يعتبر يوم عرفة من أعظم الأيّام التي تمرّ على المسلمين، فهو يأتي ضمن الأيام العشرة الفضيلة من ذي الحجة، وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة.
وليوم عرفة فضل عظيم، ليس للحجيج وحدهم، بل للمسلمين كافة، الحاج وغير الحاج، لما خص الله هذا اليوم من فضائل، ووعد عباده بالمغفرة والعتق من النيران، ويقف الحجاج في هذا اليوم على جبل عرفات، وتُقام عند جبل عرفة أهم مناسك الحج، والتي تسمى بوقفة عرفة.
واكتسب جبل عرفة أهميتَه الدينيّة لدى المسلمين من فريضةِ الحجّ، حيث يُعدّ الوقوف به أهم أركان الحج حيث يقف الحجاج عنده اليوم التاسع من شهر ذي الحجة وهو كما قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه”.
مشعر خارج الحرم
يتميز مشعر عرفات، بكونه المشعر الوحيد الذى يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهلٍ منبسط، ويقع على الطريق الرابط بين مكة والطائف، به جبل عرفات المسمى جبل “الرحمة” الذي يصل طوله إلى 300 متر.
وقته وحكمه
يبدأ يوم عرفة من فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، ويمتد إلى طلوع الفجر من يوم عيد النحر، وينتهي وقت الوقوف بعرفة بالنسبة للحُجّاج بغروب شمس التاسع من ذي الحجة، ويُمثّل الوقوف بعرفة أهم أركان الحج، ولا يصح الحج إلا به، ومن فاته الوقوف بعرفة فاته الحج.
مناسك يوم عرفة
شعائر هذا اليوم تبدأ بعد أن يصلي الحجاج صلاة الفجر فى منى فينتظرون إلى شروق الشمس، ثم يسلكون بعدها طريقهم إلى عرفة ويقضون فيه النهار كله حتى غروب الشمس، ويتخلل اليوم خطبة يلقيها إمام الحجاج ويستمعون إليها عند زوال الشمس ثم يصلون خلفه الظهر والعصر جمعا وقصرا، بأذان واحد وإقامتين، والسنة أن يصلي الحجاج فى مسجد نمرة.
سبب تسميته
وقد تعددت الروايات حول سبب تسمية عرفة بهذا الاسم، ومنها، أن آدم عرف حواء فيها، وأن أن جبريل عرَّف إبراهيم فيها المناسك، وأن فيه يتعارف الناس، وأن الكلمة مأخوذة من العَرْف وهو الطيب، كونها مُقدَّسة.
مكان جبل عرفات وحدوده
يقع جبل عرفة خارج حدود الحرم، على الطريق الذي يربط بين مكة والطائف، حيث يقع شرقي مكة بنحو 20 كم وعلى بعد 10 كم من منى و6 كم من مزدلفة، وإجمالي مساحته تُقدّر بحوالي 10,4 كم²، وعرفات عبارة عن سهل منبسط محاط بسلسلة من الجبال يأخذ شكل القوس، يبلغ طولها حوالي ميلين وعرضها كذلك.
ويحده من كل الجوانب العديد من المدن والجبال المختلفة، فسنجد أنه من جهة الحرم يحده الأراك ونمرة والثوية وذي المجاز، أما بالنسبة للجوانب الثلاثة الباقية فيحدهم مجموعة من الجبال ومن أشهر تلك الجبال جبل أم الرضوم وهو جبل كبير جدًا، لذلك وضع عليه عدة أعلام توضح بدايته ونهايته ليراه المارون، وتتواجد بطن عرنة في وسط تلك الأعلام بالقرب من وادي عرفة والقصر المعروف آل مالك، ويصل طوله إلي ميلين، وبطن عرنة هي عبارة عن سهل يحوطه من كل الجوانب والنواحي مجموعة وسلسلة من الجبال، بما يشبه شكل القوس بنسبة كبيرة.
مسجد نمرة
عندما يقف الحجيج في عرفات يكون أمامهم مسجد “نَمرة” وهو جبل نزل به النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في خيمة، ثم خطب في وادي عرنة بعد زوال الشمس، وصلى الظهر والعصر قصرًا وجمعًا، جمع تقديم، وبعد غروب الشمس تحرك منه إلى مزدلفة.