أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، اليوم الجمعة، تمديد وقف إطلاق النار الشامل في اليمن لمدة شهر، اعتبارًا من الخميس، 23 إبريل الجاري، موضحًا أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود قيادة القوات المشتركة للتحالف، لإتاحة الفرصة لإحراز التقدم في المفاوضات مع الطرفين حول وقف إطلاق نار دائم، والاتفاق على أهم التدابير الاقتصادية والإنسانية، فضلًا عن استئناف العملية السياسية.
وبينما أعلنت قيادة القوات المشتركة للتحالف -في وقت سابق (8 إبريل الجاري)- وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين، بناءً على طلب الحكومة اليمنية، والمبعوث الخاص للأمين العامّ للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن جريفيث، فإن تمديد وقف إطلاق النار يأتي “استمرارًا لجدية ورغبة التحالف في التخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق، والعمل على مواجهة جائحة كورونا ومنعه من الانتشار مع حلول شهر رمضان الكريم”.
وقال العقيد المالكي، إن “قيادة القوات المشتركة للتحالف تجدد التأكيد على أن الفرصة لا تزال مهيّأة لتضافر كل الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق، وستدعم -بشكل كبير- كل هذه الخطوات الأساسية مع الأمم المتحدة في سبيل التوصل إلى حلّ سياسي شامل وعادل يتفق عليه اليمنيون”.
وكشف التحالف، الثلاثاء الماضي، عن مواصلة ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران فى اليمن، خرق وقف إطلاق النار الشامل في اليمن، وأعلن التحالف أن الميليشيات ارتكبت 193 انتهاكًا خلال 48 ساعة الماضية، وحددت قيادة التحالف خطوات أساسية لنجاح المبادرة تتمثل في: “وقف إطلاق النار الشامل” في اليمن لمدة 15 يومًا، تشمل “خفض التصعيد.. اتخاذ خطوات عملية لبناء الثقة.. دعم الجهود الإنسانية والاقتصادية بما يعود على الشعب اليمن، الذي يواجه أزمة طاحنة”.
وأكد التحالف العربي، في وقت سابق، أن مبادرة “وقف إطلاق النار الشامل في اليمن”، خطوة “قابلة للتمديد بهدف تهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ دعوة الأمم المتحدة بخصوص عقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين، وفريق عسكري من التحالف لبحث مقترحات تتعلق بخطوات وآليات تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل دائم في اليمن، وخطوات بناء الثقة الإنسانية والاقتصادية، واستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية للوصول إلى مشاورات بين الأشقاء اليمنيين للتوصل إلى حل سياسي شامل”.
ونبّه وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، على أن “جماعة الحوثي لا تريد السلام ومتطلباته في اليمن.. هذه فرصة سانحة أمام ميليشيات الحوثي لإنهاء حربها العبثية على اليمن واليمنيين، وتمكيننا جميعًا من مجابهة خطر تفشي جائحة كورونا في اليمن”.. رفضها لمبادرة التحالف يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أنها لا تريد السلام أو متطلباته، ولا تعرف غير لغة الحرب والدمار.. نحن نرحب بدعوة المبعوث الأممي لعقد اجتماع عاجل لمناقشة وقف إطلاق النار وتوحيد الجهود لمواجهة جائحة كورونا، عالميًّا”.
وأضاف الحضرمي: “يأتي هذا انطلاقًا من حرصنا على السلام الشامل والمستدام وفقًا للمرجعيات والثوابت الوطنية، وهو الأمر الذي لا يمكن فرضه ولن نحيد عنه.. استجابت الحكومة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار ولمبادرة قيادة التحالف بسريانه اعتبارًا من اليوم لمدة أسبوعين، وهي فرصة سانحة من أجل مواجهة مخاطر تفشي فيروس كورونا المستجد في بلادنا…”.
بدوره، شدد وزير الدولة السعودي، للشؤون الخارجية، عادل الجبير، على أن “وقف إطلاق النار في اليمن فرصة لاتفاق شامل.. نأمل في أن تساعد مبادرة التحالف في تسهيل الاجتماع الذي دعا إليه المبعوث الأممي إلى اليمن، بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين وممثلين عسكريين من التحالف للعمل مع الأمم المتحدة على تنفيذ اتفاق شامل ودائم لوقف إطلاق النار…”.
ورحبت دول عربية وإسلامية ومنظمات دولية وإقليمية بإعلان التحالف العربي مبادرة “وقف إطلاق النار الشامل في اليمن”، وفيما أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بهذه الخطوة، التي “تعزز الجهود نحو السلام، والاستجابة لمواجهة جائحة كورونا”، فقد طالب “الحكومة اليمنية والحوثيين لمتابعة التزامهما بوقف الأعمال العدائية على الفور، والانخراط -بحسن نية ودون شروط مسبقة- في مفاوضات يسّرها مبعوثي الخاص مارتن جريفيث”.