في بادرة إنسانية نبيلة، تبرع أب بأعضاء طفله المتوفى دماغيًا للاستفادة منها في إنقاذ حياة عددٍ من المرضى المحتاجين لها، وكان الطفل منذ ولادته يعاني استسقاء بالمخ تسبب له في مضاعفات مزمنة، كان آخرها حين أُحضر لقسم طوارئ الأطفال بمستشفى الولادة والأطفال ببريدة؛ بسبب الاستفراغ المتكرر وألم بالرأس.
وتبين بعد عدة فحوصات، وجود انسداد بقناة تصريف السائل النخاعي المزروعة في عملية سابقة قبل عدة سنوات، ونقل بعدها لقسم العناية المركزة للأطفال بالمستشفى.
وخلال هذا الوقت، توقف قلبه لمدة تزيد على 40 دقيقة، أجري له خلالها الإنعاش القلبي الرئوي بقيادة استشاري وإخصائي العناية المركزة للأطفال المناوب وفريق العناية المركزة من التمريض والعلاج التنفسي.
وبعد 42 دقيقة، عاد القلب للنبض من جديد، وبعد استقرار الحالة نسبيًا، أجريت له أشعة مقطعية ليتبين وجود مناطق تلف بالدماغ، وبعدها أجريت عملية طارئة لإعادة تركيب قناة تصريف السائل النخاعي.
وبعد العملية واستقرار حالة الطفل نسبيًا، أجريت له عدة اختبارات لفحص حالة الدماغ ليتبين ثبوت الوفاة الدماغية.
وعلى إثر ذلك، شرحت الحالة للأهل وحثهم على أهمية التبرع بالأعضاء وعظم أجرها في الدنيا والآخرة، وقد وافق والد الطفل على التبرع بالأعضاء لوجه الله، ليبدأ بعدها سباقًا مع الزمن للتنسيق بين مستشفى الولادة والأطفال ببريدة؛ بقيادة استشاري العناية المركزة للأطفال والمركز السعودي لزراعة الأعضاء.
ومن خلال تنسيق منظم وعمل احترافي ووقت قياسي، حضر فريق زراعة الأعضاء لتبدأ عملية نقل الأعضاء، التي استمرت لمدة قاربت 8 ساعات، تمكن فريق الزراعة بعدها من العودة وإكمال عمليات الزراعة لخمسة مرضى استفادوا من هذه العملية.