احتفاء تونسي واسع بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – للجمهورية التونسية، ولم تكن اللافتات والصور والشعارات والأعلام السعودية التي ازدانت بها الشوارع والطرق الرئيسة بالعاصمة التونسية هي مظهر ذلك الاحتفاء الوحيد، بل شملت أيضًا “تويتر” الذي تفنن رواده ومغردوه التونسيون في التعبير عن مشاعرهم والإعراب عن ترحيبهم بالزيارة الملكية بكل الكلمات والعبارات الترحيبية التي كشفت عن عمق وقوة العلاقات بين البلدين على مستوى القيادة والشعب.
ترحيب رسمي
كما حظيت الزيارة – التي يتخللها تسليم خادم الحرمين رئاسة القمة العربية للرئيس التونسي الباجي السبسي – بترحيب واحتفاء رسمي، عبّر عنه الرئيس التونسي بقوله: “إن علاقات تونس مع المملكة العربية السعودية ليست حديثة العهد بل تعود إلى عهد الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله”، مشيرًا إلى أنها علاقات مستمرة وعلاقات صداقة وتعاون، ومنوهًا بوزن المملكة في المنظومة العربية، وما تقوم به من عمل لا يستهان به في تقريب وجهات النظر بين الدول العربية المختلفة.
ورحب وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجيهناوي بخادم الحرمين، مؤكدًا أن زيارة الملك لتونس تأتي في إطار أواصر الأخوة والصداقة التاريخية وعلاقات التعاون المتينة والمتعددة التي تجمع بين البلدين الشقيقين قيادة وشعبًا في جميع المجالات، واستذكر “الجيهناوي” الدعم السعودي الذي لاقته تونس في كفاحها ضد الاستعمار.
وأوضح “الجيهناوي” أن المملكة تعد ثالث مستثمر عربي في تونس حيث يبلغ عدد المؤسسات السعودية أو ذات المساهمة السعودية، 45 مؤسسة بحجم استثمارات تناهز 1809 ملايين دينار تونسي، مبينًا أن الصندوق السعودي للتنمية يُسهم منذ سنة 1975م في تمويل عددٍ من المشروعات الكبرى في تونس. كما أسهمت مجموعة البنك الإسلامي للتنمية في تنويع وتعزيز هذه الشراكة، حيث مول البنك أكثر من 35 مشروعًا شملت قطاع الطاقة والبنية التحتية والتنمية البشرية إلى جانب ما قدمه من مساعدات فنية قيمة.
من ناحية أخرى أشاد السفير التونسي لدى المملكة لطفي بن قايد بزيارة خادم الحرمين الشريفين، مشيرًا إلى أنها تأتي تتويجًا للإرادة السياسية المتنامية التي تحدو قائدي البلدين لتوطيد التنسيق والتشاور والارتقاء بالعلاقات التونسية السعودية إلى مستوى الشراكة المتضامنة، ورسم محطة مفصلية في تاريخ العلاقات المتميّزة التي تجمع بين البلدين مستندة إلى رصيد ضارب في التاريخ، يمتد إلى أربعينيات القرن الماضي.
حفاوة شعبية
ولم يقل الترحيب الشعبي بأي حالٍ من الأحوال عن نظيره الرسمي، وعبّر عنه المغردون التونسيون من خلال تغريداتهم التي ملأت صفحات مواقع التدوين والشبكات الاجتماعية، فكتب المغرد التونسي محمد قاسم: “أهلاً وسهلاً بك في بلادي العزيزة تونس، نرحب بكل فخر واعتزاز بملك الإنسانية في تونس الخضراء، إقامة سعيدة في بلدي يا ملك العز والفخر.. الملك سلمان نحطه تاج فوق الرأس في تونس”.
وشارك “قاسم” في تغريدة أخرى صورة من لافتات الترحيب بخادم الحرمين التي امتلأت بها شوارع العاصمة التونسية، وعلق عليها بقوله: “نرحب ونخرج لاستقبال ملك الإنسانية إلى الطرقات التي تتزين من أجل قدومه.. قدوم الملك سلمان يعني قدوم الخير والأمل لكل الشعب مرحبًا به في بيته وعند إخوانه”.
بينما عبّر الكاتب التونسي حسن المناعي، عن شوقه برؤية الملك سلمان والسماح له بالسلام عليه، إذ قال: “نترقب بشوق زيارة الملك سلمان، أطال الله في عمره لتونس الخضراء. أمنيتي أن يسمح لي بالسلام عليه”.
مضيفًا: “أهلاً وسهلاً بضيف تونس المبجل، إن شاء الله زيارة مباركة وموفقة، إنها صفحة جديدة يفتحها البلدان في علاقتهما العريقة أصلاً. هنيئًا لنا بهذه الشخصية المرموقة، هنيئًا لنا بزعيم العروبة والإسلام”.
وغردت إحدى المغردات التونسيات محتفية بالزيارة التاريخية: “حللت أهلاً ونزلت سهلاً يا خادم الحرمين.. نورت بلدك الثاني تونس. سعيدة بقدوم خادم الحرمين لبلده الثاني”.
وقال مغرد بالمعرف “تونسي في السعودية” من خلال وسم “تونس ترحب بخادم الحرمين”: “حياه الله في بلده تونس وجعل الخير على يديه لكلا البلدين”.
واستعاد المغرد التونسي “بشير ليوسف” تاريخ العلاقات بين البلدين الذي أقام أسسه المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – ووطد دعائمه الملك فيصل – رحمه الله – فقال: “تاريخ قديم يجمع الشقيقتين السعودية وتونس من أيام الملك عبد العزيز رحمه الله مرورًا بملك القلوب الملك العادل فيصل وصولاً إلى الملك سلمان فمرحباً بك ضيفًا عزيزًا في تونس”.