اسمها قمة العشرين، إلا أن الدورة الحالية في الأرجنتين يمكن أن نسميها قمة محمد بن سلمان، فولي العهد السعودي خطف كل الأنظار وأصبح هو القمة بعينها، فوسائل الإعلام وجهت عدساتها وأعين مراسليها، إلى كل حركة يقوم بها الرجل، فالأمير هو الخبر بما قال أو فعل أو حتى لم يفعل.
أراد البعض ترسيخ صورته معزولًا، والاستفادة من حضوره القمة كدليل على ذلك، لكن مصافحة حارة وغير تقليدية من بوتين نظر إليها الرئيس الأمريكي نظرة فيها الكثير من الكلام السياسي، ومن أراد المضي في عزل بن سلمان كان ينظر من الكواليس لابتسامته الواثقة مع بوتين ولسان حاله يقول وكأن السحر ينقلب على الساحر.
لقاءات مكثفة واهتمام إعلامي وسياسي ودبلوماسي كبير ربما يشكل منعطفًا في السباق نحو خطب ود المملكة العربية السعودية من باب ولي عهدها بعد هجوم غير مسبوق لاستثمار قضية مقتل خاشقجي، والحديث عن أدلة هنا وأخرى هناك لتوريط ولي العهد، ولكن بدا الأمر عكس ذلك وكانت قمة بيونس آيرس هي قمة محمد بن سلمان دون منازعٍ، وما بعدها بالتأكيد لن يكون مثل ما قبلها.