للإشتراك في خدمة الوظائف
أرسل كلمة “اشتراك” عبر الواتس أب للرقم 0537493197
أخبار

«واشنطن بوست» توثّق جرائم «وكلاء أردوغان» ضد المدنيين في شمال سوريا

«واشنطن بوست» توثّق جرائم «وكلاء أردوغان» ضد المدنيين في شمال سوريا

كشفت صحيفة «واشنطن بوست»، انتهاكات جسيمة ترتكبها ميليشيات مسلحة تعمل بالوكالة لصالح حكومة الرئيس التركي رجب أردوغان، ضد المدنيين في منطقة شمال سوريا، ضمن عملية الغزو التي يطلق عليها أردوغان «نبع السلام».

ونقلت الصحيفة، في تقرير لها، أن قوات تعمل بالوكالة لصالح أنقرة متهمة بارتكاب جرائم متزايدة بحق المدنيين، ما يتعارض مع ادعاء تركيا المعلن برغبتها في إقامة منطقة آمنة على طول حدودها مع سوريا، وتسببت العمليات العسكرية التركية في نزوح 200 ألف شخص على الأقل.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن عائلات نزحت؛ بسبب العمليات العسكرية، أن وكلاء تركيا- وهم من العرب السوريين- ارتكبوا انتهاكات جسيمة بحقهم، بينها الإعدامات غير القانونية دون محاكمة، والضرب والخطف، وعملوا على نهب منازل العائلات النازحة ومتعلقاتهم.

وقال بعض النازحين، إن «القوات التابعة لأنقرة ارتكبت ما يرتقي إلى تطهير عرقي»، وهي عملية تهدف إلى إجبار سكان المنطقة من الأكراد على المغادرة، واستبدالهم بعرب موالين لتركيا، وأوضحت «واشنطن بوست»، أن تركيا «فوَّضت الهجوم البري إلى قوات وكيلة لها».

وتشمل هذه القوات «الجيش السوري الحر»، وهي مظلة تضم تشكيلات مسلحة عدة معادية للحكومة السورية، وسبق وقاتل «الجيش السوري الحر» إلى جانب تركيا في هجومين سابقين خلال السنوات الثلاث الماضية، وكانت عناصر «الجيش السوري الحر»، حسب الصحيفة، المحرك الرئيسي وراء إجبار سكان المنطقة من الأكراد على الفرار.

وبينما أقر أحد العناصر الموالية لـ«لجيش السوري الحر» بوجود انتهاكات لحقوق الإنسان اُرتكبت ضد مدنيين، ومن داخل مدينة الرقة؛ حيث فر هو وعائلته، قال فاتح من قرية رأس العين، في إشارة إلى قوات «الجيش السوري الحر»، إنهم «مدفوعون بالكراهية والتعطّش للدماء.. هم لا يفرقون بين العرب والأكراد، المسلمين وغير المسلمين».

وقال محمد عارف، من بلدة تل أبيض، إنه تلقى تهديدات بالقتل، وقال: «تلقيت ذات صباح مكالمة هاتفية من شخص ما قال: نريد رأسك، وكأن سرقة منزلي وإجباري على الفرار من بلدتي لكوني كرديًا، لم يكن كافيًا بالنسبة لهم».

وتابع: «العدوان التركي ذكَّره بغزو تنظيم داعش للبلدة في 2013.. فعناصر الجيش السوري الحر دمَّرت تمثالًا لأسد عند مدخل البلدة، قالوا إنه رمز لعبادة الأصنام»، وذكر آخر، يُدعى محمد، إن «عائلات مقاتلي تنظيم داعش، الذين فروا من مركز احتجاز قريب من تل أبيض، احتلوا المنازل والبنايات التي هجرها سكانها»، وتابع: «كل واحد من هؤلاء المرتزقة يتصرف وكأنه آمر المدينة. يدخلون المنازل ويتخذونها لهم، كما أنهم يخطفون الأشخاص بتهم الإلحاد». 

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن الغياب الواضح للقوات التركية على الأرض، دليل على أن أنقرة قد أوكلت الأمر برمته إلى «الجيش السوري الحر»، ونقلت عن أحد عمال الإغاثة بالمنطقة قوله: «سلوك المقاتلين الإجرامي يزداد في غياب القوات التركية. عندما تكون القوات التركية حاضرة، يمتنع المرتزقة السوريون عن النهب والإيذاء»، وأضاف مؤكدًا، أن القوات التركية على علم بتلك الانتهاكات، وأنهم لا يبذلون كثيرًا من الجهد لوقفها.

ورغم علم أنقرة بتلك الانتهاكات، حسب شهادات المحليين، إلا أن سبق ودافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن حلفائه من القوات السورية، وقال إنهم «ليسوا إرهابيين، بل جنودًا مقدسين إسلاميين يدافعون عن أرضهم، يدًا بيد إلى جانب جنودي».

 وتلك الممارسات ليست بجديدة على قوات «الجيش السوري الحر»؛ حيث انتشر الشهر الماضي مقطع مصور أظهر بعض عناصر فيلق «أحرار الشرقية» التابع له، وهم يعدمون أسرى على طريق سريع قُرب تل أبيض. وواجهت المجموعة نفسها اتهامات بقتل السياسية الكردية هيفرين خلف، في الثاني عشر من أكتوبر الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى