بعد توقف لمدة 12 عاما، بسبب الحرب العالمية الثانية، تقدمت البرازيل بطلب لاستضافة النسخة الرابعة لكأس العالم 1950، بعد عجز الدول الأوروبية بعد خروجهم من الحرب، وتم منع ألمانيا واليابان -اللتين كانتا ما زالتا محتلتين- من المشاركة في التصفيات.
ورفض عدد من المنتخبات المشاركة في البطولة، كان أغربها انسحاب منتخب الهند بسبب رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم، مشاركتهم حفاة مثلما لعبوا في أولمبياد 1948.
وشاركت منتخبات البرازيل والمكسيك ويوغوسلافيا وسويسرا وإنجلترا وإسبانيا وتشيلي وأمريكا والسويد وإيطاليا والبارغواي والأوروغواي وفرنسا وبوليفيا، في حين انسحبت الهند وإسكتلندا وتركيا، قبل أن يدعو فيفا فرنسا والبرتغال وإيرلندا، لكن فرنسا وحدها هي التي رحبت بالمشاركة.
وقسم الـ14 فريقا على أربع مجموعات، بتفاصيل أربعة فرق في المجموعتين الأولى والثانية، وثلاثة منتخبات في آخر مجموعتين، وتصدرت البرازيل، وإسبانيا، الأوروغواي، السويد المجموعات الأربع للبطولة، وتأهلت للدور نصف النهائي الذي أقيم بنظام الدوري من دور واحد، والأكثر نقاط يتوج باللقب.
ولعب الدور النهائي بنظام مجموعة مكونة من أربعة فرق، إذ يتحصل الفائز في كل مباراة على نقطتين، مقابل نقطة للتعادل، وكانت المنافسة منحصرة بين الأوروغواي والبرازيل في النهاية.
وأقيمت المباراة النهائية على ملعب ماراكانا اللي كان يتسع حينها لـ 205 آلاف مشجع، وكانت البرازيل الأقرب للتتويج للعبها بفرصتين هما الفوز والتعادل، والأوروغواي بفرصة الفوز فقط، وكان الغريب، أنه قبل يوم من المباراة، احتفلت الصحف البرازيلية والجماهير بالفوز وتحقيق الكأس.
وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، وفي الدقيقة الأولى من الشوط الثاني، سجل فرايشا أول أهداف البرازيل، ثم سجلت الأوروغواي هدف التعادل عن طريق سيكافينو، ورغم ذلك مازال اللقب لصالح البرازيل.
وعادت الأوروغواي وزادت من الضغط حتى الدقيقة 80، سجل اللاعب قيقيا الهدف الثاني بسبب خطأ من الحارس باربوسا اللي فتح الزاوية، في هدف وُصف بالساذج، وانتهت المباراة على هذه النتيجة وتوجت الأوروغواي باللقب، وسط صدمة وذهول في المدرجات البرازيلية.
وخيم الحزن الكبير على كثير من اللاعبين الذين أعلنوا اعتزالهم آنذاك، وأغلقت المحلات والمتاجر في البرازيل، وأعلن الاتحاد البرازيلي الحداد لمدة ثلاثة أيام.
أما الضحية الأكبر فكان الحارس باربوسا، الذي واجه ظلم ونبذ من المجتمع بسبب الخطأ الذي تسبب فيه، وأصبح الكل يكرهه، واستمر كره المجتمع له لأكثر من 43 عاما إلى أن توفي.
