تزخز مسيرة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، بالعديد من الإنجازات الملهمة للشباب، والداعمة للأفكار التي تتطلع دائما للنظر برؤية تطورية نحو المستقبل.
وتجسد ذلك في تصريحاته ومواقفه الإنسانية والدولية مرورا بمشروعاته التي تسعى للتقدم ورفع مسيرة التنمية في المملكة، وإعلاء شأنها عالميا في مختلف المجالات.
نشأة ومسيرة تعليمية
كانت مدينة الرياض المنشأ لولي العهد، ففيها كانت ولادته عام 1985، وفيها تَلقَّى تعليمه حتى أنهى دراسته الثانوية في عام 2003، ليصبح من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة، واستكمل رحلته بحصوله على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، حائزًا على الترتيب الثاني على دفعته، كما حصل على العديد من الدورات المتخصصة.
مسيرة عملية
لم تأت خبرة ولي العهد ونظرته الثاقبة نحوالمستقبل من فراغ، وإنما جاءت بعد توليه مسؤوليات ومناصب عدة، حيث عُيّن مستشارًا متفرغًا في هيئة الخبراء بمجلس الوزراء في 10 أبريل 2007، ثم تم تعينه في 2009 في إمارة منطقة الرياض مستشارًا خاصاً لوالده الذي كان حينها أميرا للرياض ثم تولى بعد ذلك منصب مستشار غير متفرغ.
وفي عام 2012 أصبح ولي العهد مستشارًا خاصًا ومشرفًا على المكتب والشؤون الخاصة لوالده الذي شغل حينها منصب ولي العهد كما استمر عمله أثناء ذلك في منصبه مستشارًا غير متفرغ في هيئة الخبراء حتى 3 مارس 2013، وبعدها صدر أمرٌ ملكي بتعيينه رئيسًا لديوان سمو ولي العهد ومستشارًا خاصًا له بمرتبة وزير.
وتدرجت مناصبه فيما بعد حيث تقلد منصب المشرف العام على مكتب وزير الدفاع إلى مهام عمله السابقة، وبعد أن تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم تولى ولي العهد وزارة الدفاع بالإضافة إلى تعيينه رئيسًا للديوان الملكي ومستشارًا خاصًا للملك، كما تم إنشاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة الأمير محمد بن سلمان.
ملفات هامة ورؤية 2030
ركز ولي العهد على عدة ملفات هامة تستهدف نهضة المملكة في كافة المجالات، وكان أبرز ما تم في هذا الشأن إطلاق رؤية المملكة 2030 التي أعدها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة الأمير ذاته، وتبع ذلك إطلاق برنامج التحول الوطني الذي يعد أحد برامج الرؤية.
وركزت الرؤية على جوانب عدة أبرزها إنشاء صندوق سيادي يشكل قوة استثمارية، وتم ترجمة ذلك بالفعل بإنشاء صندوق الاستثمارات العامة، كما ركزت الرؤية على زيادة الإيرادات غير النفطية، والاهتمام بالصناعات العسكرية، وزيادة أعداد المعتمرين، والتركيز على مشروعات البنية التحتية لمشاريع الإسكان، فضلا عن التركيز على ملف التوظيف والقطاع الخاص.
كما اهتمت الرؤية بزيادة مشاركة النساء في سوق العمل، وخفض نسبة البطالة بين المواطنين، وزيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي، ومكافحة الفساد، والاهتمام بالبيئة والتوجه نحو الطاقة المتجددة وغير التقليدية، والاهتمام بالتوطين.
مشاريع تتطلع لمستقبل أفضل
كشف ولي العهد عن عدة مشاريع هامة تم التركيز عند تخطيطها على الاستفادة من التقنيات المتقدمة والثروات والمقومات الطبيعية في المملكة والمحافظة عليها بشكل جمالي يحقق نهضة اقتصادية ويرفع من جودة الحياة ويزيد من قوة الاقتصاد الوطني، وتُرجم ذلك في إعلان مشروع أمالا، ومشروع نيوم، ومشروع أوكساجون، ومشروع القدية، ومشروع تروجينا للسياحة الجبلية، ومشروع ذا لاين.
وكشف ولي العهد أيضا عن مشروعات تهتم بملفات أخرى مثل مشروع “رؤية المدينة” في منطقة شرق المسجد النبوى الشريف، بهدف تطوير الخدمات المقدمة للمعتمرين.
الطاقة والرياضة والمرأة والتعليم
امتدت لمسات ولي العهد ورؤيته التطورية لقطاعات أخرى استهدفت المرأة وملفات الرياضة والطاقة والتعليم، وتجسد ذلك في عدة قرارات منها السماح للمرأة بالقيادة، وإلغاء نظام الولاية عليها، وإطلاق مشروع سكاكا للطاقة الشمسية، وإعلان مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وتدشين مشاريع استراتيجية في مجالات الطاقة المتجددة والذرية وتحلية المياه والطب الجيني وصناعة الطائرات،من بينها أول مفاعل للأبحاث النووية.
كما أطلق الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، كما عمل على تحفيز الرياضيين وأصحاب الإنجازات سواء كانوا أفراداً أم أندية ومنتخبات، وحرص على استقبال نماذج منهم باعتبارهم قدوة وطنية ترفع راية المملكة في مختلف المحافل الرياضية، فضلا عن حضوره مناسبات وأحداث رياضية هامة، وبخلاف ذلك أطلق الأمير محمد بن سلمان برنامج تنمية القدرات البشرية الذي يهدف إلى إصلاح نظام التعليم.
مكافحة الفساد
أكدت تصريحات ولي العهد على أن المملكة عازمة على محاربة الفساد بكافة أشكاله وأنواعه، وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين شهد عام 2017 تشكيل اللجنة العليا لمكافحة الفساد برئاسة محمد بن سلمان، تتولى عدة مهام منها حصر المخالفات في قضايا الفساد العام، والتحقيق وإصدار أوامر القبض والمنع من السفر، وتتبع الأموال والأصول ومنع نقلها أو تحويلها من قبل الأشخاص.
كما تولت اللجنة أيضا اتخاذ ما يلزم مع المتورطين في قضايا الفساد العام وإعادة الأموال للخزينة العامة للدولة، وأثمر ذلك عن وصول متحصلات تسويات مكافحة الفساد ما بين عامي 2017 و2020 إلى 247 مليار ريال، كما تقدمت المملكة سبعة مراكز عالمية في ترتيب مؤشر مدركات الفساد لعام 2019؛ حاصدةً المركز الـ51 عالميًّا من أصل 180 دولة.
إصلاحات اقتصادية
ركزت الإصلاحات الاقتصادية على عدة جوانب مُستهدِفة زيادة الاستثمارات وتنويع المصادر التي يعتمد عليها اقتصاد المملكة، وتم في إطار ذلك إطلاق ولي العهد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار التي تهدف إلى دعم نمو الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره ورفع إسهام القطاع الخاص في الناتج المحلي، وتطوير خطط استثمارية لعدة قطاعات منها الصناعة، والنقل والخدمات اللوجستية، والسياحة، والبنية التحتية الرقمية، والرعاية الصحية، وزيادة نسبة الصادرات غير النفطية.
مواقف إنسانية ودولية مشرفة
وعلى الصعيد الدولي والإنساني كان ولي العهد حاضرا في هذين الجانبين، فعلى المستوى الدولي اهتم ولي العهد بتمثيل الوطن في مؤتمرات وأحداث دولية هامة مثل مؤتمرات قمة الدول العشرين، بجانب جولاته الخارجية لدول القارة الأوروبية والآسيوية والعربية، والتي ترجمت جميعها إلى شراكات وتعاونات واستثمارات مع هذه الدول في مختلف المجالات، وكان آخر هذه الجولات زيارته الأردن ومصر وتركيا وفرنسا واليونان.
وعلى الصعيد الإنساني كان للأمير محمد بن سلمان توجيهات مدت يد العون للآخرين، ومنها توجيه صدر منه باستضافة مواطن يمني مع أسرته لأداء العمرة، ونقل مواطن من شرم الشيخ في مصر إلى المملكة للعلاج، كما مكنت وساطة ولي العهد على المستوى الدولي من إطلاق سراح 10 أسرى لدى روسيا وأوكرانيا، وحظي هذا الموقف بعدة إشادات وترحيب من عدة دول ومنها بريطانيا وأمريكا والسويد.
هيبة دولية
لفتت إنجازات ولي العهد ورؤيته الطموحة أنظار العالم وحظيت باحترام وإشادات كثيرة، وفي عام 2017 اختار قراء مجلة “تايم” الأمريكية ولي العهد كشخصية العام، كما أعلنت المجلة ذاتها أنه ضمن قائمة أكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم لعام 2018، وفي مطلع العام الجاري حصد الأمير محمد بن سلمان لقب الشخصية العربية الأبرز لعام 2021 وفق استطلاع لموقع “روسيا اليوم”.
