للإشتراك في خدمة الوظائف
أرسل كلمة “اشتراك” عبر الواتس أب للرقم 0537493197
أخبار

محاولات “نظام الحمدين” و”الملالي” تسييس الحج.. فشل وعبث سياسي وإعلامي

في الـ٥٠ عاماً الأخيرة أنفقت السعودية على الحرمين والمشاعر ما لم يُنفق عليها في تاريخها كله.

– عادل الجبير: المملكة تعُد دعوة قطر لتدويل مناسك الحج إعلان حرب.

– عبدالعزيز قاسم: الموقف السعودي من قطر وكندا أعطانا هيبة وأوصل رسالة بعدم ابتزازنا سياسياً.

– صيغة الشمري: تعودت بلادنا منذ عشرات السنين على التسييس بأساليب خبيثة من دول معادية.

– عبدالله البراق: يحاولون التدخل في شؤوننا الداخلية وتأليب الرأي الإسلامي ضدنا لكنهم يفشلون دائماً.

برغم تسهيلات المملكة للحجيج من جميع أقطاب العالم طوال العقود الماضية، والجهود الكبيرة التي تُبذل في تسهيل أداء ضيوف الرحمن هذه الفريضة، وعدم منع أي مسلم من الحج أو العمرة أو الزيارة في أي زمن، أو في أي تاريخ؛ إلا أن محاولات بعض الدول المستمرة تسييس الحج؛ لم يعد لها معنى؛ فلا يمكن أن تكون أكثر من ١٨٠ دولة يؤدي حجاجها فرائضهم في المشاعر المقدسة بكل يسر وسهولة في حين يزايد “نظام الحمدين” القطري، و”نظام الملالي” الإيراني على الجميع وينفردان عن كل العواصم الإسلامية بجعل موسم الحج مشكلة، وتأجيج الخلاف مع السعودية والسعي لاتهامها بالعرقلة والتعطيل، في حين أن الحقائق تكشف أن هذين النظامين في الحقيقة هما اللذان يضعان العراقيل بحجج واهية.

ابتزاز السعودية

حول تسييس موسم الحج من قِبَل الإعلام القطري والإيراني المضلل، وترصّدهما لكل صغيرة وكبيرة لتضخيمها وتأزيمها، أو للتقليل منها؛ يقول الإعلامي والكاتب الصحفي عبدالعزيز قاسم لـ”سبق”: “رأينا من سنوات طويلة أن أي دولة عربية أو إسلامية لديها موقف سياسي من المملكة، تلجأ مباشرة لتسييس الحج، وتعرّضنا لمثل هذه المطالبات من عقود أربعة، ولا نزال، وأنها تبدأ بشكوى حول تسييس الحج، وتنتهي كمطالبة بتدويل الحرمين، وتنعق بها كل دولة نختلف معها سياسياً، ثم تخرس الدعوات بمجرد أن نتصالح معها”.

ويضيف: “هم الذين سيّسوا هذه القضية ابتداء، وظنوا أنها موضوع ابتزاز للسعودية التي لا تأبه أبداً لهم ولا للناعقين والمرتزقة الذين يهبون معها في كل أزمة. رأينا إيران من سنوات عبر تلك المظاهرات الزور التي تدّعي البراءة من أمريكا وإسرائيل، وهي التي بكل بجاحة تتعامل معهما سراً وعلناً، ولا أدل من موقف أوباما على ذلك. هناك ليبيا القذافي، في كل مرة كان يلوّح بموضوع تدويل الحرمين، ويطرحها بكل صفاقة أيضاً؛ فيما كانت بلاده ترزح تحت التخلف غير مستحٍ مما يطرحه، وتعاملت المملكة مع كل تلك الدعوات بكثير من الحكمة والتعقل”.

ويتابع قائلاً: العام الماضي طرحت دويلة قطر أيضاً، عبر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية التي خاطبت المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعنيّ بحرّية الدين والعقيدة، عن “العراقيل والصعوبات أمام حجاج دولة قطر من المواطنين والمقيمين، من أداء مناسك الحج”، وتكلمت عن تسييس الشعائر الدينية واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية؛ فكان الرد الحاسم من قِبَل وزير الخارجية عادل الجبير، الذي قال إن المملكة ترى دعوة قطر لتدويل مناسك الحج على أنها إعلان حرب، وقد وضع النقاط على الحروف، وأبان عن موقفنا الحاسم وما سنتخذه من إجراءات تجاه أية دولة جارة لنا؛ ليسارع بعدها وزير الخارجية القطري نافياً أي دعوة قطرية للتدويل، ويقول: “لم يصدر أي تصريح من أي مسؤول قطري بشأن تدويل الحج، كما لم يتم اتخاذ أي إجراء من شأنه النظر في قضية الحج كقضية دولية”.

ويشير “قاسم” إلى أن موقف المملكة من قطر العام الماضي، وموقفنا من كندا اليوم، أعطانا هيبة وأوصل رسالة لكل من يتجرأ ويطرح هذا الموضوع للابتزاز السياسي فقط، وأراه أحد الحلول الناجحة جداً في حسم الموضوع.

ويوضح أنه من المهم إبراز ما تفعله السعودية للحرمين عبر كل وسائل الإعلام العربية والإسلامية والعالمية؛ إذ في الخمسين عاماً الأخيرة، أُنفِق على الحرمين ما لم يُنفَق عليهما في تاريخهما كله؛ بل ويتشرف ملوك آل سعود بهذا الإنفاق ويعدونه واجباً، ملكاً وراء ملك، ويعتبرونه قربى لله وشرفاً لا يدانيه شرف؛ بل حتى في أحلك الظروف الاقتصادية يقدمون عشرات المليارات؛ فيما غيرهم ينفق على ملاعب رياضية أو مجمعات ترفيهية، أو تمويل لحركات مشبوهة لا هَم لها إلا زعزعة الأمن في البلدان العربية، أو دعم رجال معارضة في لندن وعواصم الغرب.

ويقول: “يبتز أيضاً أولئك بالحوادث التي تقع في موسم الحج، وهذا أمر طبيعي يقع في كل دول العالم المتقدمة؛ فبرغم كل الاحتياطات؛ لا بد من بعض الحوادث وأنت تسيّر جموعاً يصلون لـ٣ ملايين فرد في منطقة محدودة، ومساحة صغيرة بوقت وجيز، وأكثر من نصفهم كبار سن وأميون أتوا من قرى، وبالكاد ينضبطون. وبرغم كل محاولات تثقيفهم قبل مجيئهم؛ فإن تسيير الجموع بمئات آلاف من الصعوبة التحكم فيها، والحمد لله أنه في السنوات الأخيرة انضبطت تلك المسيرات نحو الجمرات، دون أن نستبعد ما يكيد به الأعداء حولنا من تشغيب ومحاولات لزعزعة أمن الحج، والتعكير على الجو الإيماني بافتعال الحوادث، ومن الضروري معالجة المسألة إعلامياً أيضاً”.

أساليب خبيثة

وفي ذات السياق، تقول الإعلامية والكاتبة صيغة الشمري لـ”سبق”: “تعودت بلادنا -نصرها الله- منذ عشرات السنين على تسييس الحج بأساليب خبيثة، واستغلال مناسبة الحج لتمرير أجندات مُغرضة من قِبَل دول معادية، وقادتنا يدركون هذا الشيء ويتعاملون معه بحكمة متناهية وبنوايا صادقة تراهن على ضمائر العقلاء من مليار ونصف مسلم”.

وتضيف: “الاستراتيجية الإعلامية المناسبة لمكافحة هذا الأمر؛ هي في اعتباره خطاً أحمر لا نقاش فيه، والتعامل معه بحزم وقوة؛ لأنه يمسّ سيادتنا، وهذا لا يقبله أي مواطن؛ فما بالك بإعلامي يعتبر نفسه جندياً من جنود الوطن”.

تأليب الرأي الإسلامي

أما المستشار الأمنى والسياسي، عبدالله البراق؛ فيرى أن المنطقة تواجه استهدافاً ممنهجاً على جميع الأصعدة، يسعى لإضعاف القوى العربية والإسلامية، وتقسيم أراضيها ونهب ثرواتها.

ويقول لـ”سبق”: واجَهَت هذا الاستهدافَ الممنهج المملكةُ العربية السعودية؛ حيث قامت بصد أي محاولة لأي استهداف، وكشفت أمره وأمر أجنداته وأدواته؛ حتى جعلها المستهدفون على رأس هرم الاستهداف؛ فتارة ما يحاربونها في دينها، وتارة في قيمها ومبادئها السامية؛ حتى انتهى بهم المطاف بمحاولة التدخل في شؤونها الداخلية، بمحاولة تأليب الرأي الإسلامي العام ضد المملكة العربية السعودية، واتهامها بتسييس الحج وانحرافه عن هدفه الديني السامي، وهُيّئت عدة أدوات عربية وإسلامية منحرفة لإثارة هذا الرأي”.

ويضيف: “ليس بجديد هذا الهجوم على المملكة بهذه الموجة الموجهة ضدها بأداة تسييس الحج، ودائماً ما يكون ردها عملياً على ميدان الشرف في خدمة حجاج بيت الله، بجميع ما يحتاجونه، دون النظر إلى العرق أو اللون أو اللغة، وبما في ذلك، استقبلت حجاج الدول التي قامت بمقاطعتها لسلوكها المشبوه ولتعدياتها المنكرة.. ومروراً بالتاريخ لم تمنع، السعودية أي حاج من أداء مناسكه، ولم تستخدم هذه الشعيرة الدينية أداة سياسية كما ينظر إليها البعض، وعلى رأسهم من سبَق أن قتل وأفسد وخرّب في الحج والمشاعر المقدسة؛ مثل الإيرانيين سابقاً؛ فالمملكة تدير الحج بالعلم والمعرفة والحق والمكانة التي وهبها الله لها، واستهدافُ شعيرة الحج بهذا الشكل؛ ما هو إلا استهداف لعموم العالم الإسلامي، بعيداً عن الجهل وما يترتب عليه من تمييز ديني أو إقصاء مذهبي؛ فبالعلم تُرَد الجهلات التي تقوم بالتعبد على ضرر إنسان أو إقصائه، فقط بالدين الوسطي الشامل لجميع المسلمين بمختلف تياراتهم ومشاربهم الفكرية.. وأفضل استراتجية للعمل ضد هذه الموجة الموجهة هي التوعية الفكرية، بوضع مكاتب خاصة للحج في جميع دول العالم للتعريف بالحج والتواصل مع الشعوب المسلمة وتثقيفها بمسألة الحج، وأن النظر إليها بالمنظار السياسي والخوض فيها من هذا الجانب هدفُه الإضرار بالعالم الإسلامي أجمع وليس المملكة فقط.

ويقول البراق: “ستكون عواقب هذا التدخل وخيمة على عموم المسلمين، وما قام به القرامطة سابقاً بقتل 300000 حاج في يوم واحد؛ يُعد أكبر دليل على أن اللعب حول هذه الشعيرة أمر خطير وضرره يعم جميع المسلمين؛ فالمنادون بتدويل الحج هم من يطمع في استغلاله وإعادة تاريخ القرامطة له، ولا بد أن يُبَيَّن عبر المكاتب التابعة للحج حجمُ الاستهداف للعالم الإسلامي وخطره عبر هذه الأدوات التي تريد أن تتغلغل في عمق العالم الإسلامي، أو وضع مرشدين مع كل حملات الحج لتثقيفهم بهذا الشأن الخطير، وأبعاده السياسية والوخيمة.. كما نحتاج إلى قاعدة إعلامية صلبة، تقوم على إعلام مرصع بالعلم والمعرفة وأصحاب الاختصاص؛ لإيصال المعلومة التي يحتاجها المواطن المسلم في بلده ولا ينجرف خلف أسماء تتبع مسميات بعيدة كل البعد عن أسمائها ومسمياتها، ودور الإعلام والإعلاميين كبير جداً، وهم أعلم باختصاصهم في تغذية الإعلام بما يحتاجه الإعلام نفسه للإعلامي والمطلع”.

زر الذهاب إلى الأعلى