وثّقت إحدى كاميرات منزل بشرق الرياض، كارثة إنسانية لخادمة كادت أن تقضي على طفل رضيع بعد هروبها من المنزل أثناء غياب الأبوين، وتركه ثلاث ساعات بين البكاء والنحيب دون مُجيب، في حادثة تُوثّق بعضاً من مشاهد مسلسل هروب الخدمات واستمرار جرائمهن.
ووقفت “سبق” على الحادثة التي تُتابع مجرياتها الجهات الأمنية، وشهدها “حي إشبيليا” شرقي الرياض، ووقعت الأيام الماضية، وحصلت على مقطع فيديو يوثّق لحظات هروب الخادمة، تاركة خلفها طفلاً رضيعاً يصرخ دون جدوى.
وروى لـ”سبق” والد الطفل “م. ع” تفاصيل الحادثة قائلاً: “طفلي يبلغ من العمر سنة وشهرين فقط، وكنت في مهمة عمل رسمية خارج المنطقة، بينما زوجتي في عمل مماثل، وبقية أطفالي في مدارسهم، وحين عودة أحد الأطفال من الروضة قبيل صلاة الظهر تفاجأ السائق بعدم وجود أحد بالبيت يفتح الباب لدخول ابني”.
وأضاف: “بادرتُ بالاتصال بزوجتي بعد أن أبلغني السائق بكون باب المنزل مغلقاً ولا مجيب، الأمر الذي زرع الرعب والقلق في قلوبنا، لاسيما وأننا استقدمنا الخادمة للتو، ولا تملك هاتفاً محمولاً حتى الآن، ولا نعلم ما هو مصير طفلنا الرضيع الذي ترعاه حتى عودة والدته من عملها”.
وتابع “والد الطفل” رواية الحادثة بقوله: “وصلت الأم، وشاهدت طفلنا وقد عاش ثلاث ساعات من البكاء والنحيب لوحده دون جدوى، بعد أن وثّقت الكاميرات هروب الخادمة من المنزل صباحاً إلى جهة غير معلومة”.
وقال “الأب”: “وثّقت الكاميرات أن “الخادمة” غادرت المنزل متخفية بزي ساتر حتى لا ينكشف أمرها، بينما كان هناك من ينتظرها خارج المنزل عبر وسيلة نقل يبدو أنها أُعِدت لمثل هذا الحدث، على الرغم من أن الخادمة جرى استقدامها بطريقة رسمية عن طريق أحد المكاتب؛ ولا تعرف أحداً هنا”.
وختم بقوله: “الخادمة وصلت للتو للمملكة منذ ثلاثة أشهر، وتُعامل معاملة ممتازة وفقاً لعقد مبرم أتت على قبول به، ولكن يبدو أن هناك من تلاعب بها، وقد يكون هناك حالات مماثلة لما حدث”.
وناشد “الأب” الجهات المعنية بمتابعة الحادثة، والقبض على تلك العصابة التي تعكر سعادة الأسر؛ وتتسبب في كوارث إنسانية بإهمالها لما أوكل لها من رعاية لأطفال قُصر أو كبار سن يحتاجون لرعاية دائمة ومتابعة لحظية.