تبدأ اليوم “السبت” أول أيام موسم الحميمين “بياع الخبل عباته”، وثاني منازل فصل الربيع؛ حيث الانقلاب الربيعي فلكيًّا، وفيه تتعامد الشمس على خط الاستواء، كذلك يتساوى الليل والنهار، ثم يأخذ النهار بالزيادة على حساب الليل، وأيامه 26 يوماً، ونجومه: “سعد الأخبية والمقدم” كل واحد منها 13 يومًا.
وقال الباحث في الطقس والمناخ، عضو لجنة “تسميات” عبدالعزيز الحصيني: إن الانقلاب الربيعي في النصف الشمالي من الأرض تتعامد فيه الشمس على خط الاستواء، بحيث تعبر فيها الشمس ظاهريًا خط الاستواء منتقلةً من النصف الجنوبي إلى النصف الشمالي، بحيث تكون أشعة الشمس عامودية على منطقة الاستواء، وهي فترة انتقالية تأخذنا بالتدريج من الشتاء إلى فصل الصيف.
وأضاف الحصيني: من فضل الله علينا أن البرد لا يأتي دفعةً واحدة، كما أن الحر لا يأتي دفعةً واحدة؛ وإنما بشكلٍ متدرج؛ حتى لا يتأثر الإنسان والحيوان والنبات، فهذه الفترة تأخذنا تدريجيًا من الشتاء إلى الصيف بتدبير العزيز الحكيم.
وأشار الباحث في الطقس والمناخ إلى أن هذه الفترة تشتهر بالتقلبات الجوية السريعة والمتلاحقة، من حر وبرد ومطر وغبار، وتكثر فيها الرياح وتشتدّ، وفيها موسم المراويح أو السريات، وهي سحب رعدية ممطرة تنشأ في فترة الظهيرة وتسري في الليل، وتقطع مسافات طويلة، وأحياناً تكون من السحب العملاقة المعروفة بكثافة بروقها وغزارة مطرها، وحبات بردها وكبره مع رياحٍ إعصارية.
ولفت الحصيني إلى أن هذه الفترة تخرج فيها الحيات والعقارب والهوام من جحورها، محرصًا على ذكر الأوراد الشرعية، في الوقت الذي بين فيه أن هذه الفترة تشهد قرصات برد وهي قليلة، وتُسمى بـ”بياع الخبل عباته”، مستشهدًا بما يقولونه الأولين: “يا ربنا يا كريم اكفنا برد الحميم”، وهو كنايةً أن عودة البرد أمر وارد وينقلب الجو ويرجع البرد عليهم؛ لذا تكثر أمراض الحساسية والإنفلونزا.