دخل عدد من البلدان على مستوى العالم في مواجهة مع سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد، ما أدى إلى اتخاذ تلك البلدان إجراءات احترازية جديدة.
وأظهرت المعلومات المتاحة عن السلالة الجديدة خلفية علمية محدودة عن الفيروس في صورته الجديدة، إلا أن محاولة مكافحة الجائحة والاحتكاك بحالات الإصابة منحت العلماء بعض المعالم المميزة للسلالة الجديدة.
كيف نشأت؟
يعتقد العلماء أنها نشأت في رئة مصاب في بريطانيا، وأظهرت البيانات أن حالات الإصابة المسجلة بالسلالة الجديدة من الفيروس بكل من الدنمارك وأستراليا وهولندا، جميعها لأشخاص قادمين من بريطانيا.
سرعة الانتشار
أكد البروفيسور المتخصص في جهاز المناعة في إمبريال كوليدج، بيتر أوبنشو، أن الفيروس المتحور يبدو أكثر قابلية للانتقال بنسبة تتراوح بين 40 و70%.
وأشار البروفيسور في كلية لندن للصحة وطب المناطق المدارية، جون إدموندز، إلى أن السلالة الجديدة معدية بشكل أكثر من السلالة السابقة.null
التحوّر الجيني
أكد عدد من العلماء قدرة السلالة الجديدة على تطوير طفرات جينية، يمكن أن تغير جانبًا من سلوك الفيروس، وبالأخص ما يتعلق بقدرته على إصابة الخلايا البشرية بشكل أكبر من ذي قبل.
وذكر المتخصص الفرنسي في علم الوراثة، أكسل كان، أنه تم رصد 300 ألف سلالة حتى الآن من “كوفيد 2” بالعالم، مشيرًا إلى أن التحور الأبرز يكون في “شويكة” الفيروس الموجودة على سطحه، والتي تسمح له بالالتصاق بالخلايا البشرية.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور في جامعة ليفربول، جوليان هيسكوكس، إن فيروسات كورونا تتحوّر بشكل مستمر، وبالتالي ليس من المستغرب ظهور سلالات جديدة، مؤكدًا أن الأهم هو معرفة ما إذا كان لدى تلك السلالة خصائص تسمح لها بالتأثير على الصحة البشرية.
فعالية اللقاحات الموجودة
قال نائب المدير العام للمختبر الأوروبي للبيولوجيا الجزيئية، إيوان بيرني، إن اللقاحات تم اختبارها مع العديد من أنواع الفيروس المنتشرة، مشيرًا إلى أن كل المعطيات تؤكد إمكانية عمل تلك اللقاحات ضد سلالات جديدة من الفيروس.
وتكمن خطط المواجهة العلمية للسلالة الجديدة، في القيام بتنمية السلالة الجديد في المختبر لمعرفة كيفية استجابتها عن طريق النظر ما إذا كانت تنتج نفس استجابة الجسم المضاد وكيفية تفاعلها مع اللقاح، حيث قد تستغرق هذه العملية أسبوعين تقريبًا، وهو ما يعني أن العلماء لن يسيروا في طريق الوصول إلى لقاح من بدايته كما حدث خلال العام الجاري.