تواصل المملكة جهودها لمكافحة التغير المناخي وحماية البيئة، وذلك ضمن مستهدفات رؤيتها المستقبلية 2030.
وتتعدد الخطوات التي تتخذها المملكة في هذا الإطار على المستوى المحلي والدولي، فوضعت عدة مرتكزات لخطتها الداخلية، تمثلت أبرزها في حماية البيئة وزيادة التشجير والمساحات الخضراء، وخفض الانبعاثات الكربونية ومحاولة تخزينها والاستفادة منها، ودعم مشروعات الطاقة المتجددة والتوسع فيها، وإيجاد بدائل منخفضة الكربون.
وعلى الصعيد الدولي، ترجمت مسؤوليتها في مكافحة التغير المناخي بشكل رسمي وذلك بتأييدها اتفاقية باريس في عام 2016، تلك الاتفاقية التي تدعو لاتحاد كل البلدان من أجل مكافحة مشكلة التغير المناخي، والتخفيف من حدتها.
ونفذت المملكة على المستوى المحلي عدة إنجازات تستهدف الحد من مسببات التغير المناخي، وفيما يلي نبذة سريعة عما قامت به المملكة خلال 2022:-
وسنعرض لكم فيما يلي إنجازات ملموسة ونجاح عالمي للمملكة خلال 2022 في مكافحة التغير المناخي وحماية البيئة.
إطلاق النسخة الثانية من مبادرة “السعودية الخضراء”
أطلق ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، النسخة الثانية من مبادرة “السعودية الخضراء”، حيث أكد أن المملكة ستواصل جهودها للحد من الانبعاثات الكربونية من خلال التركيز على مصادر الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين النظيف، وتنمية الاقتصاد الدائري للكربون، والأهتمام بالتشجير وحماية البيئة الطبيعية في المملكة.
إطلاق النسخة الثانية من “الشرق الأوسط الأخضر”
أطلق ولي العهد النسخة الثانية لقمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في نوفمبر الماضي ليسلط الضوء من خلالها على أبرز التحديات المناخية التي تواجه المنطقة وأبعادها على الصعيد العالمي، من خلال منصة استراتيجية تعزز التعاون المشترك وتبادل الخبرات وتباحث الأفكار بين رؤساء الدول ووزراء الحكومات المعنيين وصناع السياسات في دول المنطقة، بما يسهم في تسريع التحول نحو الاقتصاد الأخضر وبناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.
كما أعلن استضافة المملكة مقر الأمانة العامة للمبادرة، بجانب الإسهام بمبلغ 2.5 مليار دولار، لدعم مشروعات المبادرة وميزانية الأمانة العامة على مدى عشر سنوات، مؤكدا أن صندوق الاستثمارات العامة يستهدف للوصول للحياد الصفري لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050، من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون.
إنشاء سوق الكربون الطوعي
أعلن صندوق الاستثمارات العامة تأسيس شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية في الرياض، والتي تهدف لدعم الشركات والقطاعات في المنطقة لتمكينها من الوصول إلى الحياد الصفري بالإضافة إلى ضمان شراء أرصدة الكربون لتخفيض الانبعاثات الكربونية في سلاسل القيمة.
كما أعلن تنظيمه أكبر مزاد من نوعه عالمياً لتداول الائتمان الكربوني، ونجح بالفعل في تداول 1.4 مليون طن من الائتمان الكربوني خلال مزاد أقيم في مؤتمر مبادرة الاستثمار في نوفمبر الماضي.
مشاريع لاحتجاز الكربون
كشفت شركة “أرامكو السعودية” عن خطوات في هذا الإطار منها العمل على إنشاء مركز لاستخلاص الكربون وتخزينه بأمان، على أن يباشر عمله في 2027، كما أعلن وزير الطاقة، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إطلاق 3 مشاريع تجريبية لاحتجاز الكربون واستخدامه بقيادة كل من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومدينة نيوم، والشركة السعودية للكهرباء، وشركة أسمنت الصفوة ومعادن وجلف كرايو لتعزيز اعتماد إطار عمل الاقتصاد الكربوني الدائري وتقليل الانبعاثات في القطاعات التي تستهلك أكبر قدر من الطاقة.
استخدام بدائل منخفضة الكربون
واصلت القطاعات الصناعية في المملكة إنجازاتها خلال 2022 لإزالة الكربون والحد من انبعاثاته في صناعتها، ومن أمثلة ذلك ما حققته شركتا أرامكو السعودية و”سابك” للمغذيات الزراعية من نجاح مؤخرا في مجال الأمونيا الزرقاء، إذ أعلنتا مؤخرا إرسال أول شحنة تجارية معتمدة في العالم من الأمونيا الزرقاء إلى كوريا الجنوبية.
كما طرحت”سابك”مادة جديدة من البولي إيثيلين عالي الكثافة ذات المحتوى المعاد تدويره ميكانيكياً، مؤكدة أن هذه المادة تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية، وأنه تم تطويرها خصيصا لعبوات زيت المحركات وزيت التشحيم.
وامتدت الجهود الرامية للحد من انبعاثات الكربون إلى المسابقات الرياضية، فوقعت “أرامكو” مذكرة تفاهم مع فورمولا موتور سبورت المحدودة بهدف استخدام الوقود المستدام منخفض الكربون في البطولتين اعتبارا من 2023.
كما أعلنت شركة البحر الأحمر الدولية توقيعها مذكرة تفاهم لتصنيع أول خرسانة قائمة على الكربون السالب في العالم، مضيفة أن تقنية الخرسانة القائمة على الكربون السالب تعمل على عدم إطلاق أي انبعاثات كربونية، وعلى امتصاص الكربون من الغلاف الجوي، وتولد في الوقت نفسه كربوناً قابلاً للمعالجة.
أعلن ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان إطلاق شركة «سير»، أول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية في المملكة، وذلك بما يتسق مع أهداف المملكة في تخفيض انبعاثات الكربون والمحافظة على البيئة تعزيزاً للتنمية المستدامة.
وقامت شركة البحر الأحمر بتوقيع مذكرة تفاهم لدراسة نشر أساطيل المركبات الكهربائية المستقلة والمشتركة في واجهة البحر الأحمر، وذلك في إطار خطتها الهادفة لتشغيل كل شيء عبر تكنولوجيا الدفع الكهربائي والهيدروجين الخالي من الانبعاثات.
حلول طبيعية لمواجهة الانبعاثات
واصلت المملكة جهودها في المبادرات التي تستهدف استخدام الحلول الطبيعية لمواجهة الانبعاثات الكربونية، وفي إطار ذلك تبنت وزارة الموارد والشؤون البلدية والقروية والإسكان 6 مبادرات بيئية في المدن منها زراعة 50 مليون شجرة لزيادة المساحات الخضراء وخفض دراجات الحرارة.
كما عملت وزارة البيئة والمياه والزراعة على زراعة ما يقارب 100 نوع من الأشجار المحلية المختارة بعناية والقابلة للتكييف في مشاتل مخصصة بهدف زراعتها لاحقا في 62 موقعا في جميع أنحاء المملكة، فضلا عن مواصلة عملها في بعض البرامج مثل برنامج الرياض الخضراء، ومتنزه الملك سلمان، والمدن السعودية الخضراء.
وواصلت الوزارة ذاتها العمل على تحقيق مستهدفاتها فيما يتعلق بإعادة تدوير النفايات، ورفع مستوى المحميات إلى 30%، ومكافحة العواصف الترابية، وبرامج الاستمطار، كما قامت وزارة السياحة بالعمل مع القطاع الخاص لضمان استخدام المواد المحافظة على البيئة والتي يمكن إعادة تدويرها في المشاريع الضخمة مثل المشاريع في البحر الأحمر، والمدن الثقافية والتاريخية في المملكة، ومنها محافظة العلا.
الطاقة المتجددة
عملت عدة قطاعات في المملكة على ملف الطاقة المتجددة، في محاولة منهم لتحقيق مستهدف المملكة في جعل طاقة الرياح والطاقة الشمسية تمثلان 50% من الطاقة المستخدمة لإنتاج الكهرباء في المملكة بحلول عام 2030م، ومن أبرز النجاحات التي تمت في هذا الشأن استمرار التشجيع على تحويل الأبنية إلى صديقة للبيئة.
ونجحت الكلية التقنية للبنين في تبوك في إنتاج 6 ميغاواط من الكهرباء بأول مبنى تدريبي بها يعمل بالطاقة الشمسية، كما تم تدشين مشروع الطاقة الشمسية في مبنى وكالة التشغيل والصيانة بأمانة منطقة الرياض.
وتبنت المملكة 17 مبادرة تعتمد على الطاقة المتجددة بهدف حماية البيئة، كما جدد القائمون على مشروع “نيوم” التزامهم بالاعتماد على الطاقة المتجددة في المشروع.
واتخذ صندوق الاستثمارات العامة خطواته أيضا في هذا المجال، وقام من خلال شركته “بديل” بتوقيع اتفاقية لإنشاء أكبرمحطات للطاقة الشمسية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الشعيبة بمنطقة مكة المكرمة، في حين طرحت الشركة السعودية لشراء الطاقة 5 مشروعات جديدة للمنافسة لإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة.
كما حرصت وزارتا الصناعة والثروة المعدنية والطاقة على دعم المنشآت العاملة في مجال الطاقة المتجددة، فأطلقت مبادرة لمنح المنشآت مزايا تحفيزية منها الإعفاءات الجمركية.
اتفاقيات للهيدروجين النظيف
واصلت وزارة الطاقة العمل على وضع معايير للهيدروجين النظيف منخفض الكربون، ليسهل على الناس شراء الهيدروجين الأخضر، كما وقعت المملكة عددا من الاتفاقيات لإنتاج الهيدروجين واستخدامه في تشغيل القطارات والطائرات وإنتاج الطاقة، فيما يتواصل العمل في “نيوم” من أجل إنتاج الهيدروجين الأخضر.
ترشيد استهلاك الطاقة
تم إطلاق عدة مبادرات لترشيد استهلاك الطاقة، ومن أمثلة ذلك إطلاق المركز السعودي لكفاءة الطاقة “كفاءة” مبادرة استبدال أجهزة التكييف “الشباك” لتحفيز المواطنين على استبدال أجهزتهم القديمة بأخرى جديدة تستهلك طاقة أقل.