أقيمت النسخة الـ 15 من بطولة كأس العالم 1994، في الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة في تاريخها، وشهدت هذه البطولة مشاركة المنتخب السعودي لأول مرة في تاريخه، وقدم مستوى كبيرا أهّله للدور الثاني بعد فوزه على المغرب وبلجيكا، والتي سجل فيها سعيد العويران، واحدًا من أجمل أهداف المونديال طول تاريخه.
كما شهدت هذه النسخة العديد من الأحداث التاريخية مثل تسجيل رقم قياسي في عدد الجماهير التي حضرت، وإنهاء مشوار دييغو مارادونا مع الأرجنتين بفضيحة بعدما كشفت الاختبارات عن تعاطيه المنشطات ليستبعد من منافسات البطولة، كما سجلت هذه النسخة اغتيال اللاعب الكولومبي أندريس أسكوبار بعد أيام قليلة من عودته إلى بلاده بسبب الهدف الذي سجله عن طريق الخطأ في مرمى فريقه خلال المباراة أمام المنتخب الأمريكي.
ورشح نجم البرازيل حينها منتخب كولومبيا، ليكون بطل البطولة، لأنها فازت في التصفيات على الأرجنتين (5-0)، ولكن الترشيح سبّب ضغطًا على الكولومبيين، وخسروا في أول مباراتين، وخرجوا من الدور الأول.
وسجل اللاعب أندريس سكوبار، هدفًا بالخطأ في مرماه في المباراة الثانية، وبسببه أنهت (عصابات المراهنات في كولومبيا) حياته بعدما عاد الفريق بعدها بأيام.
وشهدت هذه البطولة ثنائياً قوياً بيبيتو وروماريو، وبنجوميتهما، وصلوا بالمنتخب البرازيلي للمباراة النهائية. كما أصبح الكاميروني روجيه ميلا، أكبر لاعب يسجل في تاريخ المونديال، بعدما سجل على روسيا، وعمره 42 عاما و39 يومًا.
وتأهل المنتخب السعودي في المركز الأول في المجموعة السادسة التي ضمت إلى جانبه منتخبات هولندا والمغرب وبلجيكا، بالرغم من خسارته مباراته الأولى أمام هولندا بهدفين مقابل هدف وحيد، قبل أن يعود الأخضر ويفوز على المغرب بنفس النتيجة، ويتفوق على بلجيكا بهدف نظيف سجله سعيد العويران. وهذه المرة الوحيدة التي تأهل فيها المنتخب السعودي إلى دور الـ16، ولكن خسروا أمام السويد في هذا الدور بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد.
وتعرض نجم الأرجنتين الأسطورة مارادونا، لاختبار منشطات، وأظهرت نتيجته أنه يستخدم مادة الإيفيدرين المحظورة، وتقرر استبعاده من البطولة، وألقت هذه الفضيحة بظلالها على الأرجنتين التي ودعت النهائيات من الدور الـ16 على يد رومانيا التي فازت عليها بنتيجة (3 – 2).
وقدمت بلغاريا مستوى فاجأ الجميع، ووصلت لدور الثمانية ضد ألمانيا حاملة اللقب وهزمتها، لتواجه إيطاليا في نصف النهائي، لكن باجيو وزملاءه فازوا في المباراة، وقابلوا البرازيل في المباراة التي سميت بنهائي الحلم.
ووسط 94 ألف مشجع التقى منتخبا إيطاليا والبرازيل في المباراة النهائية، وحسم نجوم السامبا البرازيلية المباراة بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي الذي استمر على مدار 120 دقيقة هي زمن الوقتين الأصلي والإضافي.
وفازت البرازيل بالكأس بعد غياب 24 عاما، بعدما أهدر باجيو أشهر ركلة ترجيح في التاريخ، وأصبحت أكثر منتخب يفوز بالمونديال بأربع بطولات، قبل أن تضيف اللقب الخامس في 2002.
