للإشتراك في خدمة الوظائف
أرسل كلمة “اشتراك” عبر الواتس أب للرقم 0537493197
أخبار

بعد طرد السفير الكندي.. تعرَّف على قصة طرد سفير أمريكا من المملكة عام 1988

أعاد مغردون نشر قصة طرد سفير الولايات المتحدة الأمريكية من المملكة في عهد الراحل الملك فهد بن عبد العزيز – رحمه الله-، حيث أعادت الأزمة مع كندا وطرد سفيرها من الرياض إلى الأذهان قصة طرد السفير الأمريكي هيوم هوران.

وهوران، سفير الولايات المتحدة الأمريكية الذي تم طرده في حقبة الثمانينيات، خريج هارفارد والذي بدأ العمل الدبلوماسي من عام ١٩٦٠ وحتى تقاعد ١٩٩٨، تحدث في مذكراته بنفسه عن قصة طرد من المملكة، حيث قال إنه في العام 1986 قبل أن يبدأ عمله في المملكة، قام الكونجرس بقبول فيتو رئاسي يحظر تسليح المملكة العربية السعودية، مضيفا لاحقا قلنا للسعوديين، لا تنسوا انه بامكانكم شراء ال F-15 لكننا لن نسمح اطلاقا بان يتجاوز عددها 60 مقاتلة تحت أي ظرف.

وأضاف في مذكراته: “كان السعوديون يريدون الحصول على صواريخ جو جو من طراز مافريك، قال السعوديون: ال F-15 هي عبارة عن مقاتل قوي وصلب ويلبس كامل لبس المعركة ولكن ينقصه السيف والرمح! أخبرناهم بأننا لن نوافق على ذلك لأننا نعلم أنه لا يمكن للكونجرس أن يوافق على ذلك هذا الرد أغضب السعوديين”.

واستطرد السفير الأمريكي في مذكراته قائلا: “في عام 1988 أبلغ الأمير بندر بن سلطان الحكومة الأمريكية بأن السعودية لم تعد ترى الولايات المتحدة الأمريكية حليفا يمكن الاعتماد عليه. وأن حكومة المملكة العربية السعودية قلقة للغاية، لاحقا علمت بان حديث الأمير بندر مع الحكومة الامريكية كان مقلقا لنا أيضا”.

وتابع السفير هوران في مذكراته: “أنه في صيف عام 1988 علمنا أن بندر بن سلطان قد اشترى (دون علمنا) من الصينيين الشيوعيين صواريخ أرض أرض قادرة على قلب موازين القوى في الشرق الأوسط. صدمنا كثيرا أن المسئول عن الصفقة كان بندر ذاته! كنا في أقصى درجات القلق لأن معلوماتنا أن هذه الصواريخ كانت حصرا لحمل الرؤوس النووية ولم يكن لدينا معلومات أن الصين قد أبدلتها برؤوس تقليدية، مضيفا “لقد اصابتنا الدهشة والقلق معا. هذه الصواريخ قد وصلت المملكة وحفظت في أماكن من الصعب الوصول اليها بتعاون صيني سعودي مما دعى إسرائيل لأن تكون قلقة بل لا أبالغ أن قلت أنها كانت خائفة”.

وأضاف “أن الأمير بندر برر الصفقة لنا بقوله انكم كنتم غير متعاونين معنا ، لقد سئمنا من الاجراءات الأمريكية ومعارضة الكونجرس المتواصلة، أقولها لكم بصراحة، ما فعلناه بهذه الصفقة يشعرنا بالسرور، يشعرنا اننا نقف على اقدامنا في المنطقة دون خشية من احد، وفي ١٢ مارس 1988 تلقيت أوامر من حكومتي بلقاء الملك فهد. كان مطلوبا مني ان أقول له ان الحكومة الامريكية تتقبل تطميناته وتاخذ كلام جلالته على اقصى درجات الجدية بان الصواريخ ليست نووية، لكننا في نفس الوقت لا يمكننا التأكد ان الدول المجاورة ستكون مطمئنة بنفس الدرجة”.

وتابع السفير الأمريكي “طلب مني ان ابلغ الملك فهد هذه الرسالة: يجب إيقاف جميع الأعمال المختصة ببناء منصات الصواريخ والتدريب والصيانة المقدمة من قبل الصينيين، نرغب منك إعطائنا هذا الوعد على الأقل”.

وفي يوم ١٥ مارس اتصلت بالسكرتير العامل بيتر بورلي وسألته هل نحن فعلا سنخاطب السعوديين بهذه الطريقة فأجاب نعم، ستكون هذه السياسة التي سنتبعها في هذا الموضوع وأني يجب أن أتحرك بناء على هذا،فطلبت لقاء الملك وأرسلت ملخصا لسبب اللقاء.

ولفت إلى أنه في ١٧ مارس، قامت وزارة الخارجية الأمريكية بإرسال رسالة صادمة لي، قالت الرسالة أن ما أرسلته إلى الديوان الملكي في الـ١٥ من مارس لا يعبر عن السياسة الأمريكية! وأن الموقف الأمريكي الذي تسلمه بندر بن سلطان في نفس اليوم كان مخالفا تماما لما أرسلته للملك، وتم إخطاري على وجه السرعة بإلغاء اللقاء وإنهاء الموضوع من جانبي تماما. كما تم إخباري أيضا بأن الملك فهد كان غير راض عني، كما أخبرتني الوزارة أنها سترسل مبعوث الرئيس رونالد ريجن الخاص فيليب حبيب.

وأضاف: “وصل فيليب حبيب للمملكة وذهبنا للقاء الملك وحضر اللقاء بوب اوكلي و بيل كيربي و بول كونسيلور الآن لا أتذكر ما حدث إلا أن فيليب حبيب قال والآن يا جلالة الملك، نريد أن نرى الصواريخ بأعيننا، فقال الملك إنها ليست نووية وأنه لن يسمح لأحد بأن يراها وأعتقد أن السفير الأمريكي كان يتدخل في أمر كان يجب أن لا يتدخل فيه”.

وتابع الملك فهد انفجاره قائلا إنه يشعر بالانزعاج ثم وجه كلامه للسفير الأمريكي قائلا: إذا كانت الدماء الإيرانية هي ما يقود السفير الأمريكي فليبقيها داخله، ثم ختم حديثه بـ”انتهى اللقاء”.

وعن اللحظات الأخيرة لطرده من المملكة هيوم هوران في مذكراته “لن أنسى تلك اللحظة التي سماها المستشار كيربي: الانفجار الملكي! لقد شعرت بالإهانة من كلمات الملك.. عدت للسفارة فوجدت صدى غضب الملك علي قد وصلهم وفي اليوم التالي أرسلت وزارة الخارجية الأمريكية أمرا بإنهاء خدماتي لدي السعودية وأن وجودي داخل المملكة سيعيق العلاقات السعودية الأمريكية”.

وختم هوران مذكراته بشأن قصة طرده من المملكة بقوله “كنت أتمنى أن ينتظروا وقتا طويلا احتراما لخدمتي كسفير أمريكي حتى لا يظهر الأمر وكانني طردت من السعودية. لكن وللأسف تم سحبي خلال أسبوعين من المملكة. انتهت مدتي في السعودية ولم نتمكن من إقناع السعوديين بالسماح لنا أن نشاهد تلك الصواريخ”.

زر الذهاب إلى الأعلى