بعث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان برقية شكر، لملك تايلند ماها فجيرالونجكورن برا كلاوتشاويو هوا إثر مغادرته بانكوك، بعد زيارة رسمية.
وعبر ولي العهد عن بالغ امتنانه وتقديره لما لقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، مشيداً بالعلاقات وأواصر التعاون المشترك بين البلدين والشعبين الصديقين، والرغبة في تعزيزها بما يحقق تطلعات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وجلالتكم.
وتمنى ولي العهد لملك تايلند موفور الصحة والسعادة، ولشعب تايلند الصديق مزيداً من التقدم والرقي.
وصدر اليوم (السبت)، بيان مشترك في ختام زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتايلند.
ورحب الجانبان بالتوقيع على عدد من مذكرات التفاهم، شملت الاتفاق بشأن إنشاء مجلس التنسيق السعودي التايلندي، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال تشجيع الاستثمار المباشر بين البلدين، ومذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة بالمملكة ونظيرتها في تايلند بمجال الطاقة.
وشهدت الزيارة التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السياحة بين وزارة السياحة والرياضة في مملكة تايلند ووزارة السياحة في المملكة، ومذكرة تفاهم بين هيئة الرقابة ومكافحة الفساد ومكتب اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد في تايلند.
وناقش الجانبان مجالات التعاون السياسي والدفاعي والأمني، وفرص التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك؛ بما فيها صناعة الدفاع، ومكافحة الجـرائم العابرة للحدود الوطنية بجميع أشكالها، ومكافحة الإرهـاب والتشـدد والتـطرف، وتعزيز الأمن السيبراني، وبناء القدرات وتبادل المعلومات بين المملكتين.
كما أعرب الجانبان عن استعدادهما لتعزيز التعاون في الشؤون القنصلية بما يحقق المنفعة للجانبين.
وبحث الجانبان أبرز التحديات الاقتصادية العالمية ودور المملكتين في دعم الجهود الدولية لمواجهتها، كما سلط الجانبان الضوء على أهمية تشجيع الوصول إلى أسواق كلا البلدين، فضلاً عن التفاعل القوي بين قطاعاتهما الخاصة لزيادة فرص الاستثمار، وتنويع التجارة الثنائية، وزيادة تبادل زيارات الوفود التجارية.
كما ناقشا التعاون بين القطاعين العام والخاص في المملكتين في المجالات المحتملة الرئيسية؛ بما في ذلك مواد البناء، والبتروكيماويات، والمواد الغذائية، والمنتجات الاستهلاكية، والاقتصاد الرقمي، والنقل والخدمات اللوجستية، والصناعة، والتعدين، وصناعة المركبات الكهربائية، والزراعة، والرفاهية، والضيافة، والتعاون العمالي، وغيرها من المجالات.
وسعى الجانبان إلى إيجاد طرق لتجسيد فرص الاستثمار في الممر الاقتصادي (EEC) والمناطق الاقتصادية الخاصة (SEZ) في تايلاند، ومشروع “نيوم” في المملكة؛ وذلك بناءً على الطابع التكاملي والتوافق بين رؤية المملكة 2030، والنموذج الاقتصادي التايلاندي الحيوي الدائري الأخضر (BCG).
وأعربت تايلاند عن استعدادها لدعم مبادرتي “السعودية الخضراء”، و”الشرق الأوسط الأخضر”، بالإضافة إلى التعاون مع صندوق الاستثمارات السعودي لتسهيل مزيد من التعاون الاقتصادي في المستقبل.
وثمّن الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجالات الطاقة مثل توريد البترول، ومشتقات البترول، والبتروكيماويات، وتطوير استخدامات التقنيات النظيفة لموارد الهيدروكربونات، والوقود الحيوي، والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى بحث فرص الشراكة ومناقشة المشاريع المشتركة في التعاون بشأن الاستخدامات المبتكرة للهيدروكربونات في المواد، والنقل، وغيرها.
وفي مجال التعاون الاجتماعي والتعليمي، شدد الجانبان على أهمية تعزيز التواصل بين الشعبين. وأشاد الجانب السعودي بقرار تايلند إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة دخول تايلاند لأغراض السياحة لمدة 30 يوماً.
كما أعرب الجانبان عن التزامهما بتسهيل تبادل الزيارات على كافة المستويات، كما أشاد الجانب التايلاندي باهتمام الجانب السعودي في تسهيل إصدار التأشيرات لرجال الأعمال والسياح من تايلاند لتعزيز التجارة والاستثمار والسياحة.
واتفق الجانبان على أهمية رفع مستوى التعاون العلمي، والبحثي، والتعليمي بين المملكتين، إضافة لتشجيع التعاون المباشر بين الجامعات والمؤسسات العلمية والتعليمية، وضرورة دعم استمرارية التعليم في أوقات الأزمات وتوفير تعليم شامل وعالي الجودة للجميع.
وفي مجال الصحة، أكد الجانبان حرصهما على دعم المبادرات العالمية لمواجهة الأوبئة الحالية، والاستعداد للأمراض المستجدة، كما عقد الجانبان العزم على التعاون والعمل من أجل الانتعاش بعد أزمة فيروس كورونا المستجد.
كما اتفقا على بحث فرص التعاون في مجالات الإذاعة والتلفزيون، ووكالات الأنباء، والصحافة وتبادل الخبرات، وتنسيق الزيارات الإعلامية المتبادلة لخدمة تطوير المجال الإعلامي المشترك.
كما سعى الجانبان إلى تشجيع التعاون من أجل تعزيز التبادل الثقافي، ومناقشة سبل ووسائل تعزيز التعاون في مجالات الرياضة المختلفة.
وشدد الجانبان على أهمية الجهود المشتركة لمكافحة التطرف، وتعزيز التفاهم، والتسامح، والسلام، والأمن.
وثمّن رئيس وزراء تايلند الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين في سبيل خدمة الحجاج؛ حيث أشاد بالمستوى العالي فيما يتعلق بالدعم والتنسيق والتسهيلات المقدمة لحجاج تايلاند.
وفي الشؤون الدولية، تبادل الجانبان وجهات النظر حول التطورات في منطقتيهما مثل الوضع في اليمن وإيران وأفغانستان. وأكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في المنظمات الدولية والمنتديات متعددة الأطراف، وأعربا عن استعدادهما لدعم بعضهما البعض في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وجدد عزمهما على الاستمرار في التنسيق وتكثيف الجهود للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. وشددا على أهمية التزام جميع الدول بميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ الشرعية الدولية، والقانون الدولي، ومبادئ حسن الجوار، واحترام وحدة وسيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وغيرها من الملفات.
وعبرت تايلند عن تقديرها لمساعدة المملكة لها ضمن إطار منظمة التعاون الإسلامي، وأعرب رئيس الوزراء التايلندي عن تقديره للمملكة على نظرها بعين الاهتمام في دعم ترشيح تايلند لاستضافة معرض بوكيت إكسبو 2028.
وثمن الأمير محمد بن سلمان دعم حكومة تايلند لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 في الرياض.
وفي ختام الزيارة، أعرب ولي العهد عن شكره وتقديره لرئيس الوزراء التايلندي، على ما حظي به والوفد المرافق له من حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
زر الذهاب إلى الأعلى