قالت عليا غانم والدة زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن إنه في صغره كان طفلا جيداً جداً، وكان يحبها كثيراً، غير أن طباعه تغيرت في أوائل العشرينات من عمره بعد أن التقى بعدد من الأشخاص الذين غسلوا دماغه إلى حد كبير.
وأضافت في أول حديث لها حول تفاصيل حياة ابنها في حوار مع صحيفة “الجارديان” البريطانية أنه كان خجولاً، وقد أصبحت له شخصية قوية في العشرينات من عمره أثناء دراسته للاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وكان ناجحاً في دروسه.
وأبانت أن الأشخاص الذين التقى بهم في الجامعة غيروا طباعه، مضيفة: “لقد أصبح رجلًا مختلفاً”، مبينة أن من بين من التقى بهم ابنها عضوا في جماعة الإخوان المسلمين يُدعى عبدالله عزام، والذي تم نفيه لاحقًا من المملكة، وأصبح مستشارًا روحياً لأسامة، لافتة أنها طلبت منه مراراً الابتعاد عن هؤلاء الأشخاص، مبينة أنه لم يخبرها مطلقاً بما كان يفعله أو ينوى فعله.
وقالت علياء غانم إن ابنها أسامة سافر في أوائل الثمانينيات إلى أفغانستان لمحاربة الاحتلال الروسي، مشيرة إلى أنهم التقوا به مرتين في أفغانستان في عام 1999 في قاعدته خارج مدينة قندهار بالقرب من المطار، وكان سعيدًا باستقبالهم.
وشارك أخوا أسامة غير الشقيقين “أحمد وحسن” في الحوار الذي تم في أوائل شهر يونيو الماضي، حيث أبان حسن أنهم في البداية كانوا فخورين بمشاركته في محاربة الروس، حتى إن حكومة المملكة كانت تعامله بطريقة نبيلة ومحترمة، إلاّ أن الوضع تغير لاحقاً.
وأبان أحمد أخو أسامة أنه صُدم عند وقوع أحداث 11 سبتمبر، وأنهم عرفوا بعد مرور 48 ساعة أن أسامة يقف خلف ذلك الأمر، وبينا أنهم شعروا بالخجل منه، وأنهم أدركوا أنهم جميعاً سيواجهون عواقب رهيبة، وأن جميع عائلاتهم التي كانت بالخارج عادت إلى المملكة.
وأبان أخوا أسامة أنه رغم مرور 17 عاماً منذ وقوع أحداث 11 سبتمبر ما زالت والدتهم تنكر أن لابنها أسامة يدا في تلك الجريمة، وترفض إلقاء اللوم عليه، وتلوم الآخرين من حوله؛ كونها أماً وتعرف الجانب الطفولي الصالح في ابنها.
وأبانت العائلة أنهم خضعوا جميعاً للاستجواب من قبل السلطات، كما تم منعهم من مغادرة البلاد لبعض الوقت، غير أنهم باتوا الآن يستطيعون السفر بحرية بداخل وخارج المملكة.