في لغة محذرة يؤكد الكاتب الصحفي طلال القشقري أن شروط الفتاة السعودية للموافقة على العريس الآن تغيرت بشكل صادم عن الماضي، حتى اختزلن الشروط في شرط واحد فقط هو أن يكون المتقدّم لهنّ ثرياً ثراءً فاحشاً، حتى لو كان مسنًا ممن يطلق عليه “الأب الحلو”.
شروط الموافقة على العريس قديمًا
وفي مقاله “الفتاة السعودية والأب الحلو!!” بصحيفة “المدينة”، يقول القشقري: “في الماضي غير البعيد، لو سُئلَت الفتاة السعودية عن شروطها للموافقة على الزواج بمن يتقدّم لها، لما ابتعدت أجوبتها عن أحد هذه الشروط، أو جُلّها إن لم يكن كلّها.. أن يُحْسِن المتقدّم التعامل معها، ولديه وظيفة براتب يكفي لحياة مستورة، وعمره قريبٌ من عمرها، ويتمتّع بشيء من الوسامة، ويقرب لها أو على الأقل يتأصّل من نفس القبيلة أو الجماعة، ويسمح لها بالتوظّف كي تشاركه تكاليف المعيشة المرتفعة، ويسكنان بعيداً عن أهله، وألّا يُعدّد عليها، وأن يستقدم لها عاملة منزلية ولو بعد حين لتدبير البيت والطبيخ والأطفال، ويُسفّرها للسياحة بين الفينة والأخرى،.. إلخ!”.
بالتصريح وليس بالتلميح.. شرط واحد
ويؤكد “القشقري” على شرط واحد تعلنه الفتيات، ويقول: “أمّا الآن، فقد أظهرت لنا وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتصريح وليس بالتلميح، وبالجهر وليس بالسرّ، أنّ شروط العديد من الفتيات السعوديات قد تغيّرت تماماً وبزاوية ١٨٠ درجة، وأنّهنّ اختزلن الشروط في شرط واحد فقط هو أن يكون المتقدّم لهنّ ثرياً ثراءً فاحشاً، حتّى لو كان متزوّجاً من ثلاث أخريات، وهي تجلس في الكرسيّ الرابع، وحتّى لو كان طاعناً في السنّ، محدودب الظهر وعظيم الكِرْش، وأسنانه تركيبة صناعية، وحتّى لو كان شكل وجهه يقطع الخميرة من البيت كما تقول بعضهنّ، وهذا مَثَلٌ كنايةٌ عن عدم وسامته، فبماذا تنفع الوسامة إن كان فقيراً أو محدود الدخْل؟! وهذه هي وجهة نظرهنّ ببساطة!.. وأولئك الفتيات يُطْلِقْن على مثل هذا المتقدّم اسم Sugar Daddy أو الأب الحلو الذي يصرف عليهنّ ما يُغنيهنّ، ويجعلهنّ يَعِشْنَ حياةً مُرفّهة، فإن قضى نحْبه وَرِثْنَه واستمرّت حياتهنّ السعيدة بالمال وحده ولا شيء غير المال!”.
سوء استغلال لتمكينهنّ في المجتمع
ويعلق الكاتب قائلاً: “هو سلوك يمثّل انقلاباً في النظرة الفتياتية العامّة لمجتمع الرجال، إذ كانت نظرة بريئة فصارت ماكرة، وربّما يعود السلوك لسوء استغلالهنّ لخطوات تمكينهنّ في المجتمع، وهو أحد الآثار الجانبية غير المرغوبة وغير المتوقّعة لهذا التمكين، وأتمنّى أن يكون مرحلة هيجان مؤقّتة يعدن بعدها لفطرتهنّ الاجتماعية السويّة”.
هذا هو الحل
وينهي “القشقري” قائلاً: “الذي يُقلّل حتماً من هذا السلوك هو تحسين أحوال الفتيات المالية، فرواتب الموظّفات منهنّ، خصوصاً في القطاع الخاص متدنّية جداً، ولا تتجاوز الـ٤ آلاف ريال، ولا تكفيهنّ مُخصّصات الضمان الاجتماعي إن كُنّ عاطلات أو مطلّقات، والدنيا (وِلْعَة) بغلائها المتنامي، وحلوة وذات بهجة في أعينهنّ بنفس الوقت، والمال شئن أم أبين أصبح الوسيلة والغاية، فلا نلومهنّ إن بحثن عنه مثل البحث عن الإبرة وسط كومٍ من القشّ، ولو عند الآباء الحلوين، اسم الله عليهم!”.
زر الذهاب إلى الأعلى