تُقام غدًا (الثلاثاء) المباراة المرتقبة بين إيران والولايات المتحدة في قطر ضمن منافسات كأس العالم لكرة القدم، وهي المباراة التى ينظر إليها المراقبون من وجهة نظر مغايرة كون أن التوترات السياسية هي التى تطفو دائمًا على مسار الأحداث بين البلدين.
تصريحات نارية
قلل مدرب المنتخب الأمريكي السابق، يورغن كلينسمان من قدرات الفريق الإيراني ومدربه كيروش عقب فوزه على ويلز، منتقدًا الطريقة التى يخوضون بها المباريات، متهماً إياهم بالتحدث مع الحكام كثيرًا واستفزاز الآخرين حتى يفقدوا تركيزهم.
ورأى كلينسمان أن عودة كيروش مرة أخرى إلى إيران وقد سبق وعمل معهم في الماضي، ليس صدفة، بل يحدث عن قصد.
ومن جانبه وصف مدرب إيران كيروش هذه التصريحات حول ثقافة إيران ومنتخب إيران الوطني واللاعبين بوصمة عار على كرة القدم.
ووجه دعوته لـ”كلينسمان” للحضور إلى معسكر الفريق للتواصل مع لاعبي إيران والتعلم منهم عن البلد، وشعب إيران والثقافة الفارسية، مشيرًا إلى أنه لا ينتظر الدعم من المواطن الأمريكي- الألماني كلينسمان .
وبمناسبة مباراة إيران وأمريكا رصدت وكالة الأنباء الفرنسية أبرز اللحظات التي شهدت حضور السياسة في ميدان الرياضة خلال بطولات كأس العالم.
تحية فاشية
واجهت فرنسا إيطاليا في ربع النهائي عام 1938، وارتدى الطليان قميصاً أسود شبيهاً بقميص ميليشيَات نظام موسوليني، ووجّهوا تحية فاشية إلى 60 ألف متفرج، فردّ الجمهور بصافرات الاستهجان أثناء النشيد الإيطالي.
الأشقاء الأعداء
التقت ألمانيا الغربية والشرقية الاتحادية في هامبورغ، غرباً، قبل الوحدة، على ملعب “فولكس بارك” عام 1974، وانتصرت ألمانيا الشرقية، وخرجت المباراة دون حدوث أي توترات، وحصدت ألمانيا الغربية لقبها الثاني، وكان قد تم توقيع معاهدة اعتراف متبادل بين البلدين في عام 1972.
مارادونا
تواجهت الأرجنتين وإنجلترا في ربع نهائي مونديال المكسيك عام 1986، بعد 4 سنوات من حَرب جزر فوكلاند التي خلفت 649 قتِيلاً أرجنتينياً و255 بريطانياً، وكانت الأجواء متوترة للغاية بين المنتخبين اللذين قطعت دولتاهما العلاقات الدبلوماسية في عام 1982.
وفي كل مباراة من مباريات المسابقة، رفع المشجعون الأرجنتينيون لافتات تقول “جزر فوكلاند أرجنتينية” وأنشدوا أغانيَ قومية تدعو إلى “قَتل الإنكليز”، وعلى هامش ربع النهائي، اندلعت اشتباكات بين ألتراس المنتخبين، ما أسفر عن عشرات الإصابات التي تراوحت بين طفيفة وخطيرة.
وفازت الأرجنتين بالمباراة، وعلق مارادونا حينها بالقول : “لقد كانت مباراة نهائية بالنسبة لنا.. لم يكن الأمر يتعلق بالفوز بمباراة، بل بإقصاء الإنكليز”.
احتجاز الرهائن
وجدت إيران نفسها في عام 1998 ضمن مجموعة الولايات المتحدة، في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ عملية احتجاز رهائن في السفارة الأمريكية بطهران في أعقاب انتصار الثورة الإسلامية في عام 1979.
أقيمت تلك المباراة في مدينة ليون الفرنسية، وبعد أداء النشيدين الوطنيين، تصافح اللاعبون الأمريكيون مع خصومهم وقدموا لهم تذكارات، فردّ الإيرانيون التحية بباقات ورود بيضاء، قبل أن يلتقط المنتخبان صورة جماعية.
وفاز الإيرانيون بالمباراة حينها (2-1) مسجّلين أوّل انتصاراتهم المونديالية.
النسر المزدوج
في كأس العالم 2018، التقت صربيا سويسرا، التي تضمّ في صفوفها العديد من اللاعبين من أصول كوسوفية، وكوسوفو إقليم سابق في صربيا يسكنه بشكل رئيسي الألبان، وبعد عشر سنوات من الصراع، أعلنت كوسوفو استقلالها في عام 2008، وهو ما لم تعترف به صربيا، لتسوء العلاقات بين بلغراد وبريشتينا.
وسجّل كل من غرانيت تشاكا المولود في سويسرا لعائلة كوسوفية، وجيردان شاكيري المولود في كوسوفو، هدفين، ما منح سويسرا فوزاً على صربيا 2-1.
واحتفل اللاعبان بهدفيهما من خلال التوجه نحو المشجعين الصرب، ووضع يديهما على صدريهما بشكل معاكس، راسمين شارة “النسر المزدوج” الأسود اللون، رمز ألبانيا الذي يتوسط علمها الأحمر، ما أثار سخط الصحافة الصربية التي نددت “باستفزاز مخزٍ”.