بعد اكتشافها في حلوى شهيرة.. كل ما تود معرفته عن بكتيريا “السالمونيلا” وطرق الوقاية منها

أكد استشاري الأمراض المعدية، الدكتور عويضة الدوسري، أن بكتيريا “السالمونيلا ” منتشرة على نطاق واسع في العالم وخاصة في الدول النامية.

وقال “الدوسري” إن السالمونيلا تصنف من البكتريا سالبة الجرام ولها العديد من السلالات المتنوعة منها ما هو ضار ومعدٍ ومنها ما هو غير ضار بالبشر.

الحاضن الأساسي لها

وأوضح أن الجهاز المعوي الهضمي لدى البشر والحيوانات يعتبر الحاضن الأساسي والبيئة المُثلى لهذا النوع من الجراثيم؛ حيث تتكاثر وتسبب العديد من الأمراض والمضاعفات، مبينًا أن فضلات الأشخاص أو الحيوانات المصابة بهذه البكتيريا هي الناقل الرئيس لهذه العدوى في حال تلوثت الأطعمة والأشربة بها.

وأضاف أنه بالرغم من أن الإصابة بهذه العدوى قد لا تتسبب في حدوث أعراض عند معظم المصابين؛ بحيث لا يشعر المصاب بأي شيء، إلا أن البعض قد يتعرض لنزلات معوية حادة تختلف في شدتها وأعراضها من مصاب لآخر، مشيرًا إلى أن بعض سلالات “السالمونيلا ” قد تسبب مرض حمى التيفويد المعروف بخطورته الشديدة وتسببه في الوفاة إذا لم يتم علاجه على الفور.

أعراض المرض

وبين أن من الأعراض المصاحبة لداء “السالمونيلا المعوي” الغثيان والقيء أو الاستفراغ، كما قد يشعر المريض بتقلصات معوية، وقد تتسبب البكتيريا في إسهال حاد مصحوب بخروج الـدم مع الفضلات، بالإضافة لارتفاع في درجات الحرارة.

وبين أن مجمل هذه الأعراض تحدث بعد مضي يومين إلى ثلاثة أيام بعد التعرض لهذه العدوى عن طريق الأغذية الملوثة، ويستمر ظهور هذه الأعراض لأسبوع أو أقل، وقد يستمر تلبك الأمعاء لفترات طويلة تمتد لأشهر عند بعض المصابين.

مسببات المرض

وقال “الدوسري” مؤخرًا إنه تم اكتشاف تلوث بكتيري بـ”السالمونيلا” في حلوى ونوع معين من الشوكولاتة وتم استدعاء الكميات المشتبه بتلوثها من قبل الشركة المصنعة، مضيفًا أن الإصابة عن طريق الأطعمة الملوثة الأخرى هي الأكثر شيوعا.

وبين أن معظم الدراسات السابقة وجدت أن لحوم الدواجن والبيض النيء وبعض الفواكه والخضراوات قد تكون من أكثر الأطعمة التي تمثل بيئة خصبة لتكاثر بكتيريا “السالمونيلا”، كما أن اقتناء بعض أنواع الطيور و الزواحف كالسلاحف المصابة سبب في انتقال المرض للبشر.

وأشار إلى أن الإصابة “بالسالمونيلا المعوية” لا تفرق بين الشخص السليم والأشخاص ذوي المناعة المنخفضة، وأن مرضى فيروس نقص المناعة المكتسب ومن يعانون الأنيميا المنجلية أو سرطان الـدم بمختلف أنواعه ومن يستخدمون عقارات “الكورتيزون” هم أكثر عرضة من غيرهم للتأثر وحدوث المضاعفات حال إصابتهم بهذه العدوى.

وأضاف أنه قد لا يتنبه معظم الأشخاص لأعراض الإصابة إلا أن الالتهاب المعوي المصاحب لهذه البكتيريا قد يسبب جفافا حادًّا يؤدي لهبوط ضغط الدم وفشل كلوي حاد ونقص في خضاب الـدم أو ما يسمى بفقر الـدم، وفي حال استطاعت البكتيريا الوصول لمجرى الـدم، قد يصاب المريض بإنتان في الـدم والتهاب في بطانة القلب والأوعية الدموية.

كما أنها قد تسبب التهاباً في الأغشية المحيطة بالدماغ أو ما يعرف بالتهاب السحايا، بالإضافة لكونها قد تسبب التهاباً في المفاصل أو العظام، مشيرا إلى أن هذه المضاعفات برغم خطورتها واحتمال حدوث وفاة -لا قدر الله- إلا أنها تعد نادرة جدًا مقارنة بالتهاب الأمعاء الحاد.

نصائح للوقاية من الإصابة

وأكد “الدوسري” أنه يجب على الأشخاص أصحاب المناعة المنخفضة تحديدًا وغيرهم من الأصحاء، الوقاية و تجنب تناول الأطعمة الملوثة التي تم تحضيرها في بيئات غير صحية مثل “أطعمة الشوارع والطرقات في بعض الدول النامية” وتناول أطعمة نظيفة.

العلاج من المرض

وأوضح أن العلاج يختلف بحسب حدة الحالات والمضاعفات الناشئة تباعًا، مؤكدًا أنه يجب زيارة الطبيب للتشخيص والعلاج المشتمل بشكل أساسي على المحاليل الوريدية أو محاليل الأملاح الفموية، كما ينصح بتناول السوائل والأملاح لتعويض نقصها الناتج من الإسهال الحاد.