هّدد النائب البارز في البرلمان الروسي، فلاديمير زباروف، الرئيس التركي، رجب أردوغان، وقواته قائلًا: «أي عملية عسكرية تركية واسعة النطاق في منطقة إدلب السورية ستكون نهايتها سيئة لأنقرة نفسها»، وفق ما نقلته وكالة «إنترفاكس» عن «زباروف» الذي يشغل موقع النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بالمجلس الأعلى بالبرلمان.
وحرّك الأسطول الروسي في البحر الأسود، اليوم الجمعة، فرقاطتين حربيتين، مجهزتين بصواريخ كروز موجهة من طراز «كاليبر» إلى البحر المتوسط باتجاه الساحل السوري، ويأتي الانتشار، بحسب وكالة إنترفاكس الروسية، وسط تصاعد التوترات بين روسيا وتركيا وسوريا بشأن محافظة إدلب السورية.
إلى ذلك، بدأ السفراء الدائمون لدول حلف الناتو اجتماعًا ضمن إطار مجلس شمال الأطلسي لبحث تطورات الأزمة في شمال غرب سوريا، بعد أن تركيا طلبت من حلف الناتو عقد اجتماع طارئ، اليوم الجمعة، لبحث هجمات الجيش السوري –بدعم روسي- ضد القوات التركية في إدلب، والتى أسفرت عن ارتفاع عدد قتلى الجيش التركي إلى 33 ضابطًا وجنديًّا، فضلًا عن عدد كبير من الجرحى.
وأعلن الأمين العامّ لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، عبر «تويتر»، أن «الحلف فعّل المادة الرابعة من ميثاقه بناءً على طلب تركيا»، التي تنصّ على أنه «يمكن لأي عضو من الحلف أن يطلب التشاور مع كل الحلفاء، عند شعوره بتهديد حيال وحدة ترابه أو استقلاله السياسي أو أمنه».
وأوضح الأمين العامّ لحلف الناتو، أن «الحلف سيناقش خلال اجتماعه الطارئ على مستوى المندوبين الدائمين، المستجدات في سوريا»، وسبق أن طلبت تركيا في 2015 تفعيل المادة الرابعة، وعقب ذلك أقرّ الحلف سلسلة تدابير لتعزيز أمن تركيا».
ونقل الإعلام الروسي عن وزارة الدفاع، أن القوات التركية التي تعرضت للقصف، أمس الخميس «ما كان ينبغي أن تتواجد في المنطقة السورية التي كانت بها، وأن أنقرة لم تبلغ موسكو مسبقًا بشأن مواقع هذه القوات» وذكرت الوزارة، بحسب وكالة رويترز، أن «المقاتلات الروسية لم تنفذ ضربات في المنطقة التي كانت بها القوات التركية، وأن موسكو فعلت ما في وسعها لضمان وقف إطلاق للنار من جانب الجيش السوري للسماح للقوات بالإجلاء».
إلى ذلك، عبّر الأمين العامّ للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن «قلق بالغ إزاء تصعيد القتال في شمال غرب سوريا وجدد دعوته إلى وقف إطلاق النار». وقال المتحدث باسم المنظمة، ستيفان دوجاريك: «الأمين العامّ يشعر بقلق بعد مقتل عشرات الجنود الأتراك في ضربة جوية».
وبسبب العمليات العسكرية التركية، منذ أطلق أردوغان عمليته الدموية «غصن الزيتون» نزح قرابة مليون مدني في إدلب قرب الحدود التركية، بينما تستهدف الميليشيات وقوات المرتزقة التابعة لأردوغان المدنيين، ما يمثل أسوأ أزمة إنسانية في الحرب المستمرة منذ 9 سنوات.
وشرع أردوغان في ابتزاز أوروبا مجددًا، ولوّح بفتح الطريق أمام اللاجئين السوريين للوصول إلى أوروبا، وقال مسؤول تركي لـ«رويترز»: «صدرت أوامر لقوات الشرطة وخفر السواحل وأمن الحدود التركية بعدم اعتراض اللاجئين برًّا أو بحرًا.. قررنا عدم منعهم من الوصول إلى أوروبا».
وأرسلت تركيا آلاف الجنود والعتاد العسكري الثقيل إلى محافظة إدلب في الأسابيع القليلة الماضية لدعم الميليشيات الإرهابية وعناصر المرتزقة في المواجهات ضد الجيش السوري، ومع تصاعد القتال قُتل ما لا يقل عن 134 مدنيًّا، بينهم 44 طفلًا، ودُمرت مدارس ومستشفيات.
ويزعم أردوغان أنه أنفق 40 مليار دولار على اللاجئين السوريين منذ الاتفاق المبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا عام 2016، الذي ينص على إعادة المهاجرين واللاجئين الذين يعبرون بحر إيجه بطريقة غير مشروعة إلى تركيا.