المستفيد الحوثيون والإرهابيون.. لماذا طالب “التحالف” بإنهاء التحرك التصعيدي للمجلس الانتقالي باليمن؟
طالب التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بعودة الأوضاع إلى سابق عهدها في جنوب اليمن، في أعقاب إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي حالة الطوارئ في مدينة عدن وبعض المحافظات الجنوبية؛ وذلك من منطلق رفض التحالف لإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي، باعتباره تحركًا تصعيديا يتناقض مع ما نص عليه اتفاق الرياض، الموقع بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي في 5 نوفمبر 2019، والقاضي بتفعيل دور سلطات ومؤسسات الدولة اليمنية كافة، وإعادة تنظيم القوات العسكرية تحت قيادة وزارة الدفاع، وإعادة تنظيم القوات الأمنية تحت قيادة وزارة الداخلية، والالتزام بحقوق المواطنة الكاملة لأبناء الشعب اليمني، وتوحيد الجهود لاستعادة الأمن والاستقرار في اليمن، وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران ومواجهة التنظيمات الإرهابية.
وتندرج مطالبة التحالف العربي بضرورة إلغاء أي خطوة تخالف اتفاق الرياض، في إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها لتنفيذ الاتفاق، فالتحالف هو الجهة المشرفة على تنفيذ اتفاق الرياض، واضطلاعه بهذه المهمة الإشرافية يهدف إلى إرساء الاستقرار في جنوب اليمن، كجزء من مساعيه لإحلال السلام في ربوع ذلك البلد، على أسس من الشراكة والتعاون بين كل مكوناته، وإدراكاً من التحالف للتداعيات الخطيرة، التي قد تنجم عن تحرك المجلس الانتقالي فقد سارع إلى المطالبة بإنهائه، والتعجيل بتنفيذ اتفاق الرياض باعتباره الضمانة الأساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب، ومنع تدهور الأوضاع وعودتها إلى ما كانت عليه قبل التوقيع على الاتفاق.
فالتحرك التصعيدي غير المبرر للمجلس الانتقالي، يفرض العديد من التحديات، التي ستؤدي إلى مزيد من تعقيد الأوضاع في اليمن، ومضاعفة المعاناة، التي يتعرض لها شعبه جراء الانقلاب الحوثي، ومن هذه التحديات أن تحرك المجلس الانتقالي سيفسح المجال للحوثيين للاستمرار في انقلابهم، في حين أن اتفاق الرياض نص على توحيد الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي لإنهاء الانقلاب الحوثي، كما أن التحرك سيعطي فرصة للتنظيمات الإرهابية كتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم داعش الإرهابي، للعبث بالأمن والاستقرار في جنوب اليمن، وسيؤدي تحرك المجلس الانتقالي أيضاً إلى عرقلة تنمية جنوب اليمن وباقي المحافظات المحررة، مضيفاً بذلك مزيداً من العوائق على التحديات، التي تواجه التنمية في تلك المناطق مثل السيول التي تعرضت لها، وظهور فيروس كورونا المستجد في محافظة حضرموت وهي إحدى محافظات جنوب اليمن.
وإدراكاً من التحالف لكل هذه التحديات، التي يمثلها التحرك التصعيدي للمجلس الانتقالي، فإنه طالب وبشكل حاسم بإنهائه وعودة الأوضاع إلى سابق عهدها، والتعجيل بتنفيذ اتفاق الرياض باعتباره الطريق الوحيد لمعالجة المشاكل المعوقة لعدم الاستقرار في جنوب اليمن، فالحل في استكمال تنفيذ الاتفاق وليس الخروج عليه بتحركات منفردة لن تخدم سوى الانقلاب الحوثي والتنظيمات الإرهابية، وسعياً من التحالف إلى وضع الأطراف أمام مسؤولياتهم الوطنية، فقد دعا إلى تغليب مصلحة الشعب اليمني على أي مصالح أخرى، وحث الأطراف الموقعة على اتفاق الرياض لاتخاذ خطوات وطنية، ترأب الصدع بينهم، وتطوق أي محاولة لبث الفرقة وشق الصف.