ونشر حساب وزارة الخارجية الإسرائيلية على “تويتر” صورة للوفد من الدوحة، وعلق قائلاً: “زار وفد طبي إسرائيلي العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في المؤتمر الدولي لجراحة الأطفال. وضم الوفد ٩ أطباء إسرائيليين، وترأسه الدكتور ران شتاينبرغ رئيس قسم جراحة الأطفال في مستشفى رمبام في حيفا”.
وشاركت الخارجية الإسرائيلية صورة أخرى لرئيس الوفد الإسرائيلي برفقة طبيب قطري، والابتسامة تعلو وجنتَيْهما.
وعلى ما يبدو فإن الإعلان الإسرائيلي قد أحرج القطريين؛ إذ لم تعلن أي وسيلة إعلامية قطرية الزيارة التي كان معدًّا لها مسبقًا.
ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي تستضيف فيها الدوحة وفودًا إسرائيلية؛ إذ كان آخرها استضافة وفد رياضي للمشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى، التي جرت أحداثها قبل نحو شهر على الأراضي القطرية.
انتقادات وقلة حيلة
وانتقد حساب حركة “شباب قطر ضد التطبيع” الخطوات التطبيعية التي تقدم عليها بلادهم بين الفينة والأخرى مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن استضافة الوفد الطبي جاءت بالتزامن مع استضافة الناشطة السياسية والنائبة السابقة في الكنيست الإسرائيلي “ميراف بن أير” بالدوحة.
وكتبت إحدى منسوبات الحركة، وتدعى “مريم الهاجري”، تعليقًا على التطبيع القطري: “تعب الكلام منا والله.. وبتنا نستحي من ممارساتنا الخجولة في رفض التطبيع، لكن الله يعلم أن ليس بيدنا حيلة، وأن هذا المكان هو مساحتنا الوحيدة للرفض، وسنظل دائمًا”. مضيفة في تغريدة أخرى: “نستحي من قلة حيلتنا.. وننكسر تجاه المشهد الذي يجعل من الكتابة خلف الشاشة في فضاء افتراضي ممارسة سياسية راديكالية”.
نفاق وتناقض قطري
وأثار التناقض القطري في التعامل مع إسرائيل موجة سخط وغضب لدى المغردين، الذين انتقدوا النفاق القطري، واستهجنوا معاداة الدوحة لتل أبيب في العلن، بينما تستضيف بكل ود وترحاب وفودهم الاقتصادية والرياضية والطبية، فضلاً عن العلاقات السياسية الدافئة التي تجمع البلدَيْن خلف الستار.
وكتب المغرد “عبدالمجيد عمر” تعليقًا على المشهد: “يبدو أن العلاقات الإسرائيلية – القطرية في تطور دائم، ليس فقط على المستوى الطبي، بل الاقتصادي والاستخباراتي والرياضي، وفي المجالات كافة. يحق لقطر ما لا يحق لغيرها. وهذا اللقاء جزء من المقاومة القطرية الخاصة.. ااااخ قطر العار”.
فيما شارك المغرد “عوض الفياض” تغريدة لولوة الخاطر، المتحدث الرسمي باسم الخارجية القطرية، التي تعرب فيها عن رفضها الإعلان الأمريكي اعتبار المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير متعارض مع القانون الدولي؛ ليفحمها برده: “تدينون ماذا؟!! اليوم موظفو وزارتك استقبلوا في الدوحة وفدًا طبيًّا إسرائيليًّا لتثقيفكم صحيًّا بجراحة الأطفال.. الكلام ببلاش يا لولوة”.
بينما علق المحلل السياسي مبارك آل عاتي بقوله: “تعاون قطري/ إسرائيلي تجاوز نفاق الخفاء إلى بجاحة العلن.. وفد طبي إسرائيلي يشارك في (المؤتمر الدولي لجراحة الأطفال في الدوحة..!!). هذا الخبر لن نراه في قناة الجزيرة، ولن يعلق عليه أحد من الإخونج، ولن يرفضه أصحاب (الكضية)!!”.