النظريات والسيناريوهات المختلفة المُعدة مسبقًا من وحي أفكار كُتَّاب الخيال العلمي متعددة حول مواجهة البشرية أعداءً يهددون بقاءها، ولكن في نهاية المطاف تتمكّن من انتزاع السيطرة مرة أخرى على مصيرها، إلا أنَّه في معركتها ضد فيروس كورونا المستجد «COVID-19» أصغر عدو مجهول غير مرئي أخرجته الطبيعة من بين سهامها المتعددة، رُبَّما يكتب لنفسه نهاية مختلفة.
وعلى مدار أكثر من 5 أشهر منذ ظهور فيروس كورونا المستجد، للمرَّة الأولى في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر الماضي، واصل الفيروس انتشاره عبر العالم متخطيًا جميع الحدود والحواجز والعقبات ليبلغ عدد المصابين به أكثر من 3.1 مليون شخص فيما حصد أرواح أكثر من 225 ألفًا من المصابين، رغم إجراءات التباعد الاجتماعي ومنع التجوال التي تعيش وفقًا لها أغلب دول العالم في الوقت الراهن.
المستقبل في ظل التعايش مع كورونا
وبينما يسابق العالم الزمن ويعمل الباحثون والخبراء على قدم وساق لإيجاد لقاح أو علاج ينهي أزمة فيروس كورونا المستجد، حذَّر علماء صينيون من أن فيروس كورونا المستجد لن يختفي، قائلين إنَّه سيعود للظهور «كل عام».
وقال مدير معهد الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية، جين تشي، إنَّه من المحتمل جدًّا أن يكون فيروس كورونا المستجد وباءً يتعايش معه البشر لفترة طويلة، ويصبح موسميًا ومستمرًا بالتواجد داخل الأجسام البشرية.
ويعني هذا، أنَّه سيكون من الصعب حصر حالات الإصابة جميعها، وإدخالها في الحجر الصحي لمنع انتشار الفيروس، فيما يتَّجه بعض خبراء الصحة العامة إلى ضرورة السماح للفيروس بالانتشار بطريقة مراقبة لتكوين ما يعرف بـ«مناعة القطيع»، بدلًا من الاستمرار في أوامر الإغلاق، وفق ما ذكرت وكالة «بلومبيرج» الأمريكية.
وأصبح هناك إجماع بين كبار الباحثين والحكومات في جميع أنحاء العالم، على أنه من غير المحتمل القضاء على «كوفيد-19»، على الرغم من عمليات الإغلاق المكلفة التي أدَّت إلى خسائر كبيرة في الاقتصاد العالمي.
الصحة العالمية تحث على تفعيل حركة الطيران
من جهتها، أكَّدت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها صدر عنها مؤخرًا، أن العالم اليوم لا يزال بعيدًا جدًّا عن موعد انتهاء أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، داعية إلى زيادة حركة الطيران من أجل توصيل شحنات أجهزة التشخيص وأدوات الحماية والوقاية إلى المناطق التي ينتشر فيها كوفيد-19، وخاصة في أمريكا اللاتينية.
ونقلت «رويترز» عن بول مولينارو رئيس دعم العمليات واللوجيستيات في المنظمة، إن شحنات لقاح عالمية تعطلت في أبريل وإذا استمر هذا في مايو ستصبح هناك فجوات في التطعيم والحملات الروتينية لمكافحة أمراض أخرى، مشيرًا إلى أنَّ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة سجل أول حالات تعطل في بعض سلاسل توزيع الغذاء «من شأنها أن تحدث تأثيرًا كبيرًا».
وقال مولينارو، إنَّ الطلب تزايد بشكلٍ كبيرٍ جدًّا خلال أزمة فيروس كورونا المستجد لكن منظمة الصحة العالمية تمكنت من جمع وتوزيع 1.1 مليون اختبار تشخيص وهناك 1.5 مليون أخرى في الطريق، حيث استفادت المنظمة من بعض الأسعار التفضيلية وهي تهدف إلى توفير تسعة ملايين اختبار عن طريق ائتلافات تجارية.