كدأبها في احترام التزاماتها مع المنظمات الدولية، وافقت المملكة، اليوم الأربعاء، على طلب دولة الإمارات العربية المتحدة بالسماح بعبور الأجواء السعودية، للرحلات الجوية القادمة إليها والمغادرة منها إلى الدول كافة، ولا تمثل الخطوة سوى إجراء قانوني نابع من أعمال المملكة لما تقره القوانين الدولية في هذا الصدد، وللأغراض المحددة منه، والمقتصرة عليه، والمنحصرة في تسهيل حركة عبور الطيران التجاري والخاص؛ باعتباره من مقتضيات التعاون بين الأمم والشعوب.
ولا يترتب على موافقة المملكة على طلب الإمارات، أي التزامات دولية حيال أي أطراف دولية أخرى، فكما أشير فإن القرار ليس أكثر من أعمال وتنفيذ للقوانين المعمول بها في تنظيم حركة الطيران المدني في العالم، التي تلتزم بها المملكة، كما تلتزم بها الدول الأخرى، في إتاحة فضائها الجوي للأنشطة السلمية المرتبطة بتنقل الأفراد والبضائع ضمن خطوط الملاحة الجوية، التي تسمح بها سيادة كل دولة، وبما لا يتعارض مع متطلبات أمنها واستقرارها، ولا يخل بأدنى مستوى بحماية أجوائها.
وفي إطار اقتصار موافقة السعودية على طلب الإمارات على الدواعي القانونية، فإنها بعيدة تماماً عن أي اعتبارات سياسية، وقطعاً للطريق على ما قد يعمد إليه البعض من الربط بين موافقة المملكة على طلب الإمارات، وانخراط الأخيرة في مسار إقامة علاقات ثنائية مع إسرائيل، فإن المملكة نصاً وروحاً لم تغير موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، وفي تعليقها على ذلك التطور، أكدت التزامها بالسلام خياراً استراتيجياً مستنداً على مبادرة السلام العربية، التي تشترط قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كافة، بما فيها حق تقرير المصير، مقابل إقامة الدول العربية علاقات مع “إسرائيل”.
ورغم مرور أقل من أسبوعين على تجديد السعودية، لالتزامها بمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية المرتبطة بالقضية الفلسطينية، فقد أعاد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، اليوم التأكيد على ثبات موقف المملكة، قائلاً: “إن مواقف المملكة الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، لن تتغير بالسماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة لدولة الإمارات والمغادرة منها إلى الدول كافة، كما أن المملكة تقدر جميع الجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل ودائم وفق مبادرة السلام العربية”، ولا سبيل مع هذا الموقف السعودي الواضح من الركون إلى أي تكهنات.