نشرت شبكة تلفزيون الصين الدولية، في 19 أبريل الماضي، السجلات الطبية للحالات السبع الأولى التي أُصيبت بفيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان
لكن الشبكة نقلت عن مديرة قسم الجهاز التنفسي بمستشفى الطب الصيني التقليدي والغربي في مقاطعة هوبي «تشانج جي شيان»، أن القسم استقبل خلال الفترة من (26–29) ديسمبر 2019 سبع حالات من الالتهاب الرئوي غير المبرر.
وكان 20 ديسمبر 2019 هو التاريخ الذي أعلنته الصين لاكتشاف فيروس كورونا في البلاد، لكن مع دراسات جديدة حول الموضوع يبدو أن فيروس كورونا كان أقدم من ذلك التاريخ؛ فهل كذبت الصين؟
لقد تسبب انتشار وباء كورونا من بؤرته في ووهان في تعرض الصين لاتهامات من دول كبرى بالكذب بشأن تاريخ وملابسات نشأة الفيروس، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وعزز هذه الاتهامات تصريح للبطلة الفرنسية إيلودي كلوفيل المتخصصة بالمسابقات الخماسية العسكرية في مارس الماضي، بأن الكثير من الرياضيين الذين شاركوا في الألعاب العسكرية العالمية التي أقيمت في ووهان في أكتوبر 2019؛ تعرضوا لوعكة صحية صعبة جدًّا، كما أعلن سبَّاح من لوكسمبورج يدعى جوليان هينكس أن اثنين من زملائه مرِضَا خلال المسابقة ذاتها.
تزامن ظهور الفيروس في إيطاليا مع الصين
وتوصلت دراسة أجراها المعهد الإيطالي للصحة، في يونيو 2020، إلى أن فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، كان موجودًا في مياه الصرف الصحي بمدينتي ميلانو وتورينو في شمال إيطاليا منذ 18 ديسمبر 2019، أي قبل شهرين من الإعلان رسميًّا عن أول إصابة بالمرض في البلاد.
وأكدت النتائج التي صادق عليها مختبران مختلفان عبر طريقتين مختلفتين، وجود الحمض النووي الريبي (آر إن إيه) لفيروس سارس–كوف–2 في العينات المأخوذة من ميلانو وتورينو.
وتكشف هذه النتائج أن كوفيد–19 ظهر في إيطاليا بالتزامن مع ظهوره في مدينة ووهان الصينية، بحسب تقديرات مسؤولين صينيين.
الفيروس في إسبانيا
أعلن علماء فيروسات إسبان في 27 يونيو 2020، أنهم وجدوا ما يعتقدون أنه آثار لكوفيد–19 في عينة مياه صرف صحي جُمعت في برشلونة في شهر مارس 2019؛ ما يعني ظهور الفيروس قبل شهور من الإعلان الصيني لأول إصابة، لكن هذه الدراسة لا تزال تحت المراجعة، بسبب ظهور الفيروس في عينة واحدة فقط.
وتعكس الدراسة خطأ الاعتقاد بظهور أول إصابة بكوفيد–19 في إسبانيا في منتصف يناير الماضي. ويقول رئيس الباحثين في الجامعة الإسبانية ألبرت بوش، إن المرضى الأوائل في بلاده من الممكن أن يكونوا قد شُخِّصوا بالإصابة بالإنفلونزا العادية.
وأضاف بوش أنه لو تم التعرف على الفيروس باكرًا، لحسَّن ذلك كيفية التعامل مع الوباء.
دراسة بريطانية تؤيد الرواية الصينية
وعلى عكس الاتجاه، مالت دراسة بريطانية نُشرت قبل أيام إلى ترجيح دقة الموعد المعروف منذ البداية لظهور الفيروس، وهو 31 ديسمبر 2019، بعد تحليل بيانات المتواليات الفيروسية من قاعدة بيانات عالمية عملاقة يستخدمها العلماء.
ويرى مراقبون أن حسم دقة أي من الاتجاهين يرتبط باستجابة الصين لدعوة منظمة الصحة العالمية لإجراء تحقيق دولي حول هذا الأمر.
وقال المتحدث باسم المنظمة كريستيان ليندماير، في إفادة بجنيف يوم 5 مايو الماضي، إن «حسم هذا الأمر قد يتطلب إرسال بعثة من العلماء إلى الصين ونحن نتطلع لذلك».