يعد طريق “درب الجمالة الحجري” الرابط بين الطائف ومكة، إرثاً حضارياً وإنسانياً ذا قيمة تاريخية عظيمة، يعود تاريخه إلى أكثر من 1000 عام.
ويتميز الطريق بمقاومته عوامل الزمن طوال القرون الماضية وشكله الهندسي المتعرج الذي يساعد المشاة والجمال على سلوكه بيسر وسهولة رغم محدودية الإمكانات الفنية والتقنية وقت إنشائه.
وكان “درب الجمالة” أحد الطرق التاريخية التي يسلكها المسافر، حيث كان يستخدمه المشاة حتى عام 1380هـ، قبل إنشاء طريق الكر المزدوج الرابط بين الطائف والعاصمة المقدسة واستخدامه في التنقل ونقل البضائع والسلع والمنتجات الزراعية على ظهور الجمال.
وينزل الطريق من أعلى جبل الكر في الهدا حتى أسفله بطريقة حلزونية وعلى مسارين مخصص أحدهما للراحلة والآخر للإبل، فيما لا تزال معالم الطريق المرصوف بالحجارة باقية حتى الآن.
ورغم وعورة الطريق وبعد المسافة الرابطة بين الكر وقمة جبل الهدا، إلا أنه كان يعد آنذاك طريقاً مهما للقوافل بغرض الحج والتجارة، حيث يختصر المسافات بين مكة المكرمة والطائف بدلا من طريق السيل.
