يحتفي العالم يوم 11 أبريل من كل عام باليوم العالمي للشلل الرعاش “باركنسون”، بهدف نشر الوعي، وتعزيز سبل البحث عن علاجات جديدة، وإظهار الدعم للمصابين، وخاصة أنه من الأمراض المزمنة، التى يطول علاجها والتى يحتاج فيها المريض بجانب الشق العلاجي إلى الدعم النفسي.
بداية المرض
يبدأ ظهور الأعراض بصورة تدريجية، من خلال حدوث رجفة في إحدى اليدين، تكون في الغالب غير محسوسة أو مرئية، وبعد فترة يمكن ملاحظة جمود في ملامح الوجه، إذ لا يستطيع المريض التعبير، مع عدم تحرك الذراعين بشكل طبيعي، بخلاف التغير في مستوى التعبير الصوتي” التمتمة”.
الأعراض
تختلف الأعراض من شخص إلى آخر، وقد يمكن ملاحظتها مبكرًا، وقد تستمر لسنوات عديدة، حتى يمكن ملاحظتها، وتبدأ بالظهور في جانب واحد من الجسم ، وتشمل المظاهر الرئيسية للمرض..
الارتعاش
غالبًا تبدأ الرعشة المميزة التي تصاحب مرض “باركنسون” في إحدى اليدين، وتظهر على شكل فرك إصبع الإبهام بإصبع السبّابة بحركة متواترة إلى الأمام وإلى الخلف وتُسمّى “رُعاشُ لَفِّ الأَقْراص”، وهذا هو العَرَض الأكثر انتشارًا ولكن لدى نسبة كبيرة من مرضى الباركنسون لا تظهر رجفة قوية يمكن ملاحظتها.
بُطء الحركة
يصاب المريض ببطء في الحركة ويحد المرض من قدرته على تنفيذ الحركات والأعمال الإراديّة و تصبح خطوات المريض أقصر ومتثاقلة، يجرّ قدميه جرًّا أو قد تتجمّد القدمان في مكانهما، الأمر الذي يجعل من الصعب عليه البدء بالخطوة الأولى.
انعدام التوازن
يؤثر المرض على قامة المريض إذ يجعلها محدّبة، بالإضافة إلى معاناة المريض حالة انعدام التوازن، كما يفقد المريض بعضًا من حركاته اللا إرادية، كتحريك الذراعين أثناء المشي، أو المقدرة على الابتسامة، ورمش العين، بخلاف وجود صعوبة في التكلم.
تيبّس العضلات
يصيب باركنسون عضلات الأطراف، ويجعلها في حالة من التيبس نتيجة تأثيره على منطقة مؤخرة الرقبة، مما يقيد من مجال الحركة، بخلاف الألم الشديد المصاحب لمحاولة التحرك.
الخَرَف
يعاني المريض في المراحل المتقدمة مشاكل في الذاكرة، وقد تُساعد الأدوية المستخدمة لمعالجة مرض الزهايمر في تخفيف حدة بعض هذه الأعراض.
الأسباب
ينشأ المرض نتيجة نقص ناقل كيميائي في الدماغ يسمّى دوبامين، نتيجة مَوت خلايا معيّنة في الدّماغ هي المسؤولة عن إنتاج هذا الناقل، ويرى بعض الباحثين، أنه حتى الآن لا يعرف السبب الأول وراء هذا المرض، فيما أوضح بعضهم أن للتغييرات الجينيّة أو للسّموم البيئيّة تأثيرًا على ظهور هذا المرض.
عوامل الخطر
ترتفع نسبة الإصابة مع التقدم في السن، فنادرًا ما يصاب الشباب بداء الباركنسون، كما أن العوامل الوراثية تمثل نسبة 5% من أعداد المصابين، وكشفت الدراسات أن الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء، بالإضافة إلى أن التعرض لسموم قَتل الأعشاب والمبيدات الحشرية يمثل أحد أسباب الإصابة.
المضاعفات
يصاب المرضى بعدة مضاعفات منها، الاكتئاب، واضطراب النوم، ومشاكل في المضغ والبلع، وحدوث مشاكل في التبول، وكذلك في الأداء الجنسي، بخلاف الإصابة بحالة من الإمساك، وقد تسبب بعض الأدوية عددًا من المضاعفات الأخرى كالرّجفان أو الاهتزاز في الذراعين أو في الساقين، والهلوسة، وقلّة النّوم، وهبوط حاد في ضغط الدم عند تغيير الوضعيّة من الجلوس إلى الوقوف.
العلاج
تساعد الأدوية في التغلب على مشاكل المشي وفي السّيطرة على الرجفة، عن طريق رفع مستوى الدوبامين في الدماغ، وكلّما تقدّم المرض قلّت فعالية الدواء وهذا الأمر يتطلّب تغيير الجرعة الدوائيّة، مع إمكانية استخدام أدوية أخرى، وقد تساعد بعض المعالجة الفيزيائية والطبيعية، والتغذية السليمة الصحية، وممارسة النشاط الجسدي في التخفيف من حدة المرض.
الجراحة
تعتبر عملية التحفيز العميق داخل الدماغ من العمليّات الجراحيّة الأكثر انتشارًا لمعالجة المرض، عن طريق زراعة موصل كهربائي في عمق المناطق الدماغية المسؤولة عن حركات الجسم، ويتم اللجوء إلى هذه العملية للأشخاص الموجودين في مراحل متقدّمة جدًّا من المرض والذين لا تستقر حالتهم حتّى بعد تناول الأدوية.
زر الذهاب إلى الأعلى