يرتبط شهر رمضان المبارك بالعادات والتقاليد وأجواء وطقوس خاصة تختلف باختلاف الدول العربية والإسلامية، حيث غالباً ما يصاحب ذلك الشهر ممارسات وعادات تختص بتلك المناسبة.
وتجتمع أغلبية الشعوب العربية والمسلمة على عدد من العادات والتقاليد خلال شهر رمضان المبارك، إلا أن لكل شعب عاداته الخاصة في هذا الشهر، بين سلوكيات معينة، أو وجبات لا تغيب عن سفرة الإفطار الرمضاني.
ويتميز شهر رمضان في العراق بعادات متوارثة بنكهة خاصة، حيث العادات المتجذرة في التاريخ والتقاليد الراسخة في الوجدان، والتنوع الثقافي في التفاصيل.
ونستعرض في التقرير التالي أبرز العادات والتقاليد المتوارثة في العراق خلال شهر رمضان:
تبادل الأطباق
ومن العادات والطقوس الرمضانية المتوارثة في العراق، تبادل الأقارب والجيران للوجبات الرمضانية بين بعضهم البعض، حيث يرسلون كمية من إفطارهم وشرابهم للجيران، كذلك يحمل بعض المصلين أطباق الطعام من منازلهم إلى المساجد لتشكّل مع أذان المغرب مائدة طويلة، يصطف حولها رواد المسجد لتناول الإفطار.
لعبة المحيبس
من أشهر العادات الرمضانية في العراق هي لعبة المحيبس، وهي تصغير لكلمة محبس أي خاتم ويتم لعبها بفريقين وبأي عدد من المشتركين، وتقوم فكرة اللعبة على تنافس لاعبي الفريقين بإخفاء خاتم في يد أحدهم، ثم يجب على الفريق المنافس العثور عليه في لعبة تحتاج إلى الكثير من المهارة والحظ أيضا.
وتعاد اللعبة عدداً من المرات حتى الوصول إلى عدد معين من النقاط حتى يفوز أحد الفرق ويدفع الفريق الخاسر كلفة الحلويات التي توزع على الفريقين والمشاهدين، وعادة ما ترافق اللعبة مجموعة من الأهازيج والأغاني التراثية.
أكلات شعبية
تتفنن العوائل العراقية في الأيام الأولى لشهر رمضان بإعداد أصناف خاصة من الطعام، تكون أندر حضورا في أيام العام الأخرى، ويصنع العراقيون أطباق “الرز بالباقلاء” أو “الرز البرياني” لتناولها إلى جانب أصناف أخرى مثل حساء العدس، فيما يتفننون بصناعة حلوى “المحلبي” وهي حلوى تصنع من الحليب والسكر والنشا، وحلوى “الداطلي” وهي عوامات مقلية في الزيت وماء السكر، وحلوى “الكنافة” و “زنود الست”.
ماجينة
ينزل عدد كبير من الأطفال بأزياء ملونة عقب الفطور خاصة في المناطق الشعبية والتراثية، وهم يغنون “ماجينة يا ماجينة، حلي الكيس واعطينا”، ويدق الأطفال الأبواب ويجيبهم الناس بإعطائهم التمر أو حلويات متنوعة أو مبالغ مالية صغيرة.
لكن هذا التقليد بدأ يختفي في الكثير من مناطق البلاد، عدا في مناطق البصرة القديمة، حيث يطلق على هذا التقليد اسم “القرقيعان” ويشترك فيه الكبار أيضا.
أبو طبيلة
هو شخصية رمضانية شهيرة بقيت حاضرة في قلوب العراقيين والبغداديين، رغم الحداثة والتطور التقني، حيث ظل مستمراً يعمل في بغداد والمحافظات وكثير من مدن العالم العربي والإسلامي.
ويطلق عليه أبناء البصرة “المسحرجي”، أو “أبو طبل”، أو “أبو طبيلة”، نسبة للآلة التي يحملها، وهي “الطبلة” التي يدق عليها وهو يتجول قبل الفجر في الشوارع ليذكّر سكانها بتناول وجبة السحور قبل أن يرفع أذان الفجر، وفي الأيام الأولى للشهر، يتحول مرور المسحرجي إلى ما يشبه الاحتفال في الشارع.