كشف المعلم السعودي، حسن مجربي، عن دوافع تبرعه بإحدى كليتيه لطالب يعاني من الفشل الكلوي منذ 3 سنوات، وقال المعلم (48 عامًا) إنه أقدم على هذا الفعل بـ«دافع إنساني» وإنه كان يعلم بمعاناة الطفل منذ سنوات مع المرض، فقرر أن «يلتمس الأجر» ويقوم بالتبرع.
وأوضح -خلال اتصال هاتفي مع قناة الإخبارية، التي أبرزت القصة التي نشرتها «عاجل»، أمس الإثنين- أنه في «حالة جيدة هو والطفل، أحمد- 14 عامًا- بعد إجراء العملية بنجاح، يوم أمس».
وإلى جانب «الإخبارية»، احتفى برنامج: «سيدتي» و«ياهلا» بقناة روتانا خليجية، بقضية المعلم السعودي، حسن مجربي، ودوافع تبرعه بإحدى كليتيه للطالب الذي يعاني من الفشل الكلوي، وكيف سجل موقفًا إنسانيًّا فريدًا من نوعه.
وتابع: «أوجه شكري لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما لمسناه في المستشفى من العناية الفائقة والخدمات الطبية الجليلة، وأدعو الله أن يكتبه في ميزان حسناتهم».
وسجل المعلم، حسن مجربي، من منطقة جازان، موقفًا إنسانيًّا فريدًا من نوعه، عندما بادر إلى التبرع بإحدى كليتيه إلى طالب؛ لإنقاذ حياته بعد سنوات قضاها يعاني من الفشل الكلوي الحاد.
وقال المواطن معيد مجربي، عم الطفل المصاب بالفشل الكلوي لـ«عاجل»، إنَّ ابن أخيه (أحمد بن على أحمد مجربي) طالب بالصف الثالث المتوسط بمدرسة حنظلة بن أبي عامر بالسهى بمنطقة جازان، زادت معاناته مع مرض الفشل الكلوي الحاد واضطرت الأسرة إلى اتخاذ الوسائل كل من أجل إنقاذه، خاصة أنَّ والد الطفل المصاب متواجد مع ابنته البالغة ثمانية أعوام في أمريكا للعلاج من فشل كلوي أيضًا، ولم يستطع متابعة حالة ابنه أحمد ليتركه مع أسرته وأقاربه يتابعون حالته بالمستشفيات المتخصصة والبحث عن متبرع.
وأضاف أنّه ورد للأسرة اتصال من المعلم حسن بن محمد حسن جوامي مجربي، وهو زميل والد الطفل المصاب بالفشل الكلوي، يؤكّد نيته وموافقته دون تردد على التبرع بإحدى كليتيه للطفل أحمد، وعلى الفور أجريت لهما فحوصات طبية مكثفة طيلة الشهرين الماضيين، واتضح من خلالها وبحسب التحاليل المخبرية توافقت أوصاف كليته مع أوصاف كلية المريض، وتمَّ إدخالهما قسم التنويم، يوم الأحد بمدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الطبية بالرياض وأجريت لهما العملية الجراحية، أمس الإثنين، وتمَّ زرع إحدى كليتي المعلم للطالب المصاب بالفشل الكلوي وإنقاذ حياته في مشهد إنساني نبيل.
وتابع عم الطالب، أنَّ هذا الموقف الشَّهم من المعلم ليس بغريب عليه مطلقًا، ويدلّ على حرصه على صحة الطالب وكأنَّه ابنه تمامًا. مبينًا أنَّ الأطباء المختصين أبلغوهم بأنَّ العملية نجحت بنسبة كبيرة جدًّا وكلاهما بصحة جيدة ولله الحمد، لكنهما ما يزالان تحت الملاحظة الطبية لتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهما، ويحتاجان فقط إلى متابعة العلاج وتقديم الرعاية الطبية اللازمة فترة بقائهما بالمدينة الطبية.
يذكر أنَّ أسرة الطفل المصاب بالفشل الكلوي والمعلم الذي تبرع له يسكنون في قرى تابعة لمحافظة صامطة بالحدّ الجنوبي بمنطقة جازان.
ومن جانبه، أصرَّ والد الطفل المصاب بالفشل الكلوي، على إرسال مقطع فيديو من مقر إقامته مع طفلته في أمريكا، للمعلم المتبرع، معبّرًا فيه عن صدق مشاعره وشكره وتقديره العميق لهذا المعلم الوفي، على مبادرته الإنسانية النبيلة في إنقاذ حياة ابنه، الذي ظلَّ لسنوات يعاني من مرض الفشل الكلوي، داعيًا الله -عزَّ وجلَّ- أن يكتب للمعلم الوفي الأجر والثواب على موقفه الفريد والرائع، ومثمّنًا له حرصه واهتمامه لإنقاذ ابنه كي تعود له صحته كأقرانه من فئات المجتمع، وقائلًا: لن أنسى لك وقفتك الصادقة أبدًا.