وشهد “تويتر” خلال الأيام الماضية إغراقًا من شركات التبغ العالمية لتأجيج المدخنين السعوديين ضد القرار، وربطه بالتغليف العادي، مستخدمة العديد من الأوسمة “هاشتاغ”؛ اذ أظهرت متابعة تلك الأنشطة ضخ مشاركات في الأوسمة، وصلت إلى 328 تغريدة في الدقيقة الواحدة، فضلاً عن تزوير بيانات، ونسبتها إلى جهات رسمية، ونَشْر مقاطع فيديو وصور توحي باختلاف التبغ، وإضافة مواد قاتلة وسامة، وأن خطورته تفوق ما كان عليه في السابق (قبل قرار الإلزام بالتغليف العادي)؛ وذلك لإقناع المتلقي بوجود منتجات مغشوشة وقاتلة.
وتصدى لحملة الشركات الشعواء بعض المدونين السعوديين المتخصصين وغيرهم، كاشفين ما يخفى على المتابع البسيط الذي تعرَّض لضخ هائل من المعلومات المزيفة؛ إذ كتب عالِم أبحاث المسرطنات الدكتور فهد الخضيري عبر حسابه على “تويتر”: “محاولة شركات التبغ ومسوقيها تصنيف التبغ الجديد بأنه ضار تعطي إيحاء خطيرًا بأن هناك تبغًا غير ضار، وهذا غير صحيح؛ فكل التبغ ضار بكل أنواعه. وقد تقوم بعض الشركات بإضافة نكهة مختلفة للإيحاء بأنه تغير؛ لتمارس حملة مضادة ضد وسائل منع التدخين. (الحقيقة أن تركيبته لم تتغير)”.
فيما كتب عضو مجلس إدارة جمعية مكافحة التدخين “نقاء”، الدكتور عبدالرحمن القحطاني: “هناك تحركات مريبة جدًّا في تويتر، ويبدو أنها منظمة ومقننة، وربما تقف خلفها شركات عالمية للمطالبة بإلغاء التغليف العادي لعلب السجائر، والادعاء بأن الدخان الجديد مجهول المصدر، ويحتوي على مواد سامة، وأن الدخان الجديد مغشوش، وتطالب بالعودة للتغليف السابق”.
وأضاف في سلسلة تغريدات، نشرها عبر حاسبه الشخصي: “التغليف العادي يحفز على الحد من تعاطي التبغ، ويقلل جاذبيته، ويمنع استخدام العلب كنوع من الإعلان. وهذه المعطيات تجعل شركات التبغ ووكلاءها يعيشون في حالة من الخوف والهلع؛ وبالتالي هاشتاقات مثل الدخان الجديد مغشوش تصب في صالحها ١٠٠ %”.
وأوصت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين “نقاء” متابعيها على “تويتر” بعدم الانسياق خلف الحملات؛ إذ كتبت: “لا تنخدع بمن يمدح الدخان القديم”. وأضافت: “محاولة شركات التبغ تصنيف منتجات التبغ إلى جديدة وضارة تعطي إيحاء خطيرًا بأن هناك منتجات تبغ غير ضارة، وهذا غير صحيح. وربما شركات التبغ غيّرت طعم المنتجات بدون تغيير المكونات التي يتم قياسها من قِبل هيئة الغذاء والدواء في محاولة لتحقيق تفاعل أكبر من المدخنين في حملاتهم المضادة”.
كما كتبت في سلسلة التغريدات عن هذا الشأن: “التغليف الجديد الذي عملت به هيئة الغذاء والدواء أثبت فاعليته في عدد من الدول المطبقة له، وهذا ما تخشى منه شركات التبغ”.
فيما أوضحت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين بمدينة بريدة عبر “تويتر” أن الحديث عن خلو التغليف الجديد للدخان من تاريخ انتهاء ما هو إلا حيلة من شركات التبغ ومَن يروج لها؛ فالمادة الـ١١ من الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ التي صادقت عليها السعودية تنص على منع ذكر صلاحية منتجات التبغ؛ لأن ذلك يوحي بأنه صالح للاستخدام.
وكانت الهيئة العامة للغذاء والدواء قد أصدرت قرارًا بإلزام شركات التبغ بالتغليف العادي؛ وهو ما أثار مصنعي التبغ في العالم، ودفعهم إلى حرب إعلامية ونفسية على المدخنين السعوديين؛ الأمر الذي دفع “الغذاء والدواء” لنشر بيان اليوم (السبت)، أكدت من خلاله أن قرارها اقتصر على الإلزام بتغيير شكل العبوة الخارجي فقط، ولم تنص لائحتها على تغيير المركبات والمكونات الداخلية.