تُعد الغيبوبة الكبدية المرحلة الأخيرة من مراحل تضرر وفشل الكبد، وهي تعبّر عن حالة من الاعتلال الدماغي تنتاب مرضى الكبد؛ نتيجة تراكم كمية كبيرة من السموم في الدم.
ويصاب الكبد بالتليف والضرر والفشل نتيجةً لإصابة المريض بالفيروسات الكبدية الالتهابية B و C، والتي تودي بحياة 1.4 مليون شخص سنوياً حول العالم، أو نتيجة بعض الأمراض الوراثية التي تنتقل من الأم لجنينها أثناء الحمل.
وفيما يلي نستعرض أبرز أنواع وأسباب وأعراض وعلاجات الغيبوبة الكبدية:
أنواع الغيبوبة الكبدية
يمكن تصنيف حالات الغيبوبة الكبدية للمرض من خلال الأعراض أو المسببات، حيث تنقسم إلى نوعين وفقاً للأعراض، الأولى مرحلة ما قبل الغيبوبة وتظهر على شكل حالة من الاعتلال الدماغي وفقدان التركيز الشديد دون إغماء، والثانية مرحلة الغيبوبة الكاملة التي تستدعي النقل الفوري إلى غرف العناية الفائقة بالمستشفى نظراً لخطورتها.
كما يمكن تصنيف الغيبوبة الكبدية وفقاً للمسببات، حيث تنشأ الغيبوبة الناتجة عن تضرر خلايا الكبد بسبب الالتهاب الكبدي الفيروسي، أو التسمم بالفطر، أو بمواد كيميائية معينة، فيما تنشأ الغيبوبة الناتجة عن تحويلة الكبد بسبب عدم مرور الدم الخارج من الأمعاء عبر الكبد، ويلجأ الأطباء في هذه الحالة لعمل مفاغرة معوية.
الأسباب
ويمكن تلخيص أسباب الإصابة بالغيبوبة عند مرضى الكبد، في الإفراط في تناول الكحوليات، والتسمم الدوائي بمضادات الاكتئاب والحبوب المنومة، والإصابة بنزيف في الجهاز الهضمي، وتناول جرعة كبيرة من الحبوب المخدرة، والإفراط في تناول الأغذية البروتينية.
الأعراض
يدخل المريض في غيبوبة الكبد عندما يصبح غير قادر على الحركة، ولا يستطيع أن يعبر بوجهه عما يشعر به كالمعتاد، ويصبح الوجه أشبه بالقناع، ويتوسع بؤبؤ العين ويتوقف عن الاستجابة للضوء، ويصل الأمر إلى الانخفاض الحاد في ضغط الدم والنبض والتوقف تماماً عن التنفس.
فيما تظهر مجموعة من العلامات قبل الدخول في الغيبوبة؛ ومن أبرزها: “تشوش في العقل وبكاء دائم، واصفرار البشرة، ورائحة غريبة في الفم، وتشنجات في عضلات الفكين والأطراف والوجه، وارتجاف الكفين عند مدهما للأمام، وبطء في التفكير وخلل في التوازن”.
العلاج
تختلف طرق العلاج وفقاً لنوع الغيبوبة الكبدية وحدتها، وتضم أدوية تقليل درجة السمية في الكبد، وإعادة تحسين وظائف خلايا الكبد المتضررة، وتشمل المضادات الحيوية والملينات التي تساعد على سحب السموم إلى القولون نتيجة تحفيز حركة الأمعاء المستمرة؛ وبالتالي إزالة السموم من الجسم.