للإشتراك في خدمة الوظائف
أرسل كلمة “اشتراك” عبر الواتس أب للرقم 0537493197
أخبار

«فورين بوليسي» ترصد خريطة التمدد الإيراني في سوريا.. وتوجه تحذيرًا

«فورين بوليسي» ترصد خريطة التمدد الإيراني في سوريا.. وتوجه تحذيرًا

حذرت مجلة «فورين بوليسي»، الأمريكية من مساعي إيران الحثيثة لتحويل سوريا إلى معسكر نفوذها في المنطقة، وتعتمد في ذلك على «الأيديولوجية الدينية» من أجل تثبيت نفوذها وتحويل سوريا إلى المعسكر الشيعي، من خلال تحالفها مع الرئيس السوري، بشار الأسد. 

وقالت «فورين بوليسي» إنه رغم العلاقة الطويلة الممتدة بين البلدين، كون الرئيس السابق حافظ الأسد كان أول من اعترف بشرعية ثورة آية الله خامنئي، إلا أنه  حرص على تحجيم النفوذ الإيراني في البلاد، خوفًا من تحويلها إلى لبنان جديدة. 

وأضافت المجلة: الوضع انقلب مع بشار الأسد، وأن «اليأس والإحباط الذي أصاب الأسد منح التوسعيين في إيران فرصة دخول البلاد فور اندلاع الحرب الأهلية منذ عقد مضى إلى جانب دمشق وبمساعدة حزب الله، وإدخال مقاتلين شيعة من أفغانستان والعراق وباكستان». 

واستغلت طهران قدرتها على توفير الأسلحة والمقاتلين لاستمالة دمشق، وعملت على تجنيد مقاتلين من الميليشيات الشيعة في سوريا، لحماية الأضرحة الشيعية، كما توغلت في المراتب العليا من الجهاز العسكري، ولاسيما الفرقة الرابعة بقيادة، ماهر الأسد، أحد أبناء عمومة الأسد. 

كما أنها أنشأت موطئ قدم لها في مناطق جنوب سوريا، قرب إسرائيل، ولها قواعد وأعداد كبيرة من المقاتلين في مناطق عدة في حلب، ومنذ هزيمة تنظيم «داعش» بالعام 2018، أنشأت طهران معسكرات لها في قرى ومدن على الحدود السورية العراقية.  

النفوذ الثقافي 

ولا تعتمد طهران بحسب «فورين بوليسي»، على الأسلحة فقط من أجل تأمين نفوذها، بل عمدت إلى تعميق نفوذها الثقافي في سوريا لتشجيع السنة على التحول إلى المذهب الشيعي أو على الأقل تقبل تواجدهم في البلاد. 

وتقدم طهران المساعدات المالية إلى الفقراء من السوريين، وبناء المعاهد الدينية، وتقديم منح دراسية للأطفال للدراسة في الجامعات الإيرانية، إلى جانب  توفير رعاية صحية مجانية والمواد غذائية، ورحلات إلى المواقع السياحية لتشجيع التحول إلى المذهب الشيعي. 

وقالت «فورين بوليسي»: «مثل هذه الإجراءات الصغيرة ليست باهظة التكلفة، لكن يمكن أن تقطع شوطًا طويلاً في التأثير على كيفية تقبل السوريين الفقراء لإيران»، كما تحدثت عن محاولات طهران إعادة كتابة التاريخ الديني لسوريا ذات الأغلبية السنية، عن طريق إعادة تأهيل الأضرحة القديمة وبناء أضرحة جديدة للرموز الشيعية، وبناء مدارس شيعية ومراكز خيرية. 

وقال عشرات من النشاطين والمحللين السوريين تحدثت إليهم المجلة إن «إيران تحاول تقديم نفسها كقوة ناعمة لزرع دعم طويل الأجل بين السنة من السوريين، لكن هدفها النهائي هو الحفاظ على هالة نفوذها وممارسة السيطرة عبر وكلائها كما تفعل في لبنان والعراق».

وقدمت طهران مساعدة مباشرة إلى النظام السوري، من خلال شراء منازل السوريين الذين هاجروا خارج البلاد خلا الحرب الأهلية. وورد أن بعض مقاتلي الميليشيات صادروا أملاك ومنازل السوريين، وجلبوا عائلاتهم من لبنان والعراق للاستقرار داخل سوريا.

اختراق ثقافي وديمغرافي

يقول خبراء إن الاختراق الثقافي والديمغرافي إنما وسيلة لزيادة أعداد الشيعة داخل سوريا، ما يمكن طهران من المحافظة على نفوذ سياسي داخل البلاد، والادعاء بتمثيل مصالح الجاليات الشيعية في أي مناقشات تتعلق بوضع حل سياسي نهائي للأزمة السورية. 

ومن خلال التواجد الشيعي المتنامي داخل سوريا، يمكن أن تفرض طهران على دمشق تخصيص مناصب وزارية أو في القوات المسلحة وغيرها من المؤسسات الحيوية لرموز شيعية مقربة منها. ويقول خبراء: «ترغب إيران في ممارسة نفوذها عبر موالين لها في النظام وليس عبر الرئيس وحده، الذي قد يتراجع عن دعمه بناء على الصفقات التي قد يعقدها مع روسيا أو الغرب». 

وتعد محافظة دير الزور المنطقة الرئيسية للنشاط الإيراني، وشهدت مدينة أبو كمال، التي تقع على نقطة العبور الرئيسة للمحافظة مع العراق، أنشطة إيرانية متنامية تبدو غير ضارة ولكنها ذات أهداف «خبيثة بعيدة المدى»، حسب المجلة. 

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق أن إيران دعت مجموعة من السوريين إلى مركز النور الثقافي الإيراني، لحضور ندوة بشأن مبادئ وتعاليم المذهب الشيعي، مع تقديم معونات مالية لمن يحضر وصلت إلى 100 ألف جنية سوري.

وفي هذا الشأن، قال بسام بربندي، دبلوماسي سوري مقيم في المنفى بالولايات المتحدة: «الوجود الإيراني زرع بذور التمرد في المستقبل مع من يعارضون الغزو الفارسي. ومع فشل محاولة إيران التوغل في اللاذقية، الأكثر انفتاحًا، قررت خداع السوريين المتضررين من الحرب الأهلية، والتوسع في المناطق التي سبق وكانت تحت سيطرة تنظيم داعش». 

ويخشى مراقبون من أن تغدق إيران، التي لم تتراجع عن تدخلها رغم العقوبات الدولية، الأموال على ميليشياتها المسلحة وجمعياتها الخيرية التي تشجع التحول في سوريا بمجرد عودة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى الاتفاق النووي، كما حدث بعد توقيع الاتفاق الأصلي لعام 2015، إذ ضاعفت طهران تمويلها لـ«حزب الله» أربع مرات

زر الذهاب إلى الأعلى