للإشتراك في خدمة الوظائف
أرسل كلمة “اشتراك” عبر الواتس أب للرقم 0537493197
أخبارمحليات

جدل حول حركة النقل بالتعليم.. ومعلمو النفس والاجتماع يطالبون برفع الضرر عنهم

جدل حول حركة النقل بالتعليم.. ومعلمو النفس والاجتماع يطالبون برفع الضرر عنهم

طالب عدد من معلمي «علم النفس والاجتماع»، وزير التعليم الدكتور حمد آل شيخ، برفع الضرر الواقع عليهم، ويلازمهم منذ سنوات دون حلول، بسبب عدم شمولهم بحركات النقل الأخيرة، والسابقة عليها. 

«عاجل» التقت عددًا من المعلمين، الذين أوضحوا، ما وصفوه بمعاناتهم الشديدة، ذهابًا وإيابًا إلى أعمالهم، من قطع مئات الكيلومترات، في حين أنهم أولى بقبولهم بحركة النقل الأخيرة في التعليم، من كثير من المقبولين فيها، على حد قولهم، نظرًا لظروفهم الأسرية، والاجتماعية والصحية. 

وقال المعلم بدر بن عبدالله النقيثان: نعاني ضعفًا شديدًا في حركة النقل لتخصصنا (علم النفس وعلم الاجتماع)؛ فمنذ ٤ سنوات ونحن نطالب المسؤولين بالنقل لكن دون جدوى، وفي هذا العام بحثنا عن السبب ففوجئنا بعدم إضافة مادة (المهارات الحياتية والتربية الاسرية في الاحتياج للنقل الخارجي لتخصصنا، رغم وجود تعميم يفيد بإسناد هذه المادة لمتخصصي علم النفس والاجتماع، نظرًا لشدة الاحتياج إليها في جميع المدن والمحافظات.

وأضاف: إن نقلنا يتم وفق الاحتياج لمادة الدراسات النفسية والاجتماعية، والتي يكاد الاحتياج إليها ينعدم، فتلك مادة خاصة بالمسار الشرعي فقط، مع قلة المدارس التي تدرسه، وقد يصل الأمر إلى حد أن محافظة بكاملها لا يوجد بها سوى فصل واحد للمسار الشرعي.

وتابع: إن عدم اضافة مادة المهارات الحياتية لم يؤثر على حركة النقل الخارجي فقط بل امتد أثرها على الداخلي أيضًا، وعند ذهابنا للوزارة ورفع خطابنا لشؤون المعلمين المعنية بالنقل نفاجأ بالرفض، وعند الاستفسار عن السبب، أجابوا أن المادة ليست من اختصاصنا، الأمر الذي يتناقض مع الميدان؛ حيث إننا مجبرون على تحمل نصابها بناء على التعميم الصادر من الوزارة.

وأضاف: نتعجب من عدم اهتمام المسئولين بمعاناتنا، وكأن الأمر لا يمتّ لهم بصلة، علمًا بأننا نعاني مشقة السفر؛ فأنا اقطع نحو ١١٠ كيلومترات يوميًّا على طريق زراعي مليء بالمخاطر، ناهيك عن سوء الأحوال الجوية، وتشتيت أسرنا، وتعطل مصالحنا، فضلًا عن أنني أنفق ما يقارب ٢٥٠٠ ريال من راتبي الشهري؛ لإعداد السيارة للسفر، وقد تعرضت لحادث أثناء ذهابي للمدرسة في الفصل الدراسي الاول، الأمر الذي زاد معاناتي، كما أننا نصل مدارسنا منهكين بسبب هذه الظروف القاسية، وإنني لأتساءل: كيف تريد من المعلم العمل بكفاءة وهو يعاني الأمرين للوصول إلى المدرسة؟

وواصلو النقيثان، قائلًا: إننا نقوم بالتقديم للتشكيلات المدرسية والإشراقية من إدارة ووكالة وإرشاد وإشراف، وبينما يتم رفض نقلنا بحجة عدم وجود بديل، نفاجأ بتعيين مرشدين طلابيين، ونقلهم على الرغبة الأولى بعد تعيينهم، الذي لم يتجاوز سنة.. نحن الأحق بالإرشاد الطلابي للخبرة والأقدمية، ولكن للأسف حقوقنا مهضومة من جميع الجوانب، علمًا بأنه يوجد تعميم ينصّ على عدم إسناد الإرشاد الطلابي إلا للمختصين بعلم النفس والاجتماع أو من حصل على دورات كافية في هذا المجال.

في ذات الإطار، يقول المعلم عبدالعزيز سليمان الخطاف: خدمتي ١٠ سنوات (بكالوريوس علم نفس) وتم تعييني في محافظة الأحساء، وحتى الآن لم أتحرك من مكاني، بالرغم من ظروف والدتي الصحية، المقيمة في منطقة القصيم، وتبعد عن الأحساء ٧٥٠ كيلومترًا، وقد رفعت تقارير صحية للوزارة عن حالتها لكن دون فائدة، والآن صدرت حركة النقل الخارجي ولكنها لم تشملني للأسف.

من ناحيته، يقول المعلم عمر الجديعي (تخصص علم نفس): تم تعييني منذ عشر سنوات، وطيلة هذه الفترة وأنا في غربة مستمرة.. أعاني التردد أسبوعيًّا لما يقارب ٤٠٠ كيلومتر، مع ظروفي العائلية، ومنها وجود شقيقتي المصابة بشلل نصفي، والتي تتطلب وجودي بجانبها في القصيم.

في السياق ذاته، يتحدث المعلم عماد الجهني، قائلًا: مرت عدة أعوام على تعييني، وطوال هذه المدة وأنا ما بين القرى والطرقات، أواجه المصاعب والمصائب كوني أعمل في قرية تبعد عن المدينة المنورة 155 كم، أعبر لها طريقًا جبليًا ضيق المسار، محفوف بالمخاطر، أواجه خلاله شتى أنواع المخاطر، ما بين عبور الجمال والحمير والكلاب، فضلًا عن الشاحنات الهائمة في الطريق دون أدنى مراعاة من جانب سائقيها، بالسيارات الصغيرة.

وأضاف الجهني: لكم أن تتخيلوا أنه في غضون أربعة أعوام أصبت بحادثتي سير، فقدت معها الكثير من رونق الشباب وحيويته بسبب الكسور التي أصابت جسدي، وأفقدتني الكثير من قوتي.. كل هذا وأنا لم أتجاوز من العمر 32 عامًا.. وأنا كواحد من آلاف المعلمين نعيش ظروفًا قاسية جراء عدم شمولنا بالنقل، بزعم قلة الاحتياج في منطقه المدينة المنورة، بينما الواقع يؤكد أن المدينة تعيش عجزًا ونقصًا هائلًا في تخصص (علم النفس والاجتماع)، حيث إن أكثر من نصف مدارس المدينة، يقوم بتدريس هذه المادة فيها معلمو الاجتماعيات، مع الفارق والاختلاف الكبير بين التخصصين.

من جانبه، يتفق المُعلم ابراهيم ابن سليمان البليهي، مع الآراء السابقة بشأن المعانة من عدم النقل، قائلًا: منذ تسع سنوات، وأعاني وأسرتي من التشتت والمشاكل النفسية والاجتماعية، فضلًا عن أنني لا أجتمع بأسرتي إلا في الإجازات، خاصة أن مكان عملي يبعد عن منطقتي وأبنائي نحو 700 كيلومترًا.

نفس المشكلة يعانيها المعلم فهد سالم الضبيب، قائلًا: تم تعييني في الحدود الشمالية (عرعر)، وبعد خمس سنوات من العمل هناك، انتقلت إلى عفيف، التي تبعد عن مدينتي نحو ٣٠٠ كيلومتر، ولا يوجد بها سكن ولا خدمات، ما أجبرني على السكن في ضرية، وأقطع يوميًّا مسافة١٠٠كم ذهابًا وعودة.

زر الذهاب إلى الأعلى