اتهم الأكراد السوريون، حكومة الرئيس التركي، رجب أردوغان، بخيانة الهدنة الميدانية التى وقعتها أنقرة والجانب الروسي، لوقف الغزو التركي لشمال سوريا، وقال الأكراد إن الجيش التركي شن خلال الساعات الماضية هجومًا بريًّا كبيرًا، استهدف 3 قرى في شمال شرق سوريا.
وبموجب الهدنة التى تم الاتفاق عليها بين أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، تنسحب القوات الكردية السورية لمسافة تزيد على 30 كيلومترًا بعيدًا عن الحدود التركية، فيما قالت روسيا إنها سترسل شرطة عسكرية إضافية ومعدات ثقيلة للمساعدة في تنفيذ الاتفاق، بحسب «رويترز».
وتزعم أنقرة أن أكراد الشمال السوري «ضالعون في عمليات إرهابية، وأن لهم صلات بمتمردين يعملون في جنوب شرق تركيا»، رغم أن «قوات سوريا الديمقراطية»، تدافع فقط عن المدنيين الأكراد، وتواجه التنظيمات الإرهابية التى تمولها تركيا في شمال سوريا.
وساعد الاتفاق الذي يرعاه الرئيس فلاديمير بوتين على تمديد وقف إطلاق النار، الذي سبق أن توصلت إليه الولايات المتحدة مع إردوغان، لكن قوات سوريا الديمقراطية قالت، إن القوات التركية هاجمت 3 قرى «خارج منطقة وقف إطلاق النار»، ما أجبر آلاف المدنيين على الفرار.
وأضافت: «بالرغم من التزام قواتنا بقرار وقف إطلاق النار وانسحابها من المنطقة المحددة بالكامل، لا تزال القوات التركية والميليشيات الإرهابية المتحالفة معها تنتهك عملية وقف إطلاق النار، ونطالب الولايات المتحدة بالتدخل لوقف تجدد القتال».
ولم تعلق وزارة الدفاع التركية مباشرة على تقرير قوات سوريا الديمقراطية لكنها، أمام فضيحة قواتها، زعمت أن «خمسة من أفراد الجيش أصيبوا في هجوم لوحدات حماية الشعب الكردية حول مدينة رأس العين الحدودية»، قرب موقع القرى الثلاث.
وفي سياق مواز، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، جير بيدرسن، إن وقف إطلاق النار في شمال شرق سوريا صامد «إلى حد بعيد»، فيما يبدو، في حين سيعقد ممثلو القوى الكبرى اجتماعًا في جنيف قبل أول اجتماع للجنة الدستورية السورية الأسبوع المقبل.
بدأت روسيا في نشر شرطة عسكرية قرب الحدود التركية في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مدينة سوتشي الروسية، الثلاثاء الماضي، وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي فيرشينين: «نشعر بالرضا لما نلاحظه من تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مدينة سوتشي».
وفيما قال مصدر في وزارة الدفاع قوله، إن موسكو سترسل قوات إضافية قوامها 276 من الشرطة العسكرية و33 وحدة من العتاد العسكري إلى سوريا خلال أسبوع، فإن الشرطة العسكرية الروسية تنفذ دوريات على طريق بطول 60 كيلومترًا على الحدود.
وستبدأ القوات الروسية والتركية، الثلاثاء القادم، تسيير دوريات في شريط بعمق عشرة كيلومترات في شمال شرق سوريا حيث ظلت قوات أمريكية تعمل لسنوات هناك، ما يمثل تحوّلًا في ميزان القوى بالمنطقة بعد أسبوعين فحسب من قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من المنطقة نفسها.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، في بروكسل، أمس الخميس، قبيل اجتماع لحلف الأطلسي، إن «تركيا تسير في الاتجاه الخطأ.. نراهم يقتربون من فلك روسيا أكثر من فلك الغرب.. أعتقد أن هذا شيء مؤسف…».
ويرى مراقبون أنه بالرغم من رفع ترامب العقوبات المفروضة على تركيا، ما زال انعدام الثقة قائمًا بين أنقرة وواشنطن، وكانت العملية العسكرية التركية «نبع السلام»، الإجرامية قد قوبلت بتنديد واسع من حلفاء أنقرة في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، لكونها تعمق أزمة الأكراد السوريين.
ويمثل الأكراد نحو 18 في المئة من سكان تركيا البالغ عددهم 82 مليون نسمة، وانسحب المقاتلون الأكراد مسافة 32 كيلومترًا بعيدًا عن الحدود التركية، وسط اتجاه لانضمامهم للجيش السوري بمجرد تسوية الأزمة السياسية في البلاد.