للإشتراك في خدمة الوظائف
أرسل كلمة “اشتراك” عبر الواتس أب للرقم 0537493197
أخبار

“تميم” بين كماشتي “الحماية التركية والعقوبات الأمريكية”

أسفر تفجر الأزمة الاقتصادية بين واشنطن وأنقرة، عن حالة من الصمت التزم بها الحليف القطري في البداية وهو يتابع تدهور الليرة التركية والهبوط الاقتصادي.

وبعدما خرجت الصحافة التركية المقربة من حزب العدالة والتنمية التركي ووصفت “تميم بن حمد” بـ”الحليف الخائن” وبدأت تُوبخه وتُذكره بما قامت به تركيا في خضم الأزمة الخليجية ومساندتها له، سارع “تميم بن حمد” إلى الجانب التركي مقدمًا الدعم المالي حيث ضخ في شريان الاقتصادي التركي ١٥ مليار دولار كودائع واستثمارات ليوقف نزيف العملة التركية ويضمد جراح الرئيس التركي رجب أردوغان.

وكان النزاع التجاري بين الولايات المتحدة وتركيا، وكلاهما أعضاء بحلف الشمال الأطلسي “الناتو” الذي أعلن التزامه الحياد في الصراع وفضّل عدم الدخول في معترك الصدام، قد بلغ ذرورته بتصعيد سياسي من قبل “أردوغان”.

وتورط “تميم” في هذه الحرب الاقتصادية ليصبح طرفًا غير واعٍ بتداعيات تهوره ووقوفه مع الرئيس التركي؛ ليصبح بين “كماشتي الحماية التركية والعقوبات الأمريكية” حيث اختار تركيا التي تتفق معه في قضايا عدة كدعم جماعات الإسلام السياسي والحوثيين.

وفي الأعراف السياسية والبرتوكولات الدولية، تكون الدولة المتضررة هي التي تبحث عن الإنقاذ وتجوب العالم بحثًا عن مواقف تساندها وتدعم موقفها لتواجه الضغوط، لكن ما حصل مع الدوحة يعدّ أمرًا مريباً، حيث إن “أردوغان” لم يجهز حقيبته للإقلاع صوب الدوحة ولم يفكر في ذلك لأن “تميم” أصبح رهن الخدمة وأعلن “السمع والطاعة” ولبى النداء التركي.

وخرج “تميم” مستقلًا طائرته نحو الأتراك ليهبط على أرض “الخلافة المزعومة” متوسلًا عدم سحب الجيش التركي وألبان العيران من المتاجر القطرية وتعهد بدفع ما يرضي غرور “أرودغان” من مليارات الدولارات .

ونشرت وسائل إعلام بما فيها قناة الحمدين “الجزيرة” صورًا لـ”تميم” مرتبكًا يسير وراء “أردوغان” كالتابع، في خرق واضح للبروتوكلات ومراسم استقبال القادة.

ولم يصمت البريطانيون عندما خرق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البرتوكول وسار أمام الملكة الييزابيث .

ويبدو أن “أردوغان” لا ينظر إلى قطر كدولة لها ثقلها ووزنها وسيادتها المستقلة بل يراها “مزرعة خاصة” أو “حقلاً نفطياً ضخماً”، ليُبدد ثروتها ويستحوذ عليها لتغطية فشله في احتواء أزمته الإقتصادية المتعاظمة أمام تهديداته: “باستبدال الآيفون الأمريكي بسامسونج كوري”.

وظهر “أردوغان” بنزعته العثمانية، متسيدًا اللقاء مع “تميم”، مما يطرح التساؤل: هل هذه السيادة التي تتذرع بها الدوحة مع دول المقاطعة أو أنها سيادة تخضع للمصالح والأيدولوجيا حيث جعلت “تميم” يفتح خزائن دولته ليمنح تركيا ما تشتهي وهو الذي يعاني انكماشًا وتدهورًا اقتصاديًا منذ المقاطعة الخليجية.

وبهذا السلوك؛ تكون تركيا قد ألقت بحليفها القطري في مرمى “ترامب” الذي فرض عقوبات على تركيا وايران وهدد من يتعامل مع ايران بالعقوبات.

وفي ظلّ الوقوف القطري مع الأتراك، قد تخسر قطر الحماية الأمريكية وتصبح على شفا حفرة من الغضب الأمريكي، حيث تناسى “تميم” أن بلاده بها قاعدة أمريكية وقاعدة تركية وأن وقوفه مع تركيا قد يفقده الحماية الأمريكية وقد تطاله العقوبات الاقتصادية وهو الذي لم يخرج من الأزمة الخليجية بسلام وتعنّت في حلها.

زر الذهاب إلى الأعلى