حفل المشهد الثقافي والفني في المملكة خلال عام 2022 بحراكٍ كبيرٍ، بفضل المهرجانات والبرامج والندوات التي أطلقتها وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها في مختلف المناطق.
وأسهمت مبادرات الوزارة أيضاً في تسليط الضوء على بعض المواقع السعودية التراثية، إلى جانب المبادرات التي أسهمت في تطوير القطاع وتأهيل الكوادر الوطنية.
تستعرض “أخبار 24” في التقرير ما شهده العام 2022 من فعاليات ثقافية ساهمت في تطور القطاع.
مهرجانات متنوعة
نظمت الوزارة العديد من المهرجانات التي أثرت الساحة بتنوعها وشموليتها لغالبية المناطق، أبرزها مهرجان “الأوبرا الدولي” في الرياض الذي كان بمشاركة موسيقيين عالميين، ومهرجان الفنون الأدائية التقليدية “ثراء”، وعروض موسيقية ومسرحية وأوبرالية في واجهة الرياض.
وشملت المهرجانات “البشت الحساوي” في الأحساء و”عنترة الثقافي” في القصيم، و”أطفال الثقافة” في الرياض، و”الخطوة العسيرية” في أبها، و”أجا وسلمى” لإحياء الفنون والتقاليد التراثية في حائل، و”جاكس للفنون” في الدرعية، كما نظمت أكثر من 20 فعالية في عدد من المواقع التاريخية والأثرية بالتعاون مع وزارة السياحة.
ابتعاث ومنح
اهتمت الوزارة بالمنح والابتعاث بهدف تطوير الكوادر الوطنية الثقافية المتخصصة في مختلف المجالات الثقافية والفنية، حيث بلغ عدد المبتعثين أكثر من 200 في درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، مع الحرص على إرسالهم لأرقى الجامعات العالمية المتعلقة بتخصصاتهم الدراسية.
كما قدمت 1139 منحة بحثية استهدفت الباحثين والمؤرخين لدعم الأبحاث والدراسات الخاصة بتاريخ تأسيس الدولة السعودية الأولى؛ من أجل إبراز العمق التاريخي والحضاري والثقافي للدولة السعودية الذي يمتد إلى 3 قرون.
مبادرات متعددة
مبادرات الوزارة في عام 2022 جاءت متعددة ومنها إطلاق بودوكاست صوتي بعنوان “1949” يُعنى بالموضوعات الثقافية، وساهمت في تصميم لوحات المركبات المُميَّزة بالتعاون مع وزارة الداخلية بشعارات تتضمن تصاميم مميزة وذات دلالات وطنية وثقافية، إضافة لإطلاق المرحلة الثالثة من مبادرة تراخيص المنصة الإلكترونية الموحدة للتراخيص والتصاريح الثقافية “أبدع”، ومبادرة “الجوائز الثقافية الوطنية”، مبادرة المكتشف الصغير لتوعية الصغار بأهمية التنقيب عن الآثار، ودليل توثيق التراث الثقافي وأرشفته الرقمية في المملكة.
واشتملت كذلك على تنظيم أمسية الغناء بالفصحى لدعم اللغة العربية، إلى جانب الاحتفاء باليوم الدولي للفن الإسلامي من خلال ندوة ثقافية، وإطلاق جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة والصين.
وامتدت المبادرات لتشمل تدشين المركز الثقافي “فناء الأول” في حي السفارات بالرياض، ليكون مقراً يحتضن المبدعين والمفكرين وأصحاب المواهب المختلفة.
اهتمام بالتراث
واصلت الوزارة جهودها لتوثيق التراث الوطني، لتعزيز فرص استمراره وضمان استدامته من خلال تسجيل عنصرَيْ “حداء الإبل” و “البن الخولاني السعودي -المهارات والمعارف المرتبطة بزراعته- ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، وذلك لتعزيز فرص استمراره وضمان استدامته، حيث ارتفعت عناصر التراث الثقافي غير المادي التي نجحت المملكة في تسجيلها ضمن القائمة إلى 11.
كما نفذت المرحلة الأولى من برنامج “اتفاقية حماية التراث المغمور بالمياه” وذلك ضمن الأنشطة التدريبية لبرنامج “الخبراء” لتأهيل المختصين في اتفاقيات “اليونسكو”.
عام القهوة
اهتمت الوزارة كثيراً بالقهوة السعودية باعتبارها من التاريخ الثقافي من خلال مبادرة “عام القهوة السعودية 2022″، ونظمت حملة للتعريف بها في 4 مدن عالمية وهي: نيويورك، ولندن، وروما، وباريس.
ونظمت كذلك فعاليات المنتدى الدولي لاستدامة القهوة السعودية في جازان، مع إطلاقها منحة أبحاث القهوة السعودية لتشجيع الباحثين والباحثات على إعداد الأوراق والبحوث العلمية المتخصصة فيها، إلى جانب إطلاق مسابقة معزوفة القهوة السعودية؛ من أجل صنع مقطوعات مبتكرة بأصوات معدات صناعة وتحضير القهوة.
“الأفلام”.. صناعة ومشاركات
أطلقت هيئة الأفلام المرحلة الثالثة من برنامج “صناع الأفلام”، وبرنامج حوافز الاسترداد المالي بنسبة تصل إلى 40% لدعم الإنتاج السينمائي السعودي والعالمي؛ لجعل المملكة واحدة من أهم الدول الجاذبة لتصوير الأفلام العالمية.
ودربت 1.5 ألف من الكوادر الوطنية على إنتاج وصناعة الأفلام، كما أتاحت بالتعاون مع الوزارة فرصة دراسة صناعة الأفلام ضمن برنامج الابتعاث الثقافي، إلى جانب إنتاجها 4 أعمال سينمائية، وتسهيل ظهور 5 أفلام قصيرة و4 طويلة في مهرجانات محلية وعالمية.
وشاركت الهيئة في مهرجان مالمو السينمائي في السويد كضيف شرف بـ 16 فيلماً سينمائياً، ومهرجان قرطاج السينمائي، مع تنظيمها مهرجان الأفلام في الأحساء بمشاركة 38 متدرباً من الجنسين لإتقان صناعة الأفلام.
معرض الكتاب
نظمت هيئة الأدب والنشر والترجمة معرض الرياض الدولي للكتاب بمشاركة 1.2 ألف دار نشر ودور بالوكالة تمثل 32 دولة، من بينها 68 غير عربية.
ويعد المعرض أكبر معارض الكتاب في تاريخ المملكة، كما تجاوز زواره المليون زائر، حيث تضمن برنامجاً ثقافياً شاملاً.
كما نظمت معرض جدة للكتاب بمشاركة أكثر من 900 دار نشر محلية وعربية ودولية، وقدمت خلال أيامه أكثر من 100 فعالية ضمن برنامجه الثقافي، إلى جانب معرض المدينة المنورة للكتاب بالتعاون مع هيئة تطوير المدينة بمشاركة أكثر من 300 ناشر من 11 دولة وتضمن 80 فعالية وأمسية ثقافية.
المباني التاريخية
أولت الوزارة مباني التراث العمراني ذات القيمة التاريخية أهمية كبيرة من خلال ترميم وتأهيل 15 قصراً وسط العاصمة الرياض، وذلك بعد إدراجها هذه القصور في قائمة السجل الوطني للتراث العمراني، الذي يُعنى بحصرها، وتسجيلها، وتصنيفها، وتوثيقها.
كما فرغت من ترميم أكثر من 600 مبنى في جدة التاريخية، إلى جانب إطلاق المرحلة الأولى من مشروع ترميم وصيانة وتشغيل 4 قصور تاريخية تشمل: شبرا، وجبرة، وقصر الكاتب، وقصر الملك فهد.
وأطلقت هيئة المتاحف استراتيجيتها لتطوير القطاع لتطوير بجميع مكوناته ومساراته التنظيمية والتشغيلية، ودعم وتمكين الممارسين والمستثمرين فيه.
فيما دربت هيئة الأفلام 1.5 ألف من الكوادر الوطنية على إنتاج وصناعة الأفلام، وشاركت في مهرجان “أيام قرطاج السينمائية” كضيف شرف.
أنشطة خارجية
شهدت الهيئات التابعة للوزارة حراكاً وأنشطة متنوعة، إذ نظمت هيئة الأزياء معرض 100 براند سعودي في منطقة مانهاتن الأمريكية بمشاركة 100 مصمم ومصممة سعوديين، والمعرض السعودي للفن والأزياء، ومؤتمر مستقبل الأزياء، فيما أطلقت هيئة الموسيقى استراتيجية تطوير القطاع الموسيقي بالمملكة، ومسابقة عالمية لاكتشاف المواهب الموسيقية، والأكاديمية الافتراضية لتعليم الموسيقى.
ودشنت نشاط الثقافة الموسيقية عبر منصة مدرستي، وتوقيعها اتفاقيات مع شركات عالمية لتطوير موسيقى البوب السعودية، واستضافة الفعاليات الموسيقية وإنتاج المحتوى الموسيقي، إضافة إلى رعاية النسخة الثانية من مؤتمر “xp” الذي يهدف تطوير صناعة الموسيقى في الشرق الأوسط، وإطلاق النشاطات.
النشاط المسرحي
أتاحت هيئة فنون العمارة والتصميم للمعماريين فرصة المشاركة في بينالي البندقية، ونظمت معرض ميثاق الملك سلمان العمراني، بينما أطلقت هيئة المسرح مشروع حصر الفرق المسرحية والفنون الشعبية بالمملكة، والنسخة الثانية من برنامج مهارات المسرح المتقدمة، والبرنامج التدريبي “المحترف المسرحي”، فيما أطلقت هيئة الأفلام النسخة المحدثة من “ضوء” لدعم صناعة الأفلام.
ترميم وتأهيل
تمكنت هيئة التراث من ترميم وتأهيل 24 موقعاً تراثياً في مناطق المملكة، وتسجيل 100 موقع أثري في السجل الوطني للآثار، مع تنظيمها مسابقة معمارية عالمية لتأهيل قصور الدولة التاريخية في عهد الملك عبد العزيز.
فعاليات الطهي
نظمت هيئة فنون الطهي مهرجان فيست للطعام السعودي؛ للارتقاء بالتراث الوطني للأطعمة، مع توثيقها فنون الطهي في 6 مناطق التي تضمنت أكثر من 400 عنصر مع توسعها لتشمل جميع المناطق، إلى جانب ترشيح عسير منطقة عالمية للطهي لعام 2024، كما فرغت من بناء استراتيجيتها لتطوير القطاع في المملكة.
زر الذهاب إلى الأعلى