صوت ارتبط بالقرآن عالميًا وعربيًا ومحليًا، كما ارتبط بالحرمين الشريفين، يسمعه الآلاف فيلمس قلوبهم، وتدمع عيونهم بقراءة عذبة وصوت شجي، وهو الذي إذا ذكرت قراءة القرآن في المغرب العربي عرف، وإذا ذكرت في مشرقه عرف، وكذلك شماله وجنوبه، وقد ذاعت شهرته لإتقانه وعلمه.
بالفعل المقصود هو عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله السديس، والمكنى بأبي عبد الله، المولود في محافظة البكرية بمنطقة القصيم، في عام 1382ه، والذي صار منها أشهر مشايخ وقراء القرآن الكريم.
في عمر الـ 12، أتم عبدالرحمن السديس، حفظ القرآن الكريم، امتثالًا لجهود أبوين أصرا على إلحاقه بجماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض، كان قائمًا عليها الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله آل فريان، وكذلك القارئ والشيخ محمد عبد الماجد ذاكر، وقد أتم حفظه برواية حفص عن عاصم الكوفي، بتقدير ممتاز .
في تلك الفترة وما بعدها، كان السديس يتخذ من أعلام القراء والمحفظين قدوة، وبينهم الشيخ محمد علي حسان، وعنه يقول السديس إنه كان يراه قدوة عليه أن يصبح مثلها، ومن بعد القرآن درس السديس الشريعة ليتخرج في كلية الشريعة بالرياض عام 1403هـ.
الدراسة والتدريس
عقب تخرجه، عين السديس معيدًا في كلية الشريعة، وفي الوقت نفسه، اجتاز المرحلة التمهيدية المنهجية بتقدير ممتاز، ليعمل بعدها إمامًا وخطيبًا ومقرئًا للقرآن في عدد من مساجد مدينة الرياض، آخرها مسجد الشيخ عبد الرازق عفيفي.
في عام 1408، حصل الشيخ السديس، على درجة الماجستير بتقدير ممتاز من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قسم أصول الفقه عن رسالته المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي، ليعمل بعدها محاضرًا في قسم القضاء بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
كما حصل السديس على درجة الدكتوراة العلمية بتقدير ممتاز، مع التوصية بطبع الرسالة “الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء ابن عقيل الحنبلي: دراسة تحقيق” وكان ذلك عام 1416 هجرية، ليعين بعدها أستاذا مساعدا في كلية الشريعة.
السديس في المسجد الحرام
وفي شعبان من العام 1404هـ، صدر توجيه كريم بتعيين السديس كإمام وخطيب بالمسجد الحرام، ليكون بذلك أقدم أئمة الحرم وأصغرهم سنًا (22 عامًا)، وكانت أول خطبه في رمضان من العام نفسه بصلاة العصر.
في يوم الثلاثاء، 16-6-1433هـ، عين السديس رئيسًا عامًا لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بمرسوم ملكي من الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.
رحلات دعوية
وإلى جانب القراءة والإمامة، قام السديس بالكثير من الرحلات الدعوية داخل المملكة وخارجها، شملت الكثير من الدول العربية والأجنبية، ليشارك في ملتقيات ومؤتمرات وافتتاحات لمساجد ومراكز إسلامية عربيًا وعالميًا، ليكون أهلاً لترشيح الشيخ ابن باز رحمه الله؛ له لعضوية الهيئة الشرعية للإغاثة الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي.
مسيرة ناجحة
وحتى اللحظة يكون السديس قد قضى 39 عامًا في رحاب القرآن كقارئ في الحرم المكي، ليبث بصوته الخشوع في صدور رواده، وليقصد الناس الحرم باحثين عن ليلة يؤمهم فيها عبد الرحمن السديس.
39 عامًا قضاها “السديس” في رحاب الحرم المكي الشريف بصوته الندي الذي يشرح النفس، ويملؤها راحة وطمأنينة، وبدعواته التي تبعث الروحانية والخشوع والراحة والطمأنينة لدى المصلين في الحرم، وملايين المشاهدين والمستمعين على مستوى العالم.
زر الذهاب إلى الأعلى