بعد أن قادهم التحيز لخطأ مهني فادح، تراجعت ثلاث من كبريات وسائل الإعلام الأمريكية عن المزاعم التي تبنتها في وقت سابق، والمتعلقة بواقعة قرصنة هاتف «جيف بيزوس»، صاحب شركة أمازون، ومالك واشنطن بوست.
أوردت الوسائل الثلاثة إفادات من خبراء في الأمن السيبراني شككوا خلالها بشكل واضح وصريح في مصداقية رواية الاختراق، وتقرير الخبراء المستقلين الذين استأجرهم بيزوس من شركة (FTI) العاملة في مجال الأمن السيبراني؛ للتحقيق في الواقعة واستند مقررا الأمم المتحدة لنتائجه.
وفي تقرير نشرته شبكة «سي إن إن» على موقعها الإلكتروني، قالت إنه لا يوجد دليل دامغ حتى الآن على المزاعم المتعلقة بواقعة قرصنة هاتف «بيزوس».
ونقلت الشبكة عن «روبرت جراهام»، الرئيس التنفيذي لشركة «أراتا سيكيوريتى» إن تقرير محققي شركة (FTI)، يشتمل على الكثير من أوجه القصور التي لا يمكن فهمها.
وقال «أليكس ستاموس» أستاذ بجامعة ستانفورد، كبير موظفي أمن معلومات السابق في «فيس بوك» ، إن التقرير ليس قويا على الإطلاق، ولا يحتوي على أي أدلة دامغة.
وعلى نفس المنوال ذكرت صحيفة «وول ستريت الأمريكية» أن العديد من الخبراء في الأمن السيبراني أكدوا أن التحقيقات التي أجرتها شركة (FTI) غير حاسمه ولا يمكن الجزم بنتائجها.
وأوضح الخبراء وفقًا للصحيفة أن التقرير اعتمد بشكل كبير على الأدلة الظرفية.
ونقلت الصحيفة عن «بيل ماركزاك» الباحث في «سيتيزن لاب» قوله إن نتائج التقرير ليست قاطعة وتطرح الكثير من الأسئلة المثيرة للاهتمام، وأعتقد أن بعضها (الأسئلة) يحتاج للتوضيح.
وفى وقت سابق اليوم الجمعة، أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن «الصور الحميمية لجيف بيزوس وصديقته لورين سانشيز، لم تتعرض للقرصنة، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام».
ونبّهت «نيويورك تايمز» إلى أن الصور انتشرت عن طريق شقيق «سانشيز»، التي سبق أن أرسلت الصور إلى شقيقها «مايكل»، الذي حصل بدوره على 200 ألف دولار، بعد تقديم الصور للشركة الناشرة لصحيفة ناشيونال إنكويرر، وقالت «نيويورك تايمز»، إن الصور نُقلت عبر أربعة مصادر غير محددة، وبعقد مكتوب بين مايكل سانشيز والشركة الناشرة.
وقالت الصحيفة -المملوكة لشركة: American Media Inc- إن مصدرها هو «مايكل سانشيز»، رغم أن «بيزوس» استأجر محققًا خاصًا -جافين دي بيكر- للتحقيق بشكل أعمق في واقعة قرصنة هاتفه المزعومة، التي تبين أنها مجرد مزاعم، بعدما أكدت «نيويورك تايمز» أن التسريب جاء من تبادل بين سانشيز وشقيقها، دون أي صلة بين الواقعة والمملكة العربية السعودية.
وفي وقت سابق، قالت سفارة المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية،: إنَّ التقارير الإعلامية التي تدَّعي أن المملكة وراء قرصنة هاتف جيف بيزوس أمر سخيف، ودعت السفارة -عبر بيان نشرته على حسابها بتويتر- إلى التحقيق في هذه الادعاءات، حتى يتمكن الجميع من الحصول على كل الحقائق.