سطر البطلان عادل الجبرين ومفرج الشمري، أروع صور التضحية بإنقاذهما 14 شخصًا، قبل أن تجرف السيول سيارتهما ويفارقان الحياة، الجمعة الماضية، خلال السيول القوية التي داهمت مركز شني بالعارض الجمعة الماضية .
وكشف زيد الجبرين شقيق الشهيد النقيب عادل الجبرين، لـ«عاجل»، تفاصيل الحادثة، موضحًا أنه في يوم الجمعة الماضي، كان النقيب عادل متواجدًا في مركز شني التابع لمنطقة عسير، حيث يعمل بالأفواج الأمنية، وفي تمام الساعة السابعة والنصف بعد الإفطار ورد بلاغ من الأفراد المتواجدين على رأس العمل في نقطة تفتيش «شني»، بمحاصرة السيول الغزيرة وجريان الأودية قربهم طالبين الإنقاذ .
وأضاف الجبرين: قام أخي عادل على عجل، ملبيًا استغاثة زملائه، رغم أنه لم يكن الضابط المباشر لهم تلك الليلة، وركب سيارة رسمية ورافقه زميله العريف أول مفرج بريكان المسطح الشمري، واتجها لزملائهما في نقطة التفتيش لإنقاذهم .
وبدأت أحداث الملحمة البطولية عندما وصلا للمكان، وأصدر النقيب عادل لزملائه أمرًا بإجلاء أنفسهم من الموقع والتوجه إلى أقرب مكان مرتفع وآمن عن مجرى الأودية، وقام مع زميله مفرج بإنقاد مجموعة أخرى متواجدين بسيارة محاصرة بالسيل من عسكر ومدنيين عددهم 14 شخصًا حتى أبعدوهم عن مكان الخطر إلى مكان آمن، وبعدها انحرفت بهما السيارة بسبب السيول إلى مجرى الوادي وانقلبت بهما السيارة عدة مرات وحظيا بالشهادة.
وأشار إلى أن شقيقه، عادل بن علوان راكان الجبرين، كان يعمل نقيبًا بالحرس الوطني، مُلحقًا لوكالة وزارة الداخلية للأفواج الأمنية للعمل بالحد الجنوبي وبرغبة وإلحاح منه .
وتابع شقيق الشهيد: إن أخي وقبل استشهاده بيومين كان متواجدًا بمدينة حائل؛ حيث يسكن عند والديه وإخوته، وأصرّ يوم سفره إلى أبها، على أن تجتمع العائلة جميعها على مائدة الإفطار؛ حتى أنه شدد عليّ بالحضور رغم تواجدي في الرياض ولبيت دعوته نزولًا إلى رغبته .
واستكمل: بعد الإفطار الأخير له مع العائلة يوم الثلاثاء الموافق 16 رمضان، غادر الشهيد إلى أبها لمباشرة العمل، مؤكدًا أن الشهيد كان صاحب شخصية مُبادرة جدًا للخير، وكان يلتزم بعمله على أتم وجه ويتفانى بخدمة غيره سواء بعيد أو قريب ولا يفرق بين أحد .
وسرد الجبرين موقفًا يجسد إخلاص الشهيد لعمله العسكري، عندما طلب الالتحاق بالعمل في الحد الجنوبي؛ حيث كان يعمل بكتيبة الحرس الوطني بحائل، وطلب من قائد الكتيبة قبل عام أن يكلفه بالعمل بالحد الجنوبي، وأصرّ على ذلك حتى تمت تلبية رغبته بذلك ليدافع عن وطنه، علمًا بأنه انتهى تكليفه بالعمل هناك قبل شهر رمضان، وأصرّ على تكليفه مرة أخرى وقد تم ذلك قبل شهر رمضان بأيام .
وكان نائب أمير منطقة حائل الأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز، أدى صلاة الميت على الشهيدين عادل الجبرين، ومفرج الشمري، وقام بزيارة ذويهما وتقديم واجب العزاء .