كشف فيلم وثائقي جديد عن طموحات قطر في أوروبا، وأنه على مدى السنوات العشر الماضية، قامت الإمارة الصغيرة بدعم المشاريع، التي ترعاها جمعيات تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية.
وقالت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، إن الفيلم الوثائقي الذي بث على «Arte »، يؤكد أنه من خلال عشرين مشروعًا في فرنسا، وأربعين في إيطاليا، وعشرات المشاريع الأخرى، قامت قطر بضخ 120 مليون يورو على الجمعيات التابعة للإخوان في أوروبا الغربية.
وأوضحت، أنه على مدار العشر سنوات الماضية، سعت إمارة الغاز المتهمة بدعم وتمويل الإرهاب، عبر دعم جماعة الإخوان، ونوهت بالفيلم الذي أعده كريستيان تشيسنو وجورج مالبرونو وجيروم سيسكن تحت عنوان «قطر، التأثير على الإسلام في أوروبا».
ويعرض الفيلم تفاصيل المشروع الكبير الممول في مولوز، مركز النور- الذي لم يكتمل بعد- ولفتت الصحيفة إلى أن قطر تتمتع بصلات مميزة مع جماعة الإخوان منذ فترة طويلة، ففي أوائل الستينيات، استقبلت على أراضيها يوسف القرضاوي أحد العلماء البارزين في جماعة الإخوان، وهو قريب من عائلة طارق رمضان، حفيد مؤسس «الإخوان»، الذي تلاحقه اتهامات بالتحرش والاغتصاب.
وذكرت «ليبراسيون»، أنه على الرغم من الفروق الدقيقة التي نشرها الباحث الأمريكي لورينزو فيدينو بشكل خاص في كتابه «الإخوان المسلمون الجدد في الغرب»، فإن الفيلم الوثائقي يثير القلق الشديد؛ حيث يطرح عدة تساؤلات: هل يجب الخوف من تأثير الجماعة في أوروبا، من خلال بسط نفوذها؟.
وشدَّدت الصحيفة على أن الفروع الأوروبية لجماعة الإخوان نشطة، خاصة في فرنسا، غير أنه في هذا البلد الأوروبي، لا يتجاوز الأعضاء التابعين لها بضع مئات، فبالكاد يسيطر اتحاد مسلمو فرنسا، اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا «UOIF» سابقًا، الذي يتبنى فكر جماعة الإخوان، على 10% من المساجد.
وأضافت، ومع ذلك في السنوات الأخيرة استثمر هذا الاتحاد الكثير من الأموال في إنشاء مدارس خاصة، والتي من الواضح أنها أولويته في الوقت الحالي، وهذا بلا شك، الجزء الخفي من تأثير الجماعة الذي لا يثيره الفيلم الوثائقي.
كما أكَّدت الصحيفة، أنه رغم ذلك تباطأ تأثير قطر في فرنسا خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير؛ حيث لم يعد للإمارة حليف سياسي قوي في قصر الإليزيه، كما كان الحال في عهد نيكولا ساركوزي، وفقًا لمعدي الفيلم.