تمضي المملكة قدمًا نحو توثيق علاقاتها مع مختلف دول العالم، وهو ما يمثل ركيزة رئيسية في إستراتيجية المملكة الدولية، والتي تعتمد بشكل رئيسي على التعاون الاقتصادي والتجاري مع هذه البلدان.
وتفتح زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لليونان، آفاقًا جديدة للعلاقات بين البلدين، بما يسهم في توثيقها وتماسك الروابط على كافة المستويات الاقتصادية بينهما.
روابط اقتصادية
بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة واليونان خلال السنوات الست الماضية 9 مليارات دولار، وتجاوز حجم الصادرات السعودية غير النفطية إلى اليونان خلال العام الماضي 176 مليون دولار، بنمو قدره 21%.
وأسهم الصندوق الصناعي في دعم وتمويل 4 مشروعات مشتركة مع اليونان، بقيمة تمويل تتجاوز 80 مليون ريال، كما يساهم بنك التصدير والاستيراد السعودي في تمويل الشركات السعودية المصدرة إلى اليونان، وبلغت قيمة تمويلاته 5 ملايين ريال.
الاتصالات وتقنية المعلومات
ولم يقف التعاون بين البلدين عند التبادل التجاري، حيث امتد إلى العديد من المجالات، بما في ذلك مجال الاتصالات وتقنية المعلومات حيث بدأ بالعمل على تنفيذ مشروع مشترك لبناء كيبل بحري ليكون خط بيانات للربط بين البلدين، كما تم تفعيل مبادرة مشتركة لتبني التقنيات الحديثة والخدمات الرقمية والصناعات التقنية، وتشمل الجيل الخامس، والفضاء والأقمار الصناعية، والتلفزيون المدفوع، والترفيه المنزلي، وفتح المجال لتشجيع الفرص الاستثمارية في تطوير قطاع الاتصالات والبنية الرقمية.
روابط ثقافية
وعلى المستوى الثقافي، تجمع البلدين العديد من الروابط في هذا المجال، حيث تعمل وزارة الثقافة على التباحث مع الجانب اليوناني لتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الثقافي، إضافة إلى العمل على إعداد برنامج تعاون ثقافي، يتضمن برامج فنية وثقافية في البلدين، ومشاركة الجانب اليوناني في المهرجانات الثقافية في المملكة، فضلًا عن إقامة الأسبوع الثقافي اليوناني في المملكة، والأسبوع الثقافي السعودي في اليونان.
مجالات الطاقة
وبشأن ملفات الطاقة، تتطلع المملكة إلى الاستفادة من أوجه التعاون الثنائية الحالية والمستقبلية مع اليونان في قطاعات الطاقة، لا سيما قطاع البترول والغاز والبتروكيماويات، واستدامة الطلب على البترول والاقتصاد الدائري للكربون، والطاقة المتجددة، وقطاع الكهرباء، والذكاء الاصطناعي.
كما يركز التعاون بين البلدين على توطين وتطوير المحتوى المحلي للمنتجات والخدمات ذات الأولوية للتوطين في قطاعات النفط والغاز وإنتاج الكهرباء والطاقة المتجددة، والابتكار والتطوير في مجال طاقة الرياح، وكذلك الاستفادة من الحلول المبتكرة والمطورة في اليونان لمساعدة المملكة في تحقيق أهداف مبادرة السعودية الخضراء.
اتفاق بالرؤى السياسية
وخلال زيارة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ولقائه بولي العهد العام الماضي، تبادل الجانبان وجهات النظر حيال الأوضاع في منطقتيهما، والقضايا السياسية والأزمات في منطقة الشرق الأوسط والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.
واتفق الجانبان على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين ووقف جميع أشكال التدخل في الشؤون الداخلية للدول لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وهو ما مثل اتفاق في الرؤى السياسية العامة للبلدين.
وأكد البلدان التزامهما القوي بالقانون الدولي على أساس المبادئ الرئيسية لحرمة الحدود، وسلامة أراضي الدول ذات السيادة، بما في ذلك الحقوق السيادية على مناطقها البحرية وفقاً للقانون الدولي، ولا سيما اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وكذلك التزام جميع الدول بالامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها وفقاً لميثاق الأمم المتحدة.
منتدى الاستثمار السعودي اليوناني
وفي مساع واضحة لتعزيز التجارة بين البلدين، انعقد منتدى الاستثمار السعودي اليوناني برئاسة وزير الاستثمار خالد الفالح، ووزير التطوير والاستثمار اليوناني أدونيس جورجيادس في اليونان مايو الماضي.
وشهد المنتدى توقيع مذكرة التفاهم بين رئيس اتحاد الغرف التجارية السعودية عجلان العجلان، ورئيس اللجنة التنفيذية باتحاد الشركات اليونانية، إفثيميوس فيداليس، لتأسيس مجلس أعمال مشترك بين المملكة واليونان، والذي يهدف في المقام الرئيسي إلى فتح مجالات نوعية جديدة للتعاون الاقتصادي وتسهيل التفاعل المستمر بين قطاعي الأعمال لدى الدولتين، والعمل على إزالة التحديات والمعوقات.
زر الذهاب إلى الأعلى