كان علامة بارزة في المعركة ضد تنظيم القاعدة الإرهابي، فخلد اسمه بأحرف من نور كأحد الأبطال المخلصين الذين أفنوا عمرهم خدمة للدين والوطن، مجسدًا قصة فريدة دُوِّنت في سجل مكافحة المملكة العربية السعودية للإرهاب والتطرف.. هكذا كان مدير الأمن العام السابق الفريق سعود الهلال الذي فارق الحياة بعد معاناة مع المرض، الذي لم يستطع هزيمته، لينهي قصة بطولة عاشت أعوامًا وستعيش زمنًا ليس بالقصير.
ويؤدي جموع المصلين صلاة الميت على الفريق سعود بن عبدالعزيز الهلال، مدير الأمن العام السابق، بعد صلاة الجمعة غدًا في جامع الملك خالد بالرياض، بعد وصول جثمانه من ألمانيا حيث كان يتلقى علاجه .
ويعد الفريق سعود الهلال أنموذجًا لرجل الأمن السعودي المخلص لدينه ووطنه وولاة أمره؛ لما قدَّمه من تضحيات كبيرة وإتقان للعمل، حيث جسّد بأدواره البطولية قصة دُوِّنت في سجل مكافحة المملكة العربية السعودية للإرهاب والتطرف، خاصة في الفترة بين 2003 – 2004 والتي شهدت مواجهات أمنية كبيرة بين وزارة الداخلية وتنظيم القاعدة الإرهابي.
وشهد حي الملز بالرياض في 2004 ملحمة بطولية لرجال الأمن بقيادة الفريق سعود الهلال الذي كان يشغل آنذاك مدير شرطة منطقة الرياض ومدير الدوريات الأمنية، عندما تمكّن الهلال بنفسه من قتل المطلوب الأمني رقم واحد في قائمة وزارة الداخلية، وهو الهالك عبدالعزيز المقرن، زعيم تنظيم القاعدة في المملكة؛ حيث كان الهلال في مقدمة المواجهة الأمنية مع أخطر رجال تنظيم القاعدة الإرهابي .
من جانبه، تحدث الدكتور سعود المصيبيح المستشار الأمني السابق لوزير الداخلية الأسبق الأمير نايف بن عبدالعزيز، عن جوانب من شخصية الفريق سعود الهلال، معتبرًا إياه أحد الأبطال الذين رسخوا في ذاكرة البطولات الأمنية السعودية .
وقال المصيبيح: الفريق سعود الهلال مدير الأمن العام السابق ومستشار وزير الداخلية كان من خيرة الرجال الذين وقفوا وقفة جادة ضد الإرهاب. مشيرًا إلى أنّ «اسمه كان علامة بارزة في المعركة مع تنظيم القاعدة، حينما كان مدير الدوريات الأمنية وكذلك مدير شرطة منطقة الرياض، وتقلد عدة مناصب هامة تبرهن على إخلاصه وتفانيه».
وأشاد المصيبيح بـ«الجهود الكبيرة للهلال والتي عايشها معه إبان عمله مديرًا عامًا للعلاقات الإعلامية بوزارة الداخلية ومستشارًا أمنيًا في مكتب الوزير في عهد الأمير نايف بن عبدالعزيز الوزير الأسبق للداخلية»، لافتًا إلى أن للفريق الهلال جهدًا في القضاء على أحد قادة تنظيم القاعدة في المملكة وهو عبدالعزيز المقرن، حيث تمكن من القضاء عليه بنفسه.
وبحسب المصيبيح، فإنّ الهلال كان يحفز العاملين معه في الأمن العام وفي الشرطة ويحثهم على القوة والحزم، مشيرًا إلى أنه كان يحرص على الجانب الإنساني حيث كان يوجّه العاملين معه بمساعدة الناس وحب الخير .
واقترح المصيبيح أن يعامل الفريق الهلال معاملة الشهداء ويرقى إلى رتبة فريق أول ويمنح المميزات التي تمنح لشهداء الواجب، لكونه أصيب بالمرض وهو يشرف شخصيًا على مهام الأمن في الحرم المكي خلال موسم العمرة لشهر رمضان عام 1438 هـ، بعد تعيينه مديرًا للأمن العام، واستمرّ يعاني منه حتى انتقل إلى جوار ربه.
واعتبر المصيبيح أن الفريق سعود الهلال بطل من أبطال الإرهاب، مشيرًا إلى أن وزير الداخلية الأسبق الأمير نايف كرّمه في حفل للوزارة نتيجة بطولته في المواجهة الأمنية مع زعيم تنظيم القاعدة وكان تكريمًا ماديًا ومعنويًا .
يذكر أن الفريق سعود الهلال بعد تعيينه مديرًا للأمن العام عام 1438 هـ، تعرض لوعكة صحية خلال متابعته وإشرافه على المعتمرين في الحرم المكي في شهر رمضان، وقام سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وسمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بزيارته للاطمئنان عليه قبل نقله للرياض .