعًا للمواجهة التكنولوجية الأمريكية الصينية. وتعتبر جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، نقطة محورية في خطط المملكة العربية السعودية للاعتماد على الذكاء الاصطناعي، فهي مدرسة البحث العلمي الرائدة في المملكة، حيث تستقطب قادة الذكاء الاصطناعي الأجنبي، وتوفي موارد الحوسبة لبناء مركز عالمي للذكاء الاصطناعي.