أدلة جديدة تثبت تورط قطر رسميًّا في التعامل مع المتمردين الحوثيين في اليمن، ودعم جماعة الإخوان الإرهابية الذي يُعد جزءًا من استراتيجية ثابتة، وسياسة قائمة في إطار دور مرسوم، تقوم به لزعزعة استقرار المنطقة، وتدمير الدول العربية، ونشر الفوضى والتطرف والإرهاب.
ولقطر تاريخ طويل أسود في تمويل الجماعات المتطرفة والإرهابية؛ فهي دولة الغدر والإرهاب والمواقف المخزية، وسجلها حافل بشق الصف وخيانة الأشقاء ونقض العهود، وليس بغريب خيانتها وتمويلها الحوثيين لضرب مكة ومدن السعودية؛ فهي تلك الدولة المارقة التي تقودها عصابة إرهابية، ولعل خير شاهد على التناقض القطري والكذب الذي تتنفسه الدوحة؛ هو ما كشفه العميل الاستخباراتي “جي” ليكون دليلًا يضاف إلى الأدلة السابقة التي شاهدها العالم، والتي ملأت بالغدر والمؤامرات؛ فهي دولة ذات ماضٍ أسود وحاضر أسود ومستقبل لا يبشر بالخير.
قطر هي تلك الدويلة التي تُمَوّل الإرهاب، وأذرعه وهي ملاذ مرتزقة الإرهاب؛ حيث انكشفت أنها تقوم بتمويل الحوثيين بشكل مباشر، للقيام بهجمات السعودية بالصواريخ والطائرات، بالإضافة إلى تمويلها لحزب الله والإخوان.
إن سلوك قطر وسياستها في المنطقة يؤكد ضلوعها بما لا يدع مجالًا للشك في تمويل التنظيمات الإرهابية في اليمن والتي تسعي من خلاله لاستهداف المملكة؛ حيث شكّل الدعم القطري لكل من الحوثيين والإصلاح، أحد أهم أسباب الفوضى والصراع الدموي في اليمن، وكشفت وثائق سرية مسربة من أرشيف جهاز المخابرات اليمنية عن الدعم القطري للحوثي، منذ بداية الألفية وحتى اليوم.
وبحسب الحساب الرسمي للمعارضة القطرية؛ فإن نظام الحمدين دعم الحوثيين ماديًّا ولوجيستيًّا، وأمدهم بالأسلحة والمعدات والأموال بنحو 500 مليون دولار تقريبًا منذ بدء المقاطعة العربية حتى الآن، بالإضافة إلى قيام قطر بدعم معاهد ومدارس الحوثي بـ50 ألف دولار شهريًّا، وسلمت المخابرات القطرية عناصر الحوثي أجهزة اتصالات متطورة، بالإضافة إلى نقل خبراء من حزب الله والحرس الثوري إلى صعدة لتدريب الحوثيين.
وقد نشر موقع “قطريليكس”، المتخصص في فضح مخططات النظام القطري، أن الدوحة قدّمت 60 مليون دولار دعمًا لحزب التجمع اليمني للإصلاح لاستخدامها في استهداف استقرار اليمن، والعمل ضد التحالف العربي، بالإضافة إلى تقديم أراضٍ ومِنَح سكنية وفيلات لعدد كثير من عناصر حزب الإصلاح، في الدوحة؛ نظير الهجوم على المملكة العربية السعودية والإمارات والتحالف العربي، ونشر الفوضى في اليمن.
وذكرت صحيفة “داي بريس” النمساوية الناطقة بالألمانية، في تقرير لها استنادًا إلى معلومات استخباراتية، أن قطر تقوم بتمويل مليشيات الحوثي؛ بهدف شن هجمات على المملكة العربية السعودية، كما ذكرت عدة حوادث تؤكد تورط قطر في المحاولات الآثمة التي تقدم عليها مليشيات الحوثي.
إذ بينت الصحيفة -استنادًا إلى المعلومات الاستخبارية- أن مليشيات الحوثي التابعة لإيران وتتلقى الدعم منها، تحظى أيضًا بدعم النظام القطري، وذكرت عدة هجمات قامت بها مليشيات الحوثي عبر استخدام طائرات مسيرة بدون طيار، وقالت إن الهجوم الأول بطائرة مسيرة كان يوم الجمعة الماضية والثاني تم بعده بساعات قليلة، وكلاهما استهدفا نجران، وهي واحدة من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان، وغنية بالنفط في المملكة العربية السعودية، وتقع على الحدود مع اليمن، البلد الذي تَعَرّض لمحاولة انقلابية من قِبَل مليشيات الحوثي، ثم وقع الهجوم التالي بطائرة بدون طيار الأحد الماضي، وكان ضد هدف مدني، وهو مطار أبها الدولي، في العمق الداخلي.
وأضافت الصحيفة أن الدفاعات الجوية السعودية رصدت الطائرات وتعاملت معها عبر إسقاطها، وقالت إنه قبل أن تتمكن الطائرات من إطلاق الصواريخ تم إسقاطها وتتطاير حطامها في مطار أبها، وأوضح تركي المالكي المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، أن الجناة هم مليشيات الحوثي الجماعة المتمردة المعادية والتي تقوم بشن هجمات إرهابية.
ويعتقد جيسون جي (اسم مستعار)، وهو ضابط مخابرات سابق، أن أساليب الحوثي ومحاولات استهداف المملكة العربية السعودية سواء لتجمعات المدنيين أو المنشآت باتت معروفة والكثير من المخططات التي تم كشفها تُبَين حقيقة ذلك.
وأردف أن “التكنولوجيا التي يستخدمها الحوثيون الآن تأتي من إيران، ومن الممكن إعادة بناء الطائرة بدون طيار من خلال أجزائها المتحطمة؛ لكن الخطر لم يعد موجهًا فقط ضد السعوديين، كما يقول جيسون جي، رجل المخابرات السابق، الذي يعمل الآن كمزود خدمات أمنية خاصة؛ إذ يعتقد أنه بجانب المملكة العربية السعودية، فإن البحرين وطرق الشحن الدولية هي وجهات الاستهداف التالية، يستخلص “جيسون” هذه الاستنتاجات من ملف قام بتجميعه.
وتوضح معلوماته كيف تُمَوّل قطر بشكل مباشر المتمردين الحوثيين لشن هجمات ضد السعوديين، وليس هذا فقط؛ بل إن ملفات رجل المخابرات السابق تحتوي على تفاصيل حول تمويل قطر لـ”حزب الله” والإخوان المسلمين التنظيميين الإرهابيين.