قدمت صحيفة “بيلد” الألمانية كشف حساب لما أسمته بـ”فضائح أردوغان في برلين وكولونيا”، وقالت إن الرئيس التركي تسبب في اضطرابات عديدة على مدار 3 أيام قضاها في البلاد.
وغادر أردوغان برلين عائدًا إلى أنقرة مساء السبت، بعد زيارة رسمية إلى بلد المستشارة أنجيلا ميركل، هي الأولى له منذ العام 2014، فيما جرت الزيارة وسط أجواء متوترة على خلفية الغضب الشعبي والسياسي المتصاعدة بألمانيا، جراء استقبال شخصية ديكتاتورية ومستبدة.
وحمل تقرير “بيلد” الذي ترجمته عاجل، عنوانًا موحيًا هو “جاء ملتمسًا وتصرف كهائج”، في إشارة إلى أن الرئيس التركي كان يفترض أن يكون أكثر كياسة وحنكة وهو يطلب التقارب مجددًا مع برلين، فضلًا عن طلب مساعدة بلاده على عبور كبوتها الاقتصادية الخطيرة، غير أنه تعامل أثناء تواجده في أكبر بلد أوروبي بصلف وعنجهية، بل ومارس أفعاله المستفزة دون تردد.
وحسب الصحيفة مارس أردوغان قناعاته الراديكالية المتطرفة في ألمانيا، وربما حاول فرضها “عليها”.
وأشارت “بيلد” إلى أن أردوغان كان متحفزّا منذ اللحظة الأولى له في ألمانيا، ومن ثم استهل الزيارة بالإشارة لمؤيديه عبر نافذة السيارة التي أقلته من المطار إلى مقر إقامته بعلامة “رابعة” الخاصة بجماعة الإخوان التي تحظرها دول عدة بالمنطقة العربية، باعتبارها كيانًا إرهابيًا.
كما لم يتردد في منح ميركل قائمة بعناوين وأسماء وصور معارضين أتراك مطالبًا بتسليمهم إلى أنقرة؛ ليكون مصيرهم الحتمي هو السجن، وكأنه يقول للمستشارة “حكومتك الدستورية لا تهمني. أنا وحدي من أختار من هو إرهابي وعليك تسليمه إليّ”.
وأصر أردوغان على مطالبة ميركل بتسليم الصحفي التركي الذي يعيش بالمنفى في ألمانيا جان دوندار، ووصفه بالعميل، فيما نجح الوفد المرافق للرئيس التركي في إجبار برلين على عدم إشراك دوندار في المؤتمر الصحفي المشترك بين أردوغان والمستشارة، ما اعتبرته “بيلد” استعراضًا للديكتاتورية من قلب ألمانيا.
ولم يفت “بيلد” كذلك الإشارة إلى اقتياد الأمن الألمان صحفيًا ارتدى سترة مكتوب عليها “حرية الصحافة والصحفيين في تركيا” خارج المؤتمر الصحفي بين ميركل وأردوغان بحجة أن “الشعارات السياسة ممنوعة”!!.
فيما وصل الصلف الأردوغاني مداه حينما احتدم الرئيس التركي على هامش مأدبة العشاء الذي أقامها له الرئيس الألماني فرانك فالتر فون شتاينماير، زاعمًا أن برلين توفر مخابئ لمن وصفهم بالإرهابيين.
وأثناء افتتاحه المسجد الكبير بمدينة كولونيا، اتهم أردوغان برلين بالعنصرية على خلفية حالة الغضب التي اجتاحت ألمانيا تجاه نجم منتخب الماكينات السابق “تركي الأصل” مسعود أوزيل بعد أن التقطت له صورة بصحبة الرئيس التركي اعتبرتها الصحافة في ألمانيا دعاية من نجم كبير لمستبد أكبر.