زيارة ولي العهد للإمارات تأكيد جديد على قطع الطريق على المشككين في عمق علاقات البلدين الشقيقين
وتأمل هذه الجهات، وعلى رأسها إيران وقطر وتركيا في دق إسفين، للتباعد بينهما بأي وسيلة كانت، لتحقيق مخططاتهم لزعزعة استقرار المنطقة وفرض الوصاية عليها.
ويبدأ سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، زيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن المقرر أن يغادر سموه المملكة، متوجهاً إلى الإمارات، اليوم الأربعاء.
الجهات الحاقدة
وترى الجهات الحاقدة، في العلاقات السعودية الإماراتية، الضمانة الرئيسة لاستقرار منطقة الخليج العربي، على اعتبار أن المملكة والإمارات العربية من أقوى دول المنطقة، وتجمعهما أواصر الأخوة والترابط الوثيق على مر العصور، بفعل التفاهم والتنسيق العالي بينهما، ومن هنا، لا تتوانى هذه الجهات في فعل أي شيء، من شأنه ضرب هذه العلاقات في مقتل، والإيقاع بين الدولتين الشقيقتين، لإضعاف المنطقة، ومن ثم القدرة على تنفيذ المخططات الإرهابية، بيد أن زيارة ولي العهد إلى الإمارات تطيح بكل هذه المخططات، وتفسد على الحاقدين أمنياتهم.
ترسيخ العلاقات
وتدرك المملكة والإمارات جيداً، حقيقة مخططات الجهات المتربصة بعلاقتهما، الأمر الذي جعلهما حريصتين على ترسيخ تلك العلاقات بالشكل الذي يصعب النيل منها، أو التشكيك فيها. وهذا ما أكده وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، الذي أعلن أن “شق الصف السعودي الإماراتي من باب اليمن أو إيران أو غيرهما مستحيل، والإعلام القطري الأهوج لا يدرك أن تحالفنا تعزز عبر التضحيات، وتعمق عبر التنسيق والحوار والصدق وعبر دفاع السعوديين عن شراكتهم مع الإمارات”، لافتا إلى أنه “في خضم ذلك، آسف على من يدير سياسة قطر ويعمق محنتها”.
وقال قرقاش “لا أقلق على العلاقة الإستراتيجية التي تجمعنا بالسعودية الشقيقة، وأعلم كم هي تترسخ كل يوم على المستويات كافة”، متابعاً: “ما يحزنني ترسيخ قطر عزلتها وتعميقها لأزمتها عبر سياسات إعلامية طائشة يديرها المال والمرتزقة، وينأى عنها المواطن القطري ويعانيها”. مضيفاً: “يسألني زوار أجانب متى سنرى اختراقاً في أزمة قطر يعيد توازنها ويعيدها إلى محيطها؟ وأجدهم مقتنعين بالرد وبأن تحقيق هدفين متناقضين مستحيل؛ أن تسعى لمصالحة محيطك وأن تتمادى عبر إعلامك وسياستك ومالك ومرتزقتك في شتم السعودية وأشقائها دون وجه حق ليلاً ونهاراً”.
تعزيز التكامل
وغاب عن الجهات المعادية للمملكة والإمارات، أن الدولتين ترتبطان بعلاقات تاريخية، تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك. وخلال السنوات الماضية، قطع البلدان خطوات كبيرة في توحيد الطاقات، وتعزيز التكامل في جميع المجالات، بدعم لا محدود من القيادتين الحكيمتين، ووفق رؤية واضحة، عبرت عنها بقوة محددات “إستراتيجية العزم”، ومخرجات “مجلس التنسيق السعودي الإماراتي.
وحرصت قيادة البلدين خلال العقود الماضية، على ترسيخ وتوثيق العلاقات الثنائية بينهما باستمرار، وتشريبها بذاكرة الأجيال المتعاقبة، حتى تستمر هذه العلاقة على ذات النهج والمضمون، ما يوفر المزيد من عناصر الاستقرار الضرورية لهذه العلاقة، التي تستصحب إرثاً من التقاليد السياسية والدبلوماسية، التي أُرسيت على مدى عقود طويلة في سياق تاريخي، رهنها دائماً لمبادئ التنسيق والتعاون والتشاور المستمر حول المستجد من القضايا والموضوعات ذات الصبغة الإقليمية والدولية، لذا، تحقق الانسجام التام والكامل لكافة القرارات المتخذة من الدولتين الشقيقتين في القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.