“يدٌ تبني ويدٌ تحمل السلاح”، شعار حملته المملكة على عاتقها، لتطهير البلاد من الإرهابيين بالتزامن مع حملة لتطوير المناطق التي كان يتحصنون بها، بما يعود بالنفع على الجميع، وهو ما أكده السفير البريطاني في السعودية سايمون كوليس في أبريل الماضي، بقوله: “هأنا أزور حي المسورة في بلدة العوامية، وهذا هو المكان الذي هزمت فيه السلطات السعودية الإرهابيين، خلال العام الماضي؛ حيث بدأت فيه بإعادة إعمار المجتمع (..) هناك الكثير من الاستثمارات القائمة من حولي، هناك جهود مبنية على عودة الأمن إلى بلدة العوامية، وتهدف إلى إعادة تجديد هذا المجتمع”.
فلم يكن حديث الدبلوماسي البريطاني، مجرد كلام مرسل، فعشرات العمال والفنيين يسابقون الزمن لتحويل وسط العوامية، إلى مَعْلمٍ سياحي حاضن للتراث المحلي ومنطقة جذب سياحي؛ حيث تنفّذ أمانة المنطقة الشرقية المشروع الحضاري الذي يجمع تصميمه بين أصالة الماضي للمنطقة الشرقية والطابع المعماري الحديث، على مساحة تقدر بـ180 ألف متر مربع، تتوافر فيه خدمات سياحية وثقافية واجتماعية وترفيهية لأهالي القطيف وزوارهم.
من جانبه، أكد الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، نائب أمير المنطقة الشرقية أهمية المشروع وموقعه الاستراتيجي الذي يخدم شريحة كبيرة من أبناء محافظة القطيف بشكل خاص والمنطقة الشرقية بشكل عام، مشيرًا إلى أن محافظة القطيف مثلها كمثل بقية المحافظات التي توليها الحكومة الاهتمام.
وقال إن مشروع وسط العوامية بلغت نسبة إنجازه مستويات متقدمة؛ حيث يتكون من 3 مبانٍ تجمع بينها مظلة كبيرة تغطي الساحة الرئيسية، ويتضمن المركز مكتبة وقاعة مؤتمرات ومعارض، وكذلك أبراج تراثية تعتبر من أبرز المعالم في المشروع وهي خمسة أبراج، وتم تصميمها لتكون مرجعًا بصريًا ترشد الزائرين بوجهتهم، كما تحاكي التاريخ المعماري للمنطقة.
ويحتوي المشروع على المبنى التراثي الذي يقام على مساحة 1200 متر مربع وصمم بهوية معمارية تحاكي التراث المعماري للمنطقة الشرقية.
كما يضم المشروع السوق الشعبي الذي تقدر مساحته الإجمالية بنحو 4327 مترا مربعا، والذي يتكون من 7 مبانٍ وفي كل منها وحدات منفصلة تتكون من طابق أو اثنين أعدت للاستثمار، بالإضافة إلى المسطحات الخضراء، حيث يحتوي المشروع على نحو 94 ألف متر مربع من الحدائق والمتنزهات، منها 55 ألف متر مربع مسطحات خضراء مستوحاة من البيئة الزراعية للمحافظة.
وعلى مساحة 94 ألف متر مربع من المشروع، تقع الحدائق والمتنزهات، منها 55 ألف متر مربع مسطحات خضراء مستوحاة من البيئة الزراعية للمحافظة تجمع بين أشجار النخيل والشجيرات الملونة بعدد 200 شجرة نخيل، و500 شجرة ملونة، تحوي بين طياتها أماكن للأنشطة الترفيهية وملاعب الأطفال في الهواء الطلق، وهو ما توثقه صور تنشرها صحيفة “عاجل”.
وتخدم الشوارع المحيطة بالمشروع مرتادي المشروع وتسهل وصولهم، حيث تم تصميم 3 شوارع تربط المشروع مع أحياء العوامية وتصلها بباقي مدن المحافظة، إضافة إلى توفير 250 موقفا للسيارات.
ويشتمل مشروع العوامية الحضاري على عدد من المعالم المعمارية توفر خدمات متعددة لأهالي القطيف، استخدمت فيها عناصر عدة في التصميم الخارجي كالمعالم التاريخية، والأبراج، وعيون الماء القائمة التي رُبطت بعضها ببعض بواسطة قنوات تمثل القنوات المستخدمة قديما للري، كما استخدمت المواد الطبيعية مثل الخشب والصخور لاستحداث بيئة تراثية تعيد إلى الأذهان كثيرا من الذكريات القديمة لأهالي القطيف، ناهيك عن ساحة مركزية تتوسط المشروع صممت لإقامة المناسبات الوطنية والترفيهية كاليوم الوطني واحتفالات العيد.