قبل ستين عامًا أو يزيد، في نهاية الستينيات، شكلت ساعة في ميدان الحكم في الرياض، معلمًا تاريخيًا وثقافيًا مهمًا لسكان العاصمة والزوار على حد سواء، وهي ساعة الصفاة.
وتقع الساعة تحديدًا في ميدان أو ساحة الصفاة، ويسمى أيضا ساحة الديرة، وميدان أو ساحة العدل، وهذه الساحة مقابلة للجامع الكبير، جامع الإمام تركي.
وكانت الساعة بأوجهها المتعددة تشكل أهمية قصوى كمرجع يومي يضبط عليها أهل الرياض ساعاتهم.
وبدأت الساعة العمل عام 1966، وكانت تدق الأجراس وتنطق بالساعة بصوت امرأة حتى مُنعت الأجراس، وتحول صوت الناطق إلى صوت رجل.
وحملت الساعة اسم “بيج بن” الرياض، تدق كل 60 دقيقة، وتزداد أهمية الساعة مع غروب شمس أيام شهر رمضان المبارك قبل أن يعلو صوت المؤذن الذي يكون لحظة الحسم المؤكد للصائمين.
ومع قيام مشروع تطوير قصر الحكم ظلت الساعة باقية لأهميتها وقيمتها التاريخية، وفي عام 2002، اختارت جمعية المعماريين الدنماركية ساحات منطقة قصر الحكم بمدينة الرياض التي نفذتها الهيئة العليا لتطوير المدينة، ضمن أفضل الساحات في العالم وذلك في كتاب “الساحات الجديدة للمدن” الذي أصدرته الجمعية، وتضمن 39 ساحة شهيرة في تسع مدن كبرى حول العالم أغلبها في القارتين الأوروبية والأمريكية.
وتعد ساعة الصفاة أحد منجزات الأمير فهد بن فيصل الفرحان آل سعود، أول أمين لمدينة الرياض، وصاحب الإنجازات المعروفة في المدينة.
وهي الأولى من نوعها في المملكة، وأشارت بعض الصحف إلى أنه لا يوجد مثيل لها في الشرق الأوسط سوى واحدة في بيروت، وقد أحدثت ضجة وكانت حديث الناس.
ومما نشر في تلك الأيام تعليقا على ذلك رسمة كاريكاتورية للرسام الشهير علي الخرجي يعلق فيها قائلا: “كانت ساعة وصارت ساع”.